
كابول: قالت الحكومة الأفغانية إن الدعم السياسي الأميركي لجبهة المقاومة بقيادة أحمد مسعود انتهاك لاتفاق الدوحة المبرم بين حركة طالبان والولايات المتحدة، فيما يزور وفد من حكومة كابل بقيادة وزير الخارجية أمير خان متقي غدا الأربعاء باكستان لمناقشة العلاقات الاقتصادية وملف اللاجئين.
وذكر وكيل وزارة الإعلام والثقافة الأفغاني ذبيح الله مجاهد في مقابلة، الثلاثاء 9نوفمبر2021، مع تلفزيون "تي في 1" (TV1) الأفغاني أن "الدعم السياسي الأميركي لما تسمى جبهة المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود يعد انتهاكا لاتفاق الدوحة"، وهو الاتفاق المبرم بين الحكومة الأميركية وحركة طالبان في فبراير/شباط 2020، وذلك بهدف إحلال السلام في أفغانستان، وتضمن التزامات سياسية وأمنية من واشنطن وطالبان.
وجاء تصريح المسؤول الأفغاني ردا على سؤال القناة بشأن احتمال فتح جبهة المقاومة الوطنية المناهضة لحكم طالبان مكتبا في واشنطن، ففي بداية الشهر الحالي ذكر مسؤولون أميركيون أن الجبهة سجلت نفسها لدى وزارة العدل الأميركية لكي تقوم بحملة ضغط سياسي في الولايات المتحدة.
ونقل موقع "صوت أميركا" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الوزارة على علم بأن منظمة تحمل اسم "جبهة المقاومة الوطنية" سجلت نفسها بموجب قانون الوكيل الأجنبي في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول الجبهة في بيان تأسيسها الشهر الماضي إنها تركز على الحل السلمي للأزمة الأفغانية واستئناف المفاوضات مع طالبان بشأن القضايا المصيرية للبلاد، وتحذر من أنه في حال رفض طالبان الحل السياسي فإن الجبهة ستلجأ للخيار الثاني وهو النشاط العسكري.
Zabihullah Mujahid, the spokesman of the Islamic emirate in an exclusive interview with 1TV says that US political support for the so-called National Resistance Front led by Ahmad Massoud is a violation of the Doha agreement.@1TVNewsAF pic.twitter.com/uv3ruhrmkJ
— 1TVNewsAF (@1TVNewsAF) November 9, 2021
وكان أحمد مسعود قد قاد في سبتمبر/أيلول الماضي مقاومة مسلحة ضد طالبان في ولاية بنجشير (شمالي أفغانستان)، وذلك بعدما رفض تسليم الولاية بطريقة سلمية للحركة بعد سيطرتها على كامل المناطق في أفغانستان عقب انهيار حكومة الرئيس المنصرف أشرف غني والانسحاب الأميركي من أفغانستان، إلا أن مقاومة مسعود لم تستمر فترة قليلة قبل أن تسيطر طالبان على بنجشير.
المبعوث الجديد
من ناحية أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست إن بلاده قلقة من تزايد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، وقلقة أكثر من الوجود المستمر لتنظيم القاعدة في البلاد.
وكان ويست بدأ أمس الاثنين أول جولة رسمية منذ توليه منصبه، وانطلقت الجولة من العاصمة البلجيكية بروكسل، وستشمل دولا أوروبية وآسيوية بهدف بحث الوضع في أفغانستان مع شركاء الولايات المتحدة في كافة أنحاء العالم.
وأضاف المبعوث الأميركي أن "حركة طالبان عبرت بشكل واضح وصريح عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي من أجل استئناف المساعدات وعودة المجتمع الدبلوماسي الدولي إلى كابل وتخفيف العقوبات، لا يمكن للولايات المتحدة أن تحقق أيا من هذه المسائل وحدها".
وصرح ويست بأن واشنطن تتجهز للجولة المقبلة من المحادثات مع طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يحدد موعدا لها.
وكانت الدوحة احتضنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أول اجتماع مباشر بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وطالبان منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في 31 أغسطس/آب الماضي وسيطرة الحركة على مقاليد السلطة في أفغانستان قبل ذلك بأسبوعين.
زيارة لباكستان
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام أفغانية أن وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي سيسافر غدا الأربعاء إلى باكستان في زيارة رسمية، وذلك لتعزيز العلاقات الثنائية والاقتصاد، ومناقشة قضايا اللاجئين والتنقل بين البلدين.
ويضم الوفد الأفغاني وزيري المالية والاقتصاد ومسؤولين آخرين.
وعلى المستوى الداخلي، عينت حكومة طالبان أمس الاثنين 17 واليا جديدا، فضلا عن 15 آخرين في منصب نائب والي، وعينت أيضا قادة للشرطة في 10 ولايات، وذلك في أول سلسلة قرارات منذ تشكيل الحركة الحكومة المؤقتة الشهر الماضي.
وجاءت قرارات طالبان بعد أن كثف تنظيم الدولة هجماته التي استهدفت المدنيين وعناصر من الحركة في أنحاء البلاد في الأسابيع القليلة الماضية.