مسؤولون صحيون منغوليون يجوبون مناطق نائية لإعطاء الرعاة لقاحات كورونا

أ ف ب - الأمة برس
2021-12-26

الممرّض سودخو غالبادراخ يحضّر جرعة معززة من لقاح "فايزر" لراعٍ في مزرعة بمقاطعة داندغوبي في منغوليا في 13 كانون الأول/ديسمبر 2021 (ا ف ب)دوندغوبي ( منغوليا) - يضع الممرّض سودخو غالبادراخ على ركبتيه صندوقاً مليئاً باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، بينما يقطع مسارات وعرة في السهول المنغولية، متنقلاً بين المنازل لتقديم جرعات معززة للرعاة.
ويقول سودخو "في الموجة الأولى من الوباء، كان الناس يصطفون طوابير في الخارج (لتلقّي اللقاح) وكنت أعمل حتى الساعة التاسعة مساءً"، مضيفاً "كانت هناك أيام لم أعد فيها إلى المنزل. حالياً، يأتي خمسة إلى ستة أشخاص يومياً فقط لتلقّي اللقاح".

كل يوم، كان سودخو يتّصل بالرعاة لمحاولة تنظيم عملية تلقي الجرعة الثالثة. لكنّ سوء خدمة الهاتف في المراعي لا يترك خياراً أمام العاملين الصحّيين سوى التوجّه مباشرةً إلى منازل الرعاة لإعطائهم الجرعات.

في منغوليا، واحدة من أقل البلدان اكتظاظاً في العالم حيث يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة في منطقة تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة إسبانيا، يُعدّ نحو ثلث السكّان من الرحّل.

واتخذت السلطات المنغولية بعض الإجراءات الأكثر صرامة في العالم ضد جائحة كوفيد-19، إذ أغلقت الحدود والمدارس خلال القسم الأكبر من العامين الماضيين.

وشهدت عملية التطعيم التزاماً كبيراً، إذ تلقّى أكثر من 90 في المئة من البالغين جرعتين من اللقاح.

لكنّ برنامج الجرعات المعززة يستقطب اهتماما أضعف بين مجتمعات الرحّل، بسبب المعلومات الخاطئة المتداولة عبر الإنترنت والتحدي اللوجستي المتمثل في الوصول إلى المجتمعات النائية في بلد كبير كهذا.

- نتائج متفاوتة -
بعدما وجد الكثير من المساكن خالية من سكانها، التقى سودخو يرافقه الطبيب إنخجارغال بوريف، راعية عمرها 37 عاماً وافقت على تلقي جرعتها الثالثة.

وتقول إنخما بوريف التي قطعت 160 كيلومتراً في بداية العام مع زوجها لتلقي جرعاتهما الأولى لوكالة فرانس برس "كنت أخطط لتلقي جرعتي المعززة في المرة المقبلة التي أذهب فيها إلى وسط المدينة".

لم يتمكّن راعٍ آخر اسمه بادامخو من تلقي اللقاح بسبب معاناته من ارتفاع في ضغط الدم، وهذه مشكلة شائعة بين الرعاة بسبب اتباعهم نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول.
ويوضح دولامسورين غومبوجاف، وهو راعٍ يبلغ من العمر 65 عاماً ويرفض تلقّي الجرعة المعززة "عانيت من ارتفاع شديد في ضغط الدم بعد الجرعة الثانية (من لقاح سينوفارم الصيني)، لذلك لا أريد تلقي المزيد من اللقاحات".

وفق وزارة الصحة المنغولية، سُجّل أكثر من 660 ألف حالة بكوفيد-19 ونحو ألفي وفاة منذ بداية الجائحة.

- "شائعات" -
انخفضت نسبة الحالات منذ بدء عملية التطعيم، وتخشى أولان باتور من خسارة هذا التقدّم بسبب التردّد في تلقي اللقاح.

فقد تلقىّ نحو 45 في المئة فقط من البالغين جرعة معززة. ويقول سودخو إنّ "الشباب ينشرون الشائعات أو لديهم انطباع بأنّ كوفيد-19 مثل الانفلونزا، وأنّهم يستطيعون التغلب عليه بسهولة"، مضيفاً "(هم) يعتقدون أنّهم لا يحتاجون إلى أي لقاحات أو جرعات معززة منها".

العاملان الصحيّان إنخارغال بوريف وسودخو غالبادراخ في مقاطعة داندغوبي في منغوليا في 13 ديسمبر 2021 (ا ف ب)

وفي اليوم الذي انضمّت فيه وكالة فرانس برس إلى الفريق الطبي، كان أفراده يأملون في إعطاء جرعات معززة لستّ عائلات من الرعاة. لكن ثلاث عائلات فقط قبلت أن تتلقاها.

ويقول المسؤول الذي يقود برنامج التطعيم باتبايار أوشيربات إنّ الناس يقبلون بشكل متزايد تلقي الجرعة الثالثة.

ويؤكّد أنّ "الناس بدأوا يكتسبون الثقة بعد رؤية الأشخاص المطعمّين والذين يتلقون جرعات معززة، لم تظهر عليهم أي أعراض ولم يمرضوا".

منذ أيلول/سبتمبر، عند الوصول إلى الذروة مع تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف حالة يومية جديدة، تراجعت الأرقام إلى متوسط بلغ 200 حالة يومياً، ما يعزوه أوشيربات جزئيا إلى تلقي الجرعات المعززة.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي