
بعد أن يؤدي حاتم علي هادي صلاة الفجر يرتدي ملابسه الرياضية ويتوجه إلى متنزه بالعاصمة اليمنية صنعاء لحضور تمارين جماعية تساعد المشاركين فيها على نفض غبار الضغوط الناجمة عن الحرب الدائرة من حولهم.
يقول المهندس المتقاعد الذي استطاع خفض وزنه 40 كيلوجراما وتوقف عن مضغ القات "هذه الرياضة وهذا المشي وتنزيل الوزن يعني أعاد لي حياتي وصحتي وأتمنى أن يُعمم هذا كله وأيضا تركت القات إلى جانب الرياضة واستفدت ماديا وصحيا".
ومعظم المشاركين في الستينات والسبعينات من العمر ويستخدمون ممرات السير والجدران المنخفضة بالحديقة العامة في صنعاء يوميا لأداء تمارين اللياقة البدنية الخفيفة التي اختارها المتقاعد ناجي أبو حاتم.
وكان أبو حاتم هو الذي بدأ الحركة التي يطلق عليها الآن اسم "أحسن فريق".
ولا تمارس السيدات في اليمن بوجه عام الرياضة في الأماكن العامة.
ويقول أبو حاتم إن جلسات التمارين الرياضية مريحة.
ويضيف "كثير من الزملاء يقولون أنا معي الساعة الصباحية التي أشعر فيها براحة واطمئنان لأنني ألتقي مع زملائي هؤلاء الذين يجمعنا الهدف الواحد الذي هو الرياضة. وخارج الحديقة وخارج هذه الساحة كلها هو كرب (حزن شديد).. فبننتظر لهذه الساعة الصباحية لأنها بعيدة من كل الهموم بعيدة من كل الأخبار المحزنة".
من جانبه يلفت الدكتور أحمد الملصي بكلية الزراعة جامعة صنعاء الانتباه لأعمار المشاركين وفوائد التمارين الصحية لهم. ويقول "تلاحظ هنا بالفريق ناس من فوق السبعين وحتى الثمانين. أنا وصلت إلى ٦٩ (عام) وأعتبر أن السكر انخفض بنسبة ٣٠ إلى ٤٠ بالمائة. كان السكر عندي كل يوم يجي (يصل) إلى ٢٠٠. الآن في الصباح ما بين ١١٠ إلى 115".
أما الإعلامي والكاتب الصحفي عبد الله الصعفاني فإنه ينظر إلى التجربة من منظور آخر. يقول إن الهدف هو نشر مفهوم الرياضة للجميع.
ويوضح "هي فكرة الهدف منها هو إشاعة مفهوم الرياضة للجميع. كانت البداية متواضعة لكن أشعر أن الكثير من الذين تابعوا تجربة أحسن فريق شعروا أن هناك شيا ينقصهم فاتجهوا إلى هذه الحديقة الجميلة ثم أخذ الموضوع يتزايد بشكل ملفت حتى زاد العدد وبدأ أحسن فريق بفتح فروع له في أماكن أخرى".
وأدت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في اليمن إلى انقسام البلاد وتعطيل أنظمة الرعاية الصحية وسقوط الملايين في براثن الفقر. وأصبح يتعين على اليمنيين أيضا مقاومة حالة الضغط النفسي الناجمة عن العيش في ظل الصراع.
ولا يُدفع أي مقابل لجلسات التمارين كما لا يشترط الالتزام بزي محدد لأن الفكرة الأساسية هي التشجيع على المشاركة على نطاق واسع. وظهرت مجموعات مماثلة في أماكن أخرى من المدينة.