وسائل إعلام هونغ كونغ تخشى الاعتقالات وعمليات الإغلاق

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-15

بائعة جرائد تقرأ صحيفة في هونغ كونغ في 6 كانون الثاني/يناير 2022(ا ف ب)هونغ كونغ(الصين) - منذ أشهر، يستعدّ الصحافي من هونغ كونغ رونسون شان لوصول الشرطة المكلفة الأمن القومي إلى منزله، لكن لم يسعه إلّا أن يرتجف خوفًا حين طرقت بابه أخيرًا في نهاية كانون الأوّل/ديسمبر، وهو ليس أول شخصية بارزة مؤيّدة للديموقراطية يستهدفها القمع الصيني.
شان الذي يرأس جمعية الصحافيين في هونغ كونغ والذي يكتب في الموقع الإخباري المؤيّد للديموقراطية "ستاند نيوز"، كان يعلم أنه مستهدف من قبل السلطات.

ويروي لوكالة فرانس برس كيف أنه كان "مستعدًّا ذهنيًا".

ويضيف "لكن عندما أظهروا مذكّرة التفتيش، كنت أرتجف".

نقل بواسطة هاتفه محادثاته مع الشرطة بشكل مباشر، قبل أن يُرغم على التوقف. وكان هذا تقريره الأخير لـ"ستاند نيوز".

في اليوم نفسه، جُمّدت أصول الموقع واعتقل سبعة أشخاص بتهمة "النشر المثير للفتنة" بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في العام 2020.

ووُجّهت تُهم إلى عامليْن في الموقع واحتُجزا. ولم يُضايق شان حتى الآن بتعاطٍ رسمي معه يتخطّى تفتيش منزله.

وتتساءل وسائل الإعلام المحلية والعالمية بشكل متزايد "هل سيأتي دورنا نحن؟"، في مدينة كانت تُعتبر في السابق معقلًا لحرية الصحافة في آسيا.

ويقول لقمان تسوي لوكالة فرانس وهو من سكّان هولندا حاليًا بعدما كان أستاذًا محاضرًا في الصحافة في الجامعة الصينية في هونغ كونغ "إن الصحافيين يُفترض أن يصارحوا السلطة بالحقائق"، مضيفًا "ولكن حاليًا، (تُعتبر) الحقيقة مُخرّبة في هونغ كونغ".

- كلّ شيء تسارع" -
يرد برّ الصين الرئيسي في أسفل تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة. وتتحكّم بكين بوسائل الإعلام المحلية بشكل كبير فيما يخضع الصحافيون الأجانب لقيود صارمة.

بعد عودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في العام 1997، ظلّت هونغ كونغ ملاذًا للحرية بالنسبة الى وسائل الإعلام.

واشتهرت الصحافة المحلية بالتعبير عن آرائها ولم تتردد في إدانة تصرفات بعض كبار المسؤولين على عكس وسائل الإعلام الصينية. لكن على مرّ السنوات، بدأ الظل يخيّم على حرية الصحافة في هونغ كونغ.

كانت هونغ كونغ تشغل المركز الثامن عشر في العام 2002 في تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" على صعيد إفساح المجال لحرية الصحافة حول العالم. لكنها وصلت إلى المركز الثمانين العام الماضي.

ولا يزال التهديد يزداد منذ حزيران/يونيو 2021 حين أُغلقت صحيفة "آبل ديلي" التي دعمت التظاهرات المؤيّدة للديموقراطية في العام 2019.

رجل يقرأ صحيفة في هونغ كونغ في 6 كانون الثاني/يناير 2022 (ا ف ب)

وقبض على مالكها جيمي لاي (74 عامًا) المحتجز حاليًا، بالإضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في الصحيفة، ووجهت إليهم تهمة "التواطؤ مع قوى أجنبية".
اعقب إغلاق "آبل ديلي" إغلاق موقع "ستاند نيوز"، ومن ثمّ أغلق موقع "سيتيزن نيوز" في الأسبوع التالي، والذي أسسته في العام 2017 مجموعة مراسلين مخضرمين وموّله قرّاؤه، خوفًا على سلامة مراسليه.

وتعتبر الصحافية من هونغ كونغ يوين شان التي تُدرّس حاليًا في جامعة سيتي يونيفرسيتي في لندن أن "حرية الصحافة تراجعت مدى سنوات، لكن كل شيء تسارع في العام 2020".

- "جوّ من الخوف" -
من جانبها، نفت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام عدّة مرّات الاتّهامات، مؤكّدة أن السلطات اكتفت بتطبيق القانون.

وبعد إغلاق "ستاند نيوز" و"سيتيزين نيوز"، اكتفت بالقول إنّ الدول الغربية لديها قوانين للأمن القومي "أكثر تشدّدًا" من هونغ كونغ، بدون أن تذكر أمثلة عن دول قد تكون استخدمت هذه القوانين ضدّ الصحافة.

رونسون شان الذي يرأس جمعية الصحافيين في هونغ كونغ والذي يكتب في الموقع الإخباري المؤيّد للديموقراطية "ستاند نيوز"، في 7 كانون الثاني/يناير 2022 (ا ف ب)

ويعتبر كاتب سابق في الموقع الإخباري المستقلّ "ان ميديا" أن القطاع "يهمين عليه جوّ من الخوف غير مسبوق".

ويقول بدون أن يشأ كشف هوّيته "من الصعب تقييم المخاطر".

حتى الآن، لم يُستهدف الإعلام الدولي بقانون الأمن القومي، لكن الحكومة لا تخفي انزعاجها من التغطية الإعلامية الأجنبية التي لا تروقها.

وتملك مؤسسات إعلامية أجنبية عديدة مقار إقليمية لها في هونغ كونغ، مثل وكالة فرانس برس وسي إن إن ووول ستريت جورنال.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، وجّهت السلطات 13 رسالة تحذير إلى الصحف الأجنبية بعد مقالات افتتاحية حول هونغ كونغ لم تعجبها.


رونسون شان الذي يرأس جمعية الصحافيين في هونغ كونغ والذي يكتب في الموقع الإخباري المؤيّد للديموقراطية "ستاند نيوز"، في 7 كانون الثاني/يناير 2022.

ويأمل رونسون شان أن يبقى الصحافيون الأجانب في هونغ كونغ ليستمروا في تغطية ما يحصل فيها، داعيًا إيّاهم إلى عدم الاستخفاف بالنهج المتشدّد للسلطات.
ويقول "لم يعتقد الناس أبدًا أن آبل ديلي سيُغلق، كان لهذا الموقع تاريخ من 25 عامًا وأكثر من ألف موظّف. لكنه أغلق رغم ذلك".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي