
توقّعت شركة "ايرباص" في تقرير السبت 13نوفمبر2021، الا يتأثّر الطلب على اقتناء طائرات جديدة بوباء كوفيد-19، فيما تعوّل المجموعة الاوروبية على استبدال أساطيل بطائرات تنبعث منها نسب أقل من ثاني أكسيد الكربون.
وقالت في توقّعاتها السوقية الجديدة عشية افتتاح معرض دبي للطيران، إنّ الطلب على الطائرات الجديدة سيبلغ "حوالى 39 ألف" طائرة ركاب وشحن جديدة بحلول عام 2040.
ويتماشى هذا التقدير مع التوقعات السابقة التي أصدرتها "ايرباص" في أيلول/سبتمبر 2019 قبل انتشار فيروس كورونا وذكرت حينها أن الطلب على الطائرات الجديدة سيبلغ 39210 طائرات خلال العقدين المقبلين.
و"ايرباص" أكثر تحفّظا من منافستها الأميركية "بوينغ" التي تتوقّع الحاجة إلى 43610 طائرات جديدة، ومجموعة "سيريوم" الاستشارية المتخصّصة بمجال الطيران والتي تتوقّع طلب نحو 43315 طائرة جديدة.
في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، كانت حركة النقل العالمية لا تزال عند مستوى أقل من نصف ما كانت عليه قبل انتشار الوباء، ومن المتوقّع أن تعود لمستوياتها السابقة بين عامي 2023 و2025، من دون أن يتسبّب ذلك بعرقلة عملية تطوير النقل الجوي على المدى الطويل.
وقالت "إيرباص" في تقريرها "ضاع عامان من النمو خلال فترة كوفيد-19، لكن حركة الركاب أظهرت مرونتها، على أن تعود إلى مستوى نمو سنوي بنسبة 3,9 بالمئة".
واعتبرت ان "مجموعات الطبقات الوسطى، الأكثر توجسا من استخدام الطائرات، ستزداد بحوالى ملياري شخص"، مشيرة إلى أن النمو الأسرع سيكون في آسيا، وستصبح الصين أكبر سوق محلية.
وتعتقد "إيرباص" أنّ تجديد الطائرات الموجودة حاليًا سيكون أكبر مما كان عليه في توقّعاتها السابقة بنحو 7 بالمئة، متوقّعة استبدال 15250 طائرة.
وتستهلك الطائرات الحديثة وقودا أقل بنحو 15 إلى 20 بالمئة، وبالتالي فإنّها تتسبّب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل مقارنة بالجيل السابق.
أهم محرك
يشكل هذا الأمر حجّة قوية لقطاع الطيران الذي يتعرّض لضغوط لدفعه نحو تقليل بصمته البيئية، والذي التزم أن يصل بحلول عام 2050 إلى صافي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون.
وقال المدير التجاري لشركة "ايرباص" كريستيان شيرير "يعدّ استبدال (الأساطيل الحالية) أهم محرك لإزالة الكربون اليوم. يتوقّع العالم مزيدا من الرحلات الجوية المستدامة وسيكون هذا ممكنًا على المدى القصير مع طرح أحدث الطائرات".
وبحسب "ايرباص"، فإنّ ثلاثة أرباع الحاجة على مدى الاعوام العشرين المقبلة ستتمحور حول "الطائرات الصغيرة"، مع توقّعات ببيع 29700 طائرة من نوع "ايه 220" و"ايه 320" و"بوينغ 737".
وسيكون الطلب على الطائرات من الفئة "المتوسطة" نحو 5300، وبينها "ايه 330" أو "ايه 321 اكس ال آر" القادرة على قطع مسافات طويلة عادة ما تقوم بها الطائرات الكبيرة.
أما في قطاع الطائرات الكبيرة، فستكون هناك حاجة إلى حوالى 4000 طائرة من نوع "ايه 350" أو "بوينغ 787" و"بوينغ 777"، بينما سيبلغ الطلب على طائرات الشحن 2440 طائرة.
وتدفع هذه الاحتياجات مصنّعي الطائرات ومورديهم الذين تضرروا جراء تبعات الوباء، لزيادة وتيرة عملهم.
وسترفع "إيرباص"، التي كانت تصنّع 40 طائرة من طراز "ايه 320" شهريا خلال مرحلة الوباء، قدرتها التصنيعية إلى 65 طائرة شهريًا في صيف عام 2023 مع إمكان وصول العدد 75 طائرة بحلول منتصف عام 2025.
ويرى خبير الطيران في شركة "أليكس بارتنرز" باسكال فابر أنّ "السؤال (...) هو إلى متى يمكننا الحفاظ على هذا المستوى من الإنتاج خصوصا ان خلف ذلك تقف استثمارات صناعية ملموسة ومعدات جديدة".
من جهتها، تعوّل "بوينغ" التي لم يعد ترخيص طائرتها "ماكس 737" في السوق الصينية الاستراتيجية بعد، على إنتاج 31 طائرة أحادية الممر شهريًا في بداية عام 2022.