البلغار يعيدون انتخاب الرئيس المنتهية ولايته لمواصلة التغيير

أ ف ب - الأمة برس
2021-11-21

عامل يعلق لافتات للمرشح للرئاسة في بلغاريا أناستاس غيردجيكوف من حزب غيرب من يمين الوسط في 8نوفمبر 2021(ا ف ب)صوفيا - أعاد البلغار الأحد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته رومين راديف، الذي أصبح شخصية محورية في حركة مكافحة الفساد في أفقر بلد في الاتحاد ألأوروبي، بحسب تقديرات مراكز إحصاء لدى الخروج من مراكز الاقتراع.
ونال راديف (58 عامًا) الطيار الحربي السابق والقائد السابق للقوات المسلحة المدعوم من أحزاب "تغييرية" عدة، ما بين 63 و65 في المئة من الأصوات، بحسب تقديرات لثلاثة مراكز إحصاء.

وحصل خصمه أناستاس غيردجيكوف (58 عامًا) الذي ترشح بدعم من الحزب المحافظ الذي يقوده رئيس الوزراء المحافظ بويكو بوريسوف، على ما بين 31 و33% من الأصوات.

أُجري الاقتراع في أوج موجة حادة من وباء كوفيد-19 في بلد تلقى اقل من 25 في المئة من سكانه البالغ عددهم 6,9 ملايين نسمة لقاحا كاملا ويسجل واحدا من أكبر أعداد الوفيات في العالم.

وفي الجمهورية البرلمانية، تقوم الحكومة برسم السياسة ولا يتمتع الرئيس سوى بدور فخري.

- نبأ سار -
لكن رومان راديف (58 عاما) الذي كان حديث العهد في السياسة عندما فاز في انتخابات 2016، أعطى المنصب بُعدًا جديدًا وفرض نفسه على مر السنين كشخصية لا يمكن تجاوزها في اللعبة السياسية.

ويشكل انتخابه نبأ سارًا بالنسبة للحزب الجديد المناهض للفساد الذي يحمل اسم "لنواصل التغيير" وقد فاز قبل أسبوع في الانتخابات التشريعية.

ووقف راديف بشكل واضح خلال صيف 2020 بجانب المتظاهرين الذين طالبوا باستقالة رئيس الوزراء. وخرج الجنرال الذي لا يعبر عادة عن مواقف، إلى الحشد رافعا قبضته وسط ترحيب المتظاهرين من مختلف التيارات السياسية.

وبعد انتخابات الرابع من نيسان/أبريل التي أفضت إلى طريق مسدود، وجد راديف نفسه مرة أخرى تحت الأضواء.

واختار وجوهًا جديدة لتشكيل الحكومة الموقتة التي اكتسبت شعبية واسعة لكشفها ممارسات فساد في عهد بوريسوف.

فاز وزيران سابقان من هذا الفريق في الاقتراع التشريعي قبل أسبوع على رأس حزب "لنواصل التغيير" وبدأ على الفور المشاورات السياسية للخروج من أزمة غير مسبوقة منذ نهاية النظام الشيوعي.

وأشاد رئيس الدولة بهذه النتيجة، معتبراً أنها دليل على أن "المجتمع يريد كسر الفساد والتعسف".

وأكد أنه بات على الأحزاب البرلمانية إنجاز "المهمة الحتمية المتمثلة في تشكيل حكومة إصلاحية واجتماعية ومكافحة الفساد".

ويشيد كثر بالدور الحاسم الذي اداه راديف في سقوط بويكو بوريسوف بعد عقد من توليه السلطة، في حين يتهمه معارضوه بتجاوز صلاحياته.

كما يتهمه رئيس الدولة الاشتراكي السابق جيورجي بارفانوف ب "الانحياز" إلى طرف دون آخر.

وقال خصمه في الدورة الثانية من الاقتراع في مناظرة تلفزيونية هذا الأسبوع إن "دور الرئيس هو توحيد الأمة وليس تقسيمها".

ويمكنه الاعتماد على حزب الأقلية التركية "حركة الحقوق والحريات" الذي يحصد أصوات الأقلية المسلمة التي تشكل 13 في المئة من السكان في بلغاريا وعشرات الآلاف من مزدوجي الجنسية يعيشون في تركيا.

- "الجنرال الأحمر" -
يرى المحللون أن أستاذ الأدب الكلاسيكي الذي حصل على أقل من 23 في المئة من الأصوات الأحد الماضي، يمكنه في حال امتناع عدد كبير من الناخبين عن التصويت وضعف تعبئة ناخبيه، أن يطغى على راديف الأوفر حظا.

واتهم غيردجيكوف منافسه بالتعاطف مع روسيا ما جعله يوصف ب"الجنرال الأحمر".

ورد الرئيس "لا يمكن أن تكون روسيا نموذجا نحتذي به في التنمية لكنها لا يمكن أيضا أن تكون عدونا"، داعيا إلى "موقف أكثر براغماتية للاتحاد الأوروبي".

واضاف "لست مؤيدا لروسيا ولا مؤيدا لأميركا، بل مؤيد لبلغاريا"، مذكرا بأن صوفيا عضو في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي.

وبينما يرى البعض أن الرجل القريب من الاشتراكيين يبالغ في ميله إلى موسكو، يقول الخبير السياسي يفغيني داينوف إن الأولوية بما في ذلك لدى اليمين يفترض أن تكون قطع الطريق على المرشح المدعوم من الحزب المحافظ (غيرب) و"حركة الحقوق والحريات" اللذين لا يمكن فصلهما عن الفساد في هذا البلد الواقع في البلقان.

وأضاف "إنهاء مسألة بقاء وطني".

ويتولى الرئيس المنتخب مهماته في 22 كانون الثاني/يناير لولاية مدتها خمس سنوات.






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي