العلاج المناعي: ابتكار واعد ينقذ الأرواح

الأمة برس - معالي بن عمر
2021-12-12

 

في سباق الدراسات البحثية الطويلة لمكافحة السرطان، تم الكشف عن تقنية تحضير الجهاز المناعي كسلاح فعال لمقاومة المرض بل والتغلب عليه.

أشارت مجلة "سابير فيفير" الإسبانية في تقريرها الذي ترجمه موقع "الأمة برس" إلى أن الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، جمعت أكثر من 35 ألف متخصص دولي في مجال السرطان في شيكاغو في يونيو الماضي. ومن بين أكثر من 5200 دراسة تم تقديمها، كانت أكثر الدراسات التي تميزت هي تلك المتعلقة بالعلاج المناعي. 

وبشكل عام، يمثل العلاج المناعي  مجموعة من التقنيات التي تحصن الفرد ضد مرض معين بعد إعطَاءه أجسام مضادة معينة.

أما في علاج السرطان بالتحديد، حققت هذه العلاجات أكثر النتائج المشجعة حول العالم. تم بالفعل إنجاز جزء من العمل، بفضل الأدوية التي طورتها شركات الأدوية الرئيسية، وكانت النتائج مشجعة للغاية (وفعالة تمامًا في بعض الحالات)، على الرغم من أن جولي فوس، رئيسة الرابطة، لا تزال تدرس هذه العلاجات،  بما ان هناك حالات عديدة لا ينشط فيها جهاز المناعة بالفعالية اللازمة لإبطاء تقدم الأورام.

في سياق متصل، يُطلق على هذه العلاجات، العلاج البيولوجي، وهو يوقف العلاج المناعي أو يبطئ نمو الخلايا السرطانية، ويمنعها من الانتقال إلى الأعضاء الأخرى. وباختصار، يُمكِّن جهاز المناعة لدينا من تدمير الخلايا السرطانية.

تحضير الكائن الحي

في إسبانيا، تُخصّص مؤسسات مثل مركز البحوث الطبية التطبيقية بجامعة نافارا (CIMA) ومؤسسة ADITech التكنولوجية، ساعات وساعات من البحث حتى يصبح هذا الواقع واسع الانتشار وفعالًا بشكل متزايد، ويتم دعم هذه المهمة بمبادرات إعلامية مثل فيديو علم المناعة، ابتكار ضد السرطان (متاح على موقع يوتيوب)، والذي يشرح كيف أن خلايا الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية هي المسؤولة عن مراقبة وفحص المواد الموجودة في أجسامنا، وإذا كانت تشكل تهديدًا، فإنها تسبب رد فعل ويتم التعرف عليها بشكل صحيح، حيث أن الجسم مهيأ لمظهر جديد. لكن هذا لا يحدث في حالة الخلايا السرطانية التي تتنكر وتهاجم من خلال إنتاج مواد مثبطة للمناعة، لا يتفاعل الجسم معها.

في الحقيقة، إن تقنيات العلاج المناعي ليست جديدة (خصصت مجلة Science غلافًا لها في عام 2013 ووصفتها بأنها "أهم تقدم علمي لهذا العام") ، ولكن من الواضح الآن أن الطريق مليء بالأمل لمحاربة السرطان. على سبيل المثال، توجد بالفعل أدوية قادرة على تكوين ما يسمى بـ "الذاكرة المناعية"، وبالتالي تستمر في جعل الجسم يتفاعل طالما كان ذلك ضروريًا لأنواع معينة من الأورام، مما يزيد من بقاء المريض على قيد الحياة. على أي حال، يعتبر العلم والصبر عاملان أسَاسيان لنجَاح العلاجات، حيث لا يمكن علاج جميع الأورام على المدى المتوسط أو ​​الطويل باستخدام العلاج المناعي، كما أن التقنيات لا تعمل بنفس الطريقة عند جميع المرضى الذين يعانون من أورام مختلفة.

المساهمة الاسبانية

أوضح الدكتور غييرمو دي فيلاسكو، السكرتير العلمي لـ SEOM: "لقد تم استخدام العلاج المناعي لعقود من الزمن مع ملاحظة استجابات جيدة جدًا، ولكن لبعض الحالات المعينة".

حاليًا، تم إحداث ثورة في العقاقير التي تعمل على البحث عن نقاط التفتيش  المناعية، وهناك بالفعل بيانات طويلة الأجل عن سرطان الجلد النقيلي، الذي يعاني منه ما يصل إلى 20 بالمئة من المرضى، الذي يبقى معهم حوالي 10 سنوات. تمت الموافقة على الأدوية الجديدة التي تثبط نقاط التفتيش المناعية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الورم الميلانيني وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة وسرطان الكلى وسرطان المثانة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهروا نشاطًا جيدًا للغاية في أورام أخرى مثل سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين أو سرطان الخلايا ميركل".

الفوائد تفوق الأضرار

أوقفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دراسة كبيرة للعلاج المناعي في الولايات المتحدة في يوليو / تموز، بعد وفاة ثلاثة مرضى من التفاعلات السامة من شركة Juno Therapeutics في سياتل. تبين ان لهذه العلاجات  أيضًا ردود أفعال غير مرغوب فيها على غرار، الطفح الجلدي، حكة الجلد، الإسهال، التهاب الكبد، التغيرات الهرمونية …

جدير بالذكر، أنه تحدث 150 ألف حالة سرطان جديدة كل عام في إسبانيا. كما تتصدر أورام القولون والمستقيم، تليها أورام البروستاتا والرئة والثدي، وفقًا للجمعية الإسبانية لطب الأورام الطبية.

ما هي التقنيات الموجودة بالفعل؟

اللقاحات المستضدة (بروتين أو جزء من العامل الممرض أو الخلية السرطانية) تعزز الاستجابة المناعية. يمكن أن تكون اللقاحات وقائية (لمنع الورم من النمو) أو علاجية (لإثارة رد فعل مناعي يساعد في مكافحة السرطان). العلاج الأول، في إسبانيا، قائم على اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد B، ويمكن أن تمنع الأورام في المستقبل. العلاج الثاني، حتى الآن، يحارب سرطان البروستاتا وهو معتمد فقط في الولايات المتحدة.

العلاج بالخلايا التبادلية لا يزال في المرحلة التجريبية وهو معقد للغاية: يتضمن إجراء خزعة لاستخراج الخلايا الليمفاوية، التي تقاوم الورم من أجل زرعها وجعلها تنمو في العدد (أو حتى تعديلها وراثيًا) قبل إعادة التلقيح منهم في المريض.

"CYTOKINES" أو السيتوكينات، تستخدم هذه الجزيئات الصغيرة خلايا الجهاز المناعي، للتواصل مع بعضها البعض، ويفترض وجود تحفيز عالمي لجهاز المناعة. في الوقت الحالي، فعاليته معتدلة للغاية.

بروتينات التحكم في المناعة هي أحدث الأدوية، فهي تعمل في اللحظات الحاسمة في تنظيم جهاز المناعة، وبالتالي فهي تسمح بالتحكم في الاستجابة المناعية وحتى تنشيطها بشكل دائم. أظهرت عقاقير مثل Ipilimumab و Nivolumab و Pembrolizumab، فائدتها ضد الأورام الميلانينية وأورام الرئة والكلى.

عقاقير الأجسام المضادة أحادية النسيلة لعلاج السرطان: تستخدم أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة لعلاج السرطان حيث تجمع وظائف الجهاز المناعي الطبيعية لمحاربة السرطان. ويمكن استخدام هذه الأدوية مع علاجات السرطان الأخرى. كما تُعطى أدوية الأجسام المضادة أحادية النسيلة عن طريق الوريد (وريديًا). يعتمد عدد المرات التي يخضع فيها المريض للعلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة على نوع السرطان والعقاقير التي يتناولها. ويمكن استخدام بعض عقاقير الأجسام المضادة أحادية النسيلة بجانب طرق علاج أخرى مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني.

بالإضافة الى ذلك، تكون بعض عقاقير الأجسام المضادة أحادية النسيلة أيضًا جزءًا من خطط العلاج القياسية. فيما لا يزال بعضها قيد التجربة وتُستخدم عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.

العلاجات المناعية الأخرى هي علاجات يصعب تصنيفها، مثل Bacillus Calmette Guérin (BCG)، لسرطانات المثانة السطحية بعد الاستئصال الجراحي، فهي تحفز تفاعلًا مناعيًا عالميًا يساعد على منع الانتكاس في حالات سرطان المثانة مع نسبة نجاح عالية.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي