رئيس الوزراء السوداني حمدوك يعود لقيادة الحكومة بعد اتفاق الوسطاء

أ ف ب
2021-11-21

سودانيون يتظاهرون ضد الانقلاب العسكري في الخرطوم رافعين صورة حمدوك في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2021( ا ف ب)

توصل الفريق السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى اتفاق لعودته وإطلاق سراح القادة المدنيين المحتجزين منذ الانقلاب العسكري، حسبما ذكر الوسطاء اليوم الأحد.

أعلن برهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول حالة الطوارئ وأطاح بالحكومة في خطوة قلبت الانتقال إلى الحكم المدني لمدة عامين، وأثارت إدانة دولية وتدابير عقابية، وأثارت احتجاجات كبيرة.

وقال الوسيط السوداني الكبير فضل الله بورما القائم باعمال رئيس حزب الامة لوكالة فرانس برس "تم التوصل الى اتفاق سياسي بين الجنرال برهان وعبد الله حمدوك والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني حول عودة حمدوك الى منصبه والإفراج عن المعتقلين السياسيين".

وأصدرت مجموعة من الوسطاء السودانيين - من بينهم أكاديميون وصحفيون وسياسيون - الذين دخلوا في محادثات للتوسط في اتفاق منذ اندلاع الأزمة، بيانا حدد النقاط الرئيسية للاتفاق.

ويشمل استعادة حمدوك رئيسا للوزراء، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وما قالت إنه استئناف التوافق الدستوري والقانوني والسياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية.

- الاحتجاجات المخطط لها -

 

وكانت عودة حمدوك، الخبير الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا والذي عمل لدى الأمم المتحدة والمنظمات الأفريقية، مطلبا رئيسيا للمجتمع الدولي.

واضاف البيان ان "الاتفاق سيعلن رسميا في وقت لاحق اليوم (الاحد) 21 نوفمبر 2021م بعد توقيع بنوده والاعلان السياسي المصاحب له".

وقال الوسطاء إنه تم التوصل إلى الاتفاق بعد اتفاق بين الفصائل السياسية والجماعات المتمردة السابقة والشخصيات العسكرية.

وجاء إعلان الاتفاق يوم الأحد في الوقت الذي يستعد فيه الناشطون المؤيدون للديمقراطية لاحتجاجات حاشدة للتنديد بالانقلاب وما تلاه من حملة قمع مميتة خلفت ما لا يقل عن 40 قتيلا، وفقا للمسعفين. وكان يوم الاربعاء اكثر الأيام دموية حيث قتل 16 شخصا.

كما قادت الدعوات الاحتجاجية جمعية المهنيين السودانيين، وهي مظلة من النقابات التي كانت لها دور أساسي في الاحتجاجات الجماهيرية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المستبد عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.

 وينفي مسؤولو الشرطة استخدام أي ذخيرة حية ويصرون على أنهم استخدموا "الحد الأدنى من القوة" لتفريق الاحتجاجات. ولم يسجلوا سوى حالة وفاة واحدة بين المتظاهرين في شمال الخرطوم.

وكان المئات تظاهروا السبت في الخرطوم احتجاجا على استيلاء الجيش على السلطة، وفي شمال الخرطوم عبر نهر النيل من العاصمة اقام المتظاهرون حواجز واضرموا النار في اطارات السيارات، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وخلال الاضطرابات التي وقعت في شمال الخرطوم، أحرق مركز للشرطة، وألقت قوات الأمن والمتظاهرون باللوم على بعضهم البعض في الحريق.

وقالت السلطات السودانية إنه سيتم فتح تحقيق في عمليات القتل.

 - الخرطوم هادئة -

 

الا ان حركة المرور تدفقت امس الاحد حول الخرطوم وكانت الشوارع مفتوحة الى حد كبير خلافا لايام اخرى من الاحتجاجات الجماهيرية عندما تكون الشوارع الرئيسية مغلقة عادة، طبقا لمراسل وكالة فرانس برس.

10 - والسودان، الغارق في أزمة اقتصادية حادة، له تاريخ طويل من الانقلابات العسكرية، إذ لا يتمتع إلا بفواصل نادرة من الحكم الديمقراطي منذ الاستقلال في عام 1956.

أصبح برهان، الذي خدم في ظل حكم البشير الذي دام ثلاثة عقود، القائد الفعلي للسودان بعد أن أطاح الجيش بالرئيس وسجنه في عام 2019.

وترأس الجنرال المخضرم المجلس السيادي للشخصيات العسكرية والمدنية، حيث ترأس حمدوك الحكومة.

لكن تعميق الانقسامات والتوترات التي طال أمدها بين الجيش والمدنيين شابت العملية الانتقالية، وفي الشهر الماضي قاد برهان استيلاء الجيش على السلطة.

 

وقد أصر برهان على أن خطوة الجيش "لم تكن انقلابا" بل خطوة "لتصحيح العملية الانتقالية".

وفى وقت سابق من هذا الشهر اعلن عن مجلس حاكم جديد احتفظ فيه بمنصبه كرئيس مع قائد شبه عسكرى قوى وثلاثة من كبار الشخصيات العسكرية وثلاثة من قادة المتمردين السابقين ومدنى واحد .

 ولكن تم استبدال الأعضاء المدنيين الأربعة الآخرين بشخصيات أقل شهرة.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي