راقصون معوقون يتحدون الوصمة الاجتماعية في الصين

ا ف ب – الأمة برس
2021-12-08

الراقصة على كرسي متحرك شاو يوي خلال أداء فني في شنغهاي (ا ف ب)

شنغهاي: في أحد متنزهات شنغهاي، يتحدى راقصون من ذوي الإعاقات البصرية أو السمعية أو الحركية، الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها ليقدموا أداءً فنياً لافتاً يأملون من خلاله تغيير نظرة الصينيين إلى وضعهم.

ومن المستحيل تحديد عدد الأشخاص الذين يتنقلون على كرسي متحرك أو يعانون إعاقة في الصين، غير أن الصحافة المحلية تقدّر عددهم بـ85 مليوناً.

ومن بين هؤلاء، بُترت إحدى ساقي شاو يوي حين كانت في سن العاشرة. ولم تكن هذه الثلاثينية تتصور أنها ستتمكن يوما من الرقص، ولا حتى بأنها ستصبح بطلة الصين في الرقص على كرسي متحرك.

وفي الصين كما في سائر البلدان، يعاني معوّقون كثر من النظرة السيئة إليهم من جانب أفراد المجتمع.

وتقول الراقصة البالغة 34 عاما "الناس يظنون أن خروجنا من المنزل مهمة شديدة التعقيد (...) وبأن استمرارنا يعتمد كلياً على الآخرين". وهي تحرك بذراعيها كرسيها لتقوم بسلسلة خطوات راقصة مع حركات بالغة الدقة.

وتوضح شاو يوي التي تقود رغم إعاقتها الحركية السيارة لإيصال ابنتها الوحيدة إلى المدرسة "لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا فئة اجتماعية على حدة".

ويشكل الرقص وسيلة لاستعادة الثقة في النفس وأيضا للتصدي إلى الوصمة الاجتماعية السلبية في حقهم.

راقصون على كرسي متحرك يتمرنون لعرض راقص في شنغهاي (ا ف ب)

ويقول جو زيتشانغ (38 عاما) وهو راقص سليم جسديا يدرّب معوّقين على الرقص إن "بعض الاشخاص يشعرون بأنهم أسرى" وضعهم، لكن "عندما ينضمون إلى مجموعة، يبدؤون بالانفتاح تدريجيا على المجتمع".

حياة مختلفة

وخلال السنوات الأخيرة، ازداد عدد المنشآت الرياضية المتاحة لذوي الإعاقات في الصين بموازاة ارتفاع أعداد المدربين المتخصصين.

وفي قاعة للرياضة، يعزو ليو هوايو (20 عاما) إلى الرقص الفضل في انفتاحه على العالم الخارجي، بعدما كان ذا طبع منغلق.

ويستذكر الشاب الذي فقد إحدى ساقيه في حادث سيارة حين كان في سن العاشرة "قبلا كنت أشعر بالقرف من نفسي ولم أكن أحب التحدث إلى الآخرين". لكنه استعاد ثقته في نفسه، حتى أنه يعمد "أحيانا إلى التنزه" بعد الرقص، على ما يؤكد باسماً.

ويتكوّن جزء آخر من الفرقة بالكامل من راقصين فاقدين للسمع.

وللمحافظة على الإيقاع، يراقب هؤلاء الراقصون بانتباه شديد مدير الباليه المسؤول عنهم وهو يعدّ الحركات بأصابع يديه.

ويؤتي هذا الأسلوب ثماره، إذ تقول تشن سين التي تعاني الصمم منذ الطفولة وتمارس الرقص منذ سن السادسة "رغم أننا لا نسمع الموسيقى، يمكننا أن نتبع الإيقاع".

راقصون على كرسي متحرك يلتقطون صورا مع أعضاء في مجمع ديزني لاند في مدينة شنغهاي (ا ف ب)

وتوضح المرأة البالغة 34 عاما أن المطلوب منهم ببساطة "بذل جهود أكبر" من تلك التي يقوم بها الأشخاص الأصحّاء. وهي تقول إن إعاقتها أكسبتها "صلابة" تسعى إلى تحويلها نقطة قوة لديها.

 

وتؤكد شاو يوي أن الأهم في هذا الموضوع يبقى الطريقة التي ينظر فيها ذوو الإعاقات إلى أنفسهم.

وتوضح بطلة الرقص على كرسي متحرك "كوني معوّقة لا يعني أني يائسة. لدي ببساطة حياة مختلفة وبإمكاني أن أختار عيشها بطريقة حماسية أكثر".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي