
وارسو: أعلنت بولندا الاثنين 8نوفمبر2021، أن مئات المهاجرين يحاولون عبور حدودها انطلاقا من بيلاروس فيما اعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) استخدام مينسك المهاجرين "غير مقبول".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر للصحافة إن "مئات الأشخاص يتجهون نحو معبر كوشنيتسا الحدودي. حاولت مجموعة منهم أن تقطع الحدود" معتبرًا أن العملية نظّمها "أشخاص مرتبطون بأجهزة خاصة بيلاروسية".
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو بتدبير موجة من المهاجرين واللاجئين، معظمهم من الشرق الأوسط، لمحاولة دخول أراضي الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضتها بروكسل على بلاده في أعقاب حملة قمع وحشية استهدفت المعارضة.
وينفي الرئيس البيلاروسي ذلك.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي في بيان "إن استخدام نظام لوكاشنكو المهاجرين كتكتيك هجين غير مقبول"، معربًا عن قلقه بشأن الوضع على الحدود.
وأضاف "نحن قلقون إزاء التصعيد الأخير على الحدود بين بولندا وبيلاروس. ندعو بيلاروس إلى الامتثال للقانون الدولي".
وانتشرت مئات مقاطع الفيديو على الانترنت الاثنين يظهر فيها مهاجرون يسيرون على طريق وهم يرتدون ملابس دافئة ويحملون حقائب ظهر.
خلية أزمة
ووفقًا لتحديد الموقع الجغرافي الذي أجرته خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، التٌقط أحد مقاطع الفيديو بالقرب من مبان في بروزغي في بيلاروس على بعد 1,2 كيلومتر من الحدود مع بولندا، فضلًا عن أن الإشارات على طول الطريق مكتوبة باللغة البيلاروسية.
ونشرت وزارة الدفاع البولندية مقطع فيديو يُظهر مئات المهاجرين المتجمّعين على طول الحدود بالقرب من معبر كوشنيتسا-بروزغي، فيما نشرت وزارة الداخلية فيديو آخر يُظهر جزءا من السياج الحدودي الذي أقامته بولندا محطما، مع وجود مئات المهاجرين من جهة، وجنود وعناصر من حرس الحدود البولندي وشرطة مكافحة الشغب من الجهة المقابلة.
وكتبت وزارة الدفاع في تغريدة إن "الأجهزة البولندية منعت المهاجرين من شق طريقهم إلى الجانب البولندي جنوب معبر كوشنيتسا الحدودي. الوضع تحت السيطرة".
وأكد حرس الحدود البيلاروسي في بيان أن "مجموعة كبيرة من اللاجئين تسير حاليًا مع ممتلكاتها الشخصية على طول الطريق السريع باتجاه الحدود مع بولندا".
واجتمعت خلية أزمة حكومية في وارسو عند الساعة 13,00 (12,00 ت غ) بحضور رئيس الوزراء ماتوش مورافيتسكي ووزيري الداخلية والدفاع لبحث الوضع.
ولقي عشرة مهاجرين على الأقل حتفهم في المنطقة، سبعة منهم من الجانب البولندي للحدود، بحسب صحيفة غازيتا فيبورتشا.
وانتقدت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا في تغريدة الاثنين لوكاشنكو لتدبيره ما وصفته بـ"هجوم هجين" ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الرد، في رسالة نُشرت على تويتر.
وكتبت "يقوم مسلحون بدفع المهاجرين إلى الحدود. لوكاشنكو مسؤول بالكامل عن الهجوم الهجين على بولندا وليتوانيا والاتحاد الأوروبي" مضيفة "يجب أن يتوقف الإتجار بالمهاجرين والعنف وسوء المعاملة. وهناك حاجة لردّ قوي. يجب أن يناقش مجلس الأمن هذه الأزمة".