دراسة: يمكن أن يكشف فحص الدم بدقة عن بداية مرض الزهايمر

الأمة برس - معالي بن عمر
2021-12-12

اكتشف باحثون في مؤسسة باسكوال مارغال، المتخصصة في دراسات حول مرض الزهايمر في برشلونة، أن المستويات العالية من بروتين الدماغ في الدم تدل على المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، مما يفتح الباب لتشخيص المرض مبكرًا عن طريق اختبار بسيط.

أكدت مجلة "سابير فيفير" الإسبانية في تقرير ترجمه موقع "الأمة برس"،  أنه عن طريق فحص دم بسيط يطلبه طبيب الأسرة، ربما يمكن اكتشاف مرض الزهايمر في مراحله الأولية، وفي وقت  وجيز.  وإنْ دَلَّ هذا الأمرُ عَلَى شَيءٍ فإنما يَدُلُّ على أن البحث في مجال المؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر في الدم يتقدم بخطى سريعة.

وأشارت المجلة إلى أن هناك دراسة جديدة قادها مركز أبحاث (Barcelonaβeta Brain Research Center (BBRC، وهو مركز الأبحاث التابع لمؤسسة Pasqual Maragall، تمكن من خلالها من الكشف عن أن المستويات العالية من بروتين الدماغ الموجود في بلازما الدم تشير إلى وجود تغييرات مرتبطة بمرحلة ما قبل الدخول في المرحلة السريرية ( عندما لا توجد أعراض بعد) لمرض الزهايمر.

يمثل هذا الاكتشاف تقدما هائلا لسببين:

  • يفتح الباب أمام تصميم أنظمة جديدة للتشخيص المبكر تعتمد على مزيج من المؤشرات الحيوية في الدم للمرض، أو ما شابه، لتتمكن من تشخيص مرض الزهايمر في مراحله الأولية باختبَار دم بسيط.
  • يقول الدكتور مارك سواريز كالفيت، الباحث الرئيسي في الدراسة، "إن التشخيص المبكر، سيسمح باختبار العلاجات قبل أن يصبح الضرر العصبي غير قابل للعلاج، مما يساعد في إبطاء تقدم المرض".

دور البروتين الأساسي

المادة المعنية، التي يمكن أن تعطي أدلة حول مرض الزهايمر من خلال التحليل هي ما يسمى حمض بروتيني دبقي ليفي. وجد باحثو مركز  BBRC أن هذه العلامة البيولوجية دقيقة للغاية، لتشخيص المراحل المبكرة من مرض الزهايمر في الدم.

 إن حمض بروتيني دبقي ليفي، هو بروتين دماغي خاص بالخلايا النجمية، وهي الخلايا الدبقية الأكثر وفرة. وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا الدبقية هي الخلايا الداعمة للجهاز العصبي المركزي (حمولة الخلايا العصبية) وهي أكثر من 5 إلى 10 مرات مقارنة بالخلايا العصبية نفسها.

في سياق متصل، تؤدي هذه الخلايا وظائف أساسية متعددة من أجل الأداء السليم لدمَاغنا، مثل دعم نشاط الخلايا العصبية أو تنظيم الحاجز الدموي الدماغي. وعندما يكون هناك نوع من تلف الدماغ، يحدث تفاعل من هذه الخلايا يسمى استروجليوسيس. يحاول هذا التفاعل احتواء تلف الدماغ ويزيد من ظهور  حمض بروتيني دبقي ليفي  والعلامات الأخرى. وهذه المستويات العالية من حمض بروتيني دبقي ليفي، علامة على مرض الزهايمر.

لن يكون الثقب/ البزل القطني ضروريًا

صحيح أن المستويات المرتفعة من حمض بروتيني دبقي ليفي، علامة بيولوجية واضحة لمرض الزهايمر، ولكن يتم قياسها حاليًا بواسطة ثقب قطني لتحليل السائل النخاعي. 

كيف يكون ذلك؟

  • عند الجلوس أو الاستلقاء على جانبك، يتم إجراء فحص البزل القطني عن طريق إدخال إبرة دقيقة جدًا لإزالة كمية صغيرة جدًا من السائل النخاعي. على الرغم من أنه يبدو أمرا مخيفًا بعض الشيء، إلا أنه ليس مؤلمًا مثل اختبار القسطرة الوريدية، كما أنه أقل ألمًا من اختبار الدم.
  • اختبار آخر يتم إجراؤه لتشخيص مرض الزهايمر هو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET). إنها تقنية تصوير عصبي تسمح لنا باكتشاف ما إذا كانت هناك لويحات أميلويد في الدماغ. عائقها الوحيد، أنها باهظة الثمن.

لن يؤدي تشخيص مرض الزهايمر من خلال فحص الدم إلى تجنب المتاعب او بعض القلق فحسب، بل سيكون أيضًا أسرع والنتائج موثوقة للغاية.

وتطور هذه الدراسة، وفقا لمؤلفيها، يتمثل في تبيين كيف أن قياس GFAP أو حمض بروتيني دبقي ليفي، في بلازما الدم، يكون أفضل من قياسها في السائل الدماغي الشوكي، وذلك لتحديد، على نحو أدق إلى أي مدى يكون الشخص المصاب متأثرا بمرض الزهايمر.

من جانبها، أوضحت مارتا ميلا ألوما، باحثة الدراسة وعضو مجموعة المؤشرات الحيوية في السوائل وعلم الأعصاب متعدية في مركز BBRC، "لقد رأينا أن مستويات المرقم الحيوي GFAP أعلى لدى الأشخاص، الذين هم في المرحلة غير المصحوبة بأعراض من مرض الزهايمر، ويسمح لنا هذا الاستنتاج، بالتفريق بين الأفراد المصابين أو الذين لا يعانون من أمراض الأميلويد في الدماغ، وهي المرحلة السابقة للمرض".

تفاصيل الدراسة

اعتمد البحث على بيانات من حوالي 900 شخص شاركوا في دراسات حول تطور مرض الزهايمر في باريس ومونتريال وبرشلونة. وتم تحليل عينات الدم من كل منهم ولوحظ أن مستوى بروتين GFAP ارتفع بسرعة على الرغم من عدم وجود علامات على مرض الزهايمر حتى الآن.

كما وقع ملاحظة، كيف أن مستويات GFAP العالية، تتزامن مع مستويات أميلويد بيتا المرتفعة. يُذكر أنه في حالة تراكم بروتين أميلويد بيتا في الدماغ، تتشكل لويحات يمكن أن تكون بمثابة مادة سامة للخلايا العصبية.

ختاما، لا يوجد حاليًا علاج لمرض الزهايمر، لكن اكتشافه في المراحل المبكرة سيسمح ببدء العلاج مبكرًا، مما قد يساعد في تأخير تطور المرض.



 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي