وجع الأسنان قدر محتّم على ملايين الأميركيين بسبب غياب التغطية الصحية

أ ف ب - الأمة برس
2021-11-01

طبيبة أسنان تقدم رعاية لمريض في عيادة تابعة لجمعية "بريد فور ذي سيتي" الخيرية في واشنطن في 28أكتوبر 2021 ( ا ف ب)واشنطن - تجوب طبيبة الأسنان روزلين كيلوم أنحاء الولايات المتحدة لمعالجة آلاف الأشخاص غير القادرين على تكبّد نفقات العناية بأسنانهم، إذ لم تعد هذه الحاجة الصحية والجمالية أولوية لكثيرين يعانون مشكلات مالية في أقوى اقتصاد عالمي.
وتقول هذه المديرة لـ"ميشن أوف ميرسي" ("مهمة الرحمة")، وهي مؤسسة خيرية مسيحية تقدم خدمات طبية مجانية ورعاية بالأسنان للأميركيين المحرومين في ولايات عدة، لوكالة فرانس برس "هم يختارون بين العناية بأسنانهم ودفع فواتير السكن أو الطعام أو التنقلات".

وكانت خطة الإنفاق الاجتماعي الشاملة التي وضعها الرئيس جو بايدن وأُطلق عليها اسم "بيلد باك بِتر" ("إعادة البناء بشكل أفضل")، تتضمن في الأصل سداد تكاليف رعاية الأسنان للمستفيدين من برنامج الرعاية الصحية العام الذي يستهدف كبار السن والمعوقين.

لكن في ظل المقاومة من المعارضة الجمهورية وبعض أعضاء الكونغرس من حزبه الديموقراطي، سُحب الاقتراح من بنود الخطة، وخُفض المبلغ إلى 1750 مليار دولار.

وقد عارضت رابطة أطباء الأسنان الأميركيين (إيه دي إيه) النافذة في البلاد، أيضا تمديد السداد ، معتبرة أن الإجراء يجب أن يطاول فقط الأشخاص الأكثر فقرا.

ولا تُعد رعاية الأسنان جزءا من التغطية الصحية العامة في الولايات المتحدة وقد تم استبعادها من خطة الرعاية الطبية (ميديكير) عند إنشاء هذا البرنامج العام في عام 1965.

وقال العضو التقدمي في مجلس الشيوخ بيرني ساندرز أخيراً إن "إبقاء الأسنان في فمك مع تقدمك في السن لا ينبغي أن يكون رفاهية في هذا البلد".

مع ذلك، هذه الحال بالنسبة لأميركيين كثر.

ولا تملك ماريا هيرنانديز، وهي مساعدة صحية منزلية تبلغ 53 عاما في واشنطن، أي بوليصة تأمين على الأسنان ولا يمكنها دفع تكاليف الرعاية بنفسها.

وهي سعت للحصول على العلاج في عيادة تديرها منظمة "بريد فور ذي سيتي" التي توفر الغذاء والرعاية الصحية للمجتمعات المحرومة في العاصمة الأميركية.

وتشير ماريا هيرنانديز إلى أن صديقة لها لم يكن لديها أيضا أي تغطية للأسنان ولم تكن تعرف الجمعية، كانت تعاني من ألم شديد في أحد أسنانها لدرجة أنها حاولت خلعه بنفسها.

- استعادة الابتسامة -
وتقول السيدة المكتنزة ذات الشعر الرمادي لوكالة فرانس برس متحدثة عن الأحياء الفقيرة في العاصمة الأميركية "الوضع سيئ حقا، كثيرون من المقيمين في جنوب (واشنطن) لا يستطيعون تكبد نفقات العناية الطبية الباهظة للغاية".

وتكرر قائلة "رواتبنا متدنية ولا يمكننا الدفع".

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "كايزر فاميلي فاونديشن" أن 24 مليون أميركي، أو ما يقرب من نصف المستفيدين من برنامج "ميديكير"، ليست لديهم أي تغطية للأسنان.

ويكلّف شراء بوالص تأمين من الشركات الخاصة مبالغ طائلة، كما أن تكاليف طب الأسنان باهظة للغاية إذا ما اضطر المرضى ليسددوها بأنفسهم، وتراوح بين عدة مئات من الدولارات لإجراء فحص روتيني إلى آلاف الدولارات مقابل حشو الأسنان.

تقول مؤسسة كايزر إن ما يقرب من نصف مرضى "ميديكير" لم يذهبوا إلى طبيب الأسنان في عام 2020.

هذا المعدل أعلى لدى الأشخاص المنتمين إلى الأقليات الإتنية: 68% للأميركيين السود و 61% للمتحدرين من أصول أميركية لاتينية. ويشكل ذلك مثالا آخر على عدم المساواة العرقية في نظام الرعاية الصحية الأميركي والتي رسختها جائحة كوفيد-19.

ويقدم برنامج الصحة العامة الآخر لذوي الدخل المنخفض، "ميديكيد"، تغطية جزئية. كما أن ولايات عدة لا تدرج العناية بالأسنان ضمن برامج الرعاية و43% فقط من أطباء الأسنان مشاركون في البرنامج.

وبالإضافة إلى الألم الجسدي وخطر حدوث مضاعفات على الصحة العامة، فإن نقص الرعاية الطبية بالأسنان له آثار نفسية أيضا. ومن فعلى سبيل المثال، لا يجرؤ الأطفال على الابتسام أو التعبير عن أنفسهم خلال الحصص الدراسية، كما يُحرم البالغون فرصة العثور على وظائف، خصوصا في قطاع الخدمات.

وتقول المسؤولة الطبية في "بريد فور ذي سيتي" راندي أبرامسون إن "رؤية مدى افتخار الأشخاص عندما يضعون طقم أسنان (اصطناعية) أمر يفطر القلب".

وتشير إلى أن ذلك يجعل هؤلاء الأشخاص "مندهشين وتصبح لديهم ثقة أكبر في أنفسهم، ويمكنهم أن يبتسموا مجددا. وهذا يحدث فرقا كبيرا في حياة شخص ما".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي