في حديثه عن روايته الجديدة «أبدا»

الكاتب البريطاني كين فوليت: العالم على وشك حرب نووية!

2021-12-08

خالد الكطابي

«في الحقيقة، ما تفعله بيلاروسيا يعتبر أمرا مخجلا وفظيعا، وأعتقد أن ذلك خطير أيضا لأن الحكومة البولونية تتصرف بشكل عنيف.. فما يحدث يدق ناقوس خطر ويدعو للقلق.. فأزمة الهجرة ناتجة عن الحرب والجوع في تلك البلدان البعيدة».

هكذا أجاب الكاتب البريطاني كين فوليت، عن سؤال يتعلق برأيه في ما يقع على الحدود البولونية والبيلاروسية المسيجة بأسلاك شائكة، تم وضعها خصيصا للنازحين القادمين من دول كأفغانستان وسوريا وإيران. وحل كين فوليت ضيفا، عن بعد، على برنامج «ليلة قناة 24ساعة» الإخبارية، بمناسبة تقديم روايته الجديدة «أبدا»، التي تمت ترجمتها مؤخرا إلى الإسبانية. وفي معرض رده على تنامي موجات الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتوحدها في خطاب ضد حركات الهجرة، أكد كين فوليت (كارديف 1949) أن الشعبوية مرتبطة بالهجرة حيث الشعبويون الوطنيون ينشطون ضد المهاجرين».

وتابع فوليت، قائلا: |في اعتقادي ومن خلال رواية «أبدا» كيا إحدى البطلات الرئيسيات، امرأة شابة تعبر الصحراء انطلاقا من الساحل مرورا بالبحر الأبيض المتوسط لتصل إلى فرنسا.. بالنسبة لي إنها مهاجرة شرعية وعبورها رمزي يوضح حقيقة الأوضاع في الصحراء وكيفية تصرفنا في أوروبا». وأضاف صاحب «عالم بلا نهاية» أن السبب الذي جعل كيا لم تتمكن من تحسين مستوى عيشها في مكان ولادتها، ناتج عن التغيير المناخي الذي يؤدي إلى تجفيف المياه كما أنه يؤثر فينا أيضا من خلال استهلاكنا للكربون والمحروقات.. وأكد كين فوليت قائلا: «في الحقيقة، إذا كنا نود القضاء على الهجرة فيجب أن لا نبني جدرانا ونترك الناس في الخارج متذمرين في انتظار الموت.. كما ينبغي أن نتساءل عن أسباب تذمرهم التي تجعلهم يتركون أماكن ولادتهم.. وهذا سيحلينا إلى الأعمال التي نقوم بها». لم يفت الكاتب البريطاني الإشارة إلى أن التغيير المناخي يجفف منابع الماء، ما يعني أن الأفارقة لن يحصدوا أي محصول وبالتالي سيغادرون أرضهم .ودعا مبدع «مفتاح ريبيكا» فيما يشبه العتاب: عوض بناء جدران والزيادة في وسائل الحماية ضد الهجرة علينا أن نرى كيف يأتي هؤلاء الناس وأن نبحث عن حلول التي تعيشها تلك الأماكن..

الحرب النووية

وعن الدافع الذي جعل كين فوليت يخشى وقوع حر نووية وحضور الصين في روايته أكثر من روسيا، أجاب مؤلف «دعامات الأرض»، أمر مقلق فعلا، اليوم، لأننا نتوفر على كمية كبيرة من السلاح المتطور، مقارنة مع سنوات الستينيات والسبعينيات التي كان فيها الاتحاد السوفييتي، روسيا اليوم، وكنا نتحكم في الوضع لأننا كنا نعرف ما يفعلونه ويقولونه وما يريدونه.. والآن لدينا الصين التي لم نفهمها بعد كما فهمنا الروس.. فالصين قوة جديدة لم نتمكن بعد من فهم كيفية اشتغال حكومتها.. وعندما لا تتمكن من فهم الآخر، فمن الطبيعي أن تذهب الأشياء نحو الأسوأ.. وأعتقد أن خطر الحرب النووية الآن أصبح ممكنا أكثر من سنوات ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. وفي ما يتعلق بسؤال من الذي سيشكل خطرا على القارة الأوروبية الصين أم روسيا؟ أ جاب، روسيا لا تشكل خطرا بالنسبة لنا الآن.. نعم كانت تمثل تهديدا في الحقبة الشيوعية.. ولا يمكنهم غزو العالم اليوم.. فطالما يمتلك بوتين آلاف الملايين من الدولارات لن يجعله خطرا، فهو فقط يريد أن يدافع عما يمتلكه مثل أوكرانيا وباقي الدول التي شكلت في ما مضى الاتحاد السوفييتي، فإن تظل هذه المنطقة مستقرة يعني أن الروس لن يفكروا في غزو أوروبا..

الصينيون عاطفيون

أما في ما يخص الصينيين، فإنني أعتقد أن الصينيين قصة أخرى، إنهم عاطفيون.. لقد كانوا طيلة سنوات عديدة خلف أوروبا.. والمملكة المتحدة دخلت حربا، عندما حاولت الصين تجريم الإذلال، بل جنت مقابل دخولها للحرب الكثير من المال.. إن الصينيين يتحدثون عن حقبة الإذلال وهذا في نظري جد عاطفي.

كوريا الشمالية

وفيما يتعلق بحضور كوريا الشمالية، في روايته المرشحة كأكثر المناطق توترا في القارة الآسيوية، اعتبر كين فوليت أن هناك عدة أماكن في العالم يتميز استقرارها بالهشاشة لنفكر أيضا في كشمير (الحدود بين الهند وأفغانستان، إيران، مضيق هرمز، تايوان ليس فقط كوريا الشمالية. فإذا كانت هناك حرب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية فقد تدور رحاها في تايوان.. كما أن هناك عدة مناطق يمكن أن تفقد حالة الاستقرار التي تعيشها في أي لحظة.. ولهذا السبب فالعالم كله مكان خطير جدا..

الذكاء الأوروبي

وعن عدم حضور الاتحاد الأوروبي في روايته، أرجع السبب إلى كون أوروبا قوة اقتصادية وليست عسكرية، لذلك فأوروبا لم تحتل مكانة في روايتي.. وأعتقد أن هذا المعطى يشكل، بالنسبة لي، ذكاء معتبرا.. وهذا يعني أن تضمن الازدهار الذي تريده وأن لا تغامر بالدخول في حروب عسكرية دولية وهذا ما يؤكد سر ذكائها في هذا الاتجاه.

الذكاء مقابل الحزم

وعن النزاعات التي تطبع العلاقات الدولية والردود العنيفة التي ينهجها بعض الزعماء السياسيين، أجاب كين فوليت، أعتقد بذلك وعلينا أن نكون واضحين وحذرين في علاقاتنا الدولية لأنه عندما تصبح الأمور سيئة وتنشأ أزمة صغيرة نطالب رؤساءنا بأن نكون حازمين فإن تكون المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية حازمتين وأن تكون إسبانيا قوية.. سيشكل ذلك خطرا لأننا سندفع بالسياسيين أن يتخذوا قرارات عدوانية.. في الوقت الذي كان علينا أن نتراجع للوراء.. لن نتصارع من أجل هذا ولنبحث عن جواب.. أفكر دائما، كمثال على ذلك، في شخصين داخل حانة وكل واحد يتفوه بكلمات اتجاه الثاني ثم يتشاجران لأنهما في حالة سكر.. لكن ماذا لو قررا عدم التشاجر لأنه فعل أخرق وهذا بالضبط ما ينقص سياسيينا.. فعوض أن نطالب سياسيينا بأن يكونوا أقوياء علينا أن نطالبهم بأن يكونوا أذكياء.

الكتابة قدري

وعن الدافع الرئيسي لكتابة روايته، أجاب، السبب الرئيسي هو نفسه، كما الروايات الأخرى، لأنني أعتبر أنها ستكون قصة رائعة ولديّ هذا الإحساس الداخلي ولا أقدر على الانتظار لأكتبها.. وعندما كنت أفكر كي أبدأ القصة لم أقو على الانتظار وهذا هو القدر الذي يدفعني للكتابة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي