اليوم الوطني لدولة قطر.. احتفاء سنوي بالمنجزات الكبيرة

متابعات الأمة برس
2021-12-18

يمثل اليوم الوطني لدولة قطر فرصة للتعريف بأعمال مؤسسي دولة قطر الذين تحمّلوا الصعاب (التواصل الاجتماعي)طه العاني

 

تشهد دولة قطر، في 18 ديسمبر من كل عام، احتفالات واسعة بذكرى اليوم الوطني، وذلك لإحياء ذكرى مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، الذي خلف والده في مثل هذا اليوم من عام 1878م، حيث أرسى قواعد دولة قطر الحديثة، وأصبحت البلاد وحدة متماسكة تحت زعامته.

التأسيس

ويعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر، وعمل من خلال خبرته السياسية على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً، واستطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي في تلك الفترة وهما بريطانيا وتركيا.

وقد تقرر اعتبار هذا اليوم من كل عام عطلة رسمية بموجب القانون رقم (11) لسنة 2007، الذي أصدره الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عندما كان يشغل منصب نائب الأمير وولي العهد حينها.

ويمثل اليوم الوطني لدولة قطر فرصة للتعريف بأعمال مؤسسي دولة قطر الذين تحمّلوا الصعاب، ودفعوا ثمناً غالياً لتحقيق وحدة أمتهم والاحتفاء بذكراهم، ويؤكد هوية الدولة وتاريخها، كما يُجسد المُثل والآمال التي أقيمت عليها الدولة. وتعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية القطرية.


فعاليات 2021

وفي 11 ديسمبر الجاري، أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني إقامة عدد من الفعاليات الرئيسية، والتي ستقام في عدة مواقع في الدولة بحُلة جديدة تعكس أهمية وقيمة هذه المناسبة الوطنية.

ونشرت اللجنة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الفعاليات ستقام في أربعة مواقع، حيث سيقام المسير الوطني في الكورنيش بتاريخ 18 ديسمبر 2021.

وأضافت اللجنة بأن فعاليات سوق الوكرة القديم ستبدأ من تاريخ 14 إلى 18 ديسمبر 2021، بينما تنطلق فعاليات حديقة أسباير من تاريخ 14 إلى 18 ديسمبر 2021، فيما ستكون فعاليات مؤسسة قطر مصاحبة لمهرجان دريشة، في الفترة من 12 إلى 17 ديسمبر 2021.

وتحيي قطر هذه المناسبة من خلال إقامة العديد من الاحتفالات المتعددة للتعريف بتراث البلاد والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع القطري، والاعتزاز والفخر بالدولة، ومن هذه الاحتفالات المسير الوطني الذي يصادف 18 ديسمبر، ويقام في كورنيش الدوحة بحضور أمير البلاد وجمع غفير من الوزراء وكبار الشخصيات، والمواطنين والمقيمين، والتي تنتهي بإطلاق الألعاب النارية التي تنير سماء الدوحة ليلة ذلك اليوم.

محطات تاريخية

ومرّت قطر بالعديد من المحطات الهامة في تاريخها المعاصر، وأبرز تلك المحطات نيلها الاستقلال في 3 سبتمبر 1971، حيث أعلن الشيخ خليفة بن حمد استقلال البلاد، لتنتهي بذلك المعاهدة البريطانية القطرية التي أبرمت عام 1916.

وفي يونيو 1995، تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة، وفي مارس 1999، أجريت أول انتخابات بلدية مباشرة، وترشحت فيها نساء للمرة الأولى في الخليج.

وأقرت البلاد إعداد دستور جديد بأغلبية ساحقة، في أبريل 2003، عبر استفتاء مهّد لهيئة برلمانية، وبدأ العمل بالدستور الجديد عام 2004.

وفي ديسمبر 2010، تم اختيار قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وهي أول دولة عربية تنظم المونديال.

وفي يونيو 2013، تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لصالح نجله الشيخ تميم، وهو أمر يحدث للمرة الأولى في الوطن العربي.

وفي يونيو 2017، أعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع قطر، واستطاعت قطر تجاوز تلك الأزمة الدبلوماسية، في يناير 2021، عندما أعلنت دول المقاطعة عودة العلاقات مع الدوحة بعد قمة العلا التي انعقدت في السعودية.

وفي أكتوبر 2021، شهدت البلاد أول انتخابات تشريعية من نوعها أدلى بها القطريون بأصواتهم لانتخاب من يمثلهم في مجلس الشورى.

إنجازات

وعلى مدى العقود الماضية حققت قطر إنجازات كبيرة على المستوى المحلي والدولي، حيث أنشأت بنية تحتية متكاملة من الخدمات الرئيسة، وتبعتها جنباً إلى جنب نهضة عمرانية شاملة من مرافق وخدمات وطرق حديثة ومحطات للطاقة وتحلية مياه وحركة نقل جوي وبحري متنامية، مع مواصلات متطورة، وشبكة اتصالات وفق أحدث المواصفات العالمية، ومصانع فريدة.

كما حرصت على تهيئة كل سبل التقدم والنهوض؛ من تعليم إلزامي مجاني لمختلف مراحل العملية التعليمية والتربوية، وبعثات داخلية وخارجية إلى أرقى جامعات العالم، ودورات تدريبية في أفضل المعاهد والمؤسسات المتخصصة، إلى جانب توفيرها مدارس نموذجية وجامعات متكاملة.

وفي الجانب الصحي تقدم قطر خدمات طبية وصحية متكاملة بمراكز ومستشفيات حديثة تحتوي على أجود ما توصل إليه العلم من أجهزة ومعدات بكفاءات بشرية ذات مستويات راقية.

وعملت على دعم الشباب وفتح مجال العمل في المؤسسات والدوائر الرسمية، ودفع الشباب إلى صفوف متقدمة، واستثمار طاقاتهم من خلال تسليمهم مسؤوليات مهمة في وزارات الدولة ودوائرها، وإشراكهم بفعالية في التخطيط العلمي والتنفيذ الواقعي لمشاريعها.

ونجحت قطر في العديد من الوساطات الدولية، وسجلت الدولة بدبلوماسيتها الفاعلة والنشطة نجاحات لافتة في عالم السياسة الخليجية، مجسدة دورها في تعزيز علاقات الأخوة والشراكة والتعاون مع الدول الأعضاء في المجلس.

مشاعر الاحتفال

ويقول رئيس تحرير صحيفة "الراية" القطرية، عبد الله غانم البنعلي المهندي، إن احتفال دولة قطر باليوم الوطني يمثل رمزاً لقيم الولاء والتكاتف والعزة التي عرف بها المجتمع القطري عبر الزمن، ومناسبةً لتجديد العهد للقيادة الرشيدة ببذل كل الجهود لمواصلة مسيرة التنمية والنهضة.

ويضيف لـ"الخليج أونلاين" أنهم يحتفلون بالمناسبة هذا العام وسط مشاعر الفخر والاعتزاز بما أرساه المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، من أسس راسخة لبناء الدولة، وما غرسه من قيم ومبادئ ومرتكزات سارت على هديها دولة قطر الحديثة، وما تنعم به قطر من نهضة تنموية شاملة في جميع المجالات في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من مكانة مرموقة ودور رائد وفعال إقليمياً ودولياً.

عبد الله غانم البنعلي المهندي، رئيس تحرير صحيفة "الراية" القطرية

ويشير المهندي إلى أنهم يعيشون أجواء احتفالات اليوم الوطني وسط أصداء هائلة من المنجزات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والرياضية غير المسبوقة، حيث تواكب احتفالات الدولة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على كل مواطن ومقيم على أرض قطر تنظيم بطولة مونديال العرب (FIFA قطر 2021)، خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر، والتي حظيت بإشادة عربية ودولية واسعة، من حيث الإعداد والتنظيم المثالي والمنشآت المونديالية المبهرة، فقد نجحت البطولة في جمع العرب في تظاهرة رياضية فريدة، لأول مرة تحت إشراف الـ FIFA.

ويتابع قائلاً: "كما تواكب احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر أجواء نجاح قمة الرياض الخليجية، التي تمثل نقطةً مضيئةً في مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث جسدت تلك القمة إرادة قادة دول الخليج في طي صفحة الخلاف، وتعزيز قوة وتماسك ووحدة الصف الخليجي، فضلاً عن تعزيز أمن واستقرار ونهضة وتنمية ورخاء دول المنطقة"، لافتاً إلى أن عودة اللحمة الخليجية، ومشاركة كل أهل الخليج احتفالاتنا باليوم الوطني، موضع سعادة وفخر، لما يجمع شعوب المنطقة من علاقات قرابة ونسب ومصير واحد.

وأضاف المهندي أن ما أسعدهم هو مواكبة احتفالاتهم باليوم الوطني إعلان الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2022، والتي تعكس قوة اقتصاد دولة قطر، بما تحمله من مؤشرات مهمة، حيث كانت التقديرات الإجمالية للإيرادات 196 مليار ريال (53,8 مليار دولار أمريكي)، ما يمثل زيادةً بنسبة 22.4% مقارنةً بتقديرات موازنة 2021.

وأشار إلى أن تلك الاحتفالات تتواكب مع توالي الإشادات الإقليمية والدولية بجهود قطر في ترسيخ السلام والاستقرار في ربوع العالم، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الدولية والأممية، ودعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن تنامي جهود قطر الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

واختتم المهندي بالقول: إن روح اليوم الوطني تمثل حافزاً للجميع لتقديم الأفضل، والمساهمة بإخلاص وعزيمة في مواصلة مسيرة التنمية والنهضة الشاملة لرفعة وتقدم الوطن.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي