القوات اليمنية تخسر مديرية جبل مراد… ومأرب باتت مهددة

2021-10-28

مقاتل من القوات اليمنية الحكومية قرب خط الجبهة مع الحوثيين في محافظة مأرب في 27 تشرين الاول/اكتوبر 2021( ا ف ب)تعز( الجمهورية اليمنية) - خالد الحمادي - ذكرت مصادر محلية أن ميليشيات جماعة الحوثي تمكنت، أمس الأربعاء، من السيطرة على مديرية جبل مراد، في مأرب، التي تعد من أهم الجبهات الجبلية في المحافظة، وتشكل تهديداً مباشراً لها، ولمنطقة صافر، معقل حقول النفط والغاز والمصافي والمنشآت النفطية الأخرى.
وقالت المصادر لـ”القدس العربي” إن “مدينة مأرب أصبحت آيلة للسقوط في أيدي ميليشيات الحوثي الانقلابية أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد تتابع سقوط الجبهات المحيطة في مدينة مأرب في أيدي الحوثيين، بعد أن كانت في أيدي القوات الحكومية وقوات المقاومة الشعبية المساندة لها طوال السنوات الماضية من الحرب اليمنية”.
وأكدت أن القوات الحكومية والمقاتلين القبليين المساندين للحكومة اضطرت إلى الانسحاب التكتيكي من جبهات جبل مراد، بعد أن تم تطويقه من كافة الجهات من قبل ميليشيات الحوثي والتي سيطرت أيضاً على طرق الإمداد، وبالتالي لم يكن أمام القوات الحكومية سوى الانسحاب حفاظاً على أرواح المقاتلين التابعين للحكومة هناك”.

اتفاق قبلي

وذكرت مصادر أخرى بأن مشايخ قبائل مراد اضطروا إلى إبرام اتفاق قبلي مع قيادة الميليشيات الحوثية، يقضي بالسماح للحوثيين بالسيطرة على مديرة جبل مراد، دون قتال، مقابل السماح للقوات الحكومية والمقاتلين القبليين بالخروج منها شريطة ترك معداتهم العسكرية وأسلحتهم الشخصية.
وأشارت إلى أن هذا الاتفاق القبلي جاء بعد أن قامت الميليشيات الحوثية بإطباق الخناق على مديرية جبل مراد من كافة الاتجاهات إثر سيطرة الحوثيين على مديرية الجوبة، ظهر أمس الأول الثلاثاء، المحيطة بمديرية جبل مراد بشكل كبير، والتي جعلت مديرية جبل مراد معرضة للحصار مثل سابقتها مديرية العبدية التي صمدت لمدة شهر ثم انهارت أمام الحوثيين الذين سيطروا عليها قبل نحو أسبوعين.
وكان الشيخ القبلي الحوثي، حسين حازب، والذي ينتمي إلى مديرية جبل مراد، في مأرب، كشف قبيل الاعلان عن سقوطه أن “جبل مراد على موعد مع الوطن والجمهورية في الساعات القادمة، سنكمل لكم البقية من القصة”. في إشارة إلى مفاوضات قبلية كانت تجري في ذلك الأثناء لتسليم مديرية جبل مراد بدون قتال، والذي يعتقد أنه كان من ضمن المشايخ القبليين الحوثيين الذين نسقوا لذلك الاتفاق القبلي بحكم انتمائه الى نفس المنطقة.
وأكد في تغريدة أخرى لاحقاً بأن مديرية جبل مراد أصبحت في يد الحوثيين، بالقول إن “مديرية جبل مراد، محافظة مأرب، أصبحت جمهورية كما هي عادتها من الستينيات، وأن أبناءها المغرر بهم وبعد أن خذلتهم قياداتهم حفظوها وحافظوا عليها”، في إشارة إلى أن المقاتلين القبليين من أبناء المنطقة التي كانوا فيها سلموها دون قتال، حفاظاً على سلامة أهاليهم من سكان المنطقة.
وحسب مصدر حوثي، سقطت خلال الأسابيع الأخيرة في أيدي الحوثيين أكثر من 10 مديريات ومناطق جوهرية في محافظة مأرب، هي مديريات حريب، حريب القرامش، الجوبة، الرحبة، صرواح، رغوان، ماهلية، مجزر، العبدية، بدبدة، ماهلية، وأخيراً مديرية جبل مراد، كما أن مديرية مدغل الجدعان في الطريق للسقوط.
قال إن “الطريق إلى مدينة مأرب أصبح سهلاً ولن يكون اقتحام مدينة مأرب بأصعب من المواجهات في الجبهات الجبلية والمناطق الوعرة الأخرى، والمسألة أصبحت قضية وقت فقط”، في إشارة إلى أن الحوثيين يستعدون لمعركة اقتحام مدينة مأرب بكل ما أوتوا من قوة خلال الفترة القادمة، التي يعتقدون أنها لن تطول كثيراً.
وبين، رئيس الوفد الحوثي المفاوض والناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام: “نُحيّي رجالات مأرب الشرفاء ونؤكد أن اليمن يتسع لجميع أبنائه تحت ظل السيادة الوطنية، وأن مشكلة البلاد هي مع تحالف العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية) وقواته المحتلة وحصاره الإجرامي لا غير، وهو ما يجب مواجهته والتصدي له حتى تحرير كل شبر محتل”.
وفي المقابل، لم تعلن المصادر الحكومية عن أي ردود فعل جراء هذه الانهيارات العسكرية الحكومية في محيط مدينة مأرب والتي أصبحت تعرض المدينة للاجتياح الحوثي أكثر من أي وقت مضى.


واكتفى الناطق الرسمي الناطق الرسمي للقوات المسلحة الحكومية العميد الركن، عبده مجلي، في إيجازه الصحافي أمس، بالقول إن “الجيش، مسنوداً بالمقاومة الشعبية، يخوض معارك بطولية في مختلف جبهات محافظة مأرب استنزفت كل القدرات القتالية للميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران”.
وأشار إلى مصرع العشرات من عناصر جماعة الحوثي بين قتيل وجريح ومقبوض عليه بينهم قيادات ميدانية، بالإضافة إلى أن “مدفعية الجيش دمرت في الجبهات الجنوبية للمحافظة عدد 8 عربات مدرعة و7 أطقم قتالية بالإضافة إلى عدد من المعدات والأسلحة”.
وأوضح أن الطيران المقاتل التابع للتحالف العربي شن العديد من الغارات الجوية أسفرت عن تدمير مدفع 23 م/ ط وعربتين ومخزن أسلحة و10 عربات مدرعة و11 طقماً قتالياً كانت تحمل أسلحة ومعدات وتعزيزات للميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن القوات الحكومية “حققت التقدم والسيطرة في عدة مواقع جنوب مأرب خصوصاً منطقتي علفاء وملعاء والمناطق المجاورة لهما، والتي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية”.
إلى ذلك، أعلن نائل أبو العسل التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية مقتل 105 متمردين يمنيين في غارات جوية خلال الساعات الـ24 الفائتة على منطقتين قرب مدينة مأرب.
وقال التحالف في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية إنه نفّذ “26 عملية استهداف” في منطقتي الكسارة على بعد نحو 30 كلم شمال غرب مأرب والجوبة على بعد نحو 50 كلم جنوب مأرب، ما أدى إلى “تدمير 13 من الآليات العسكرية والقضاء على 105 عناصر إرهابية”.
ويحاول التحالف منع المتمردين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً في شمال البلد الغارق في الحرب. وقد صعّد الحوثيون في شباط/فبراير، عملياتهم العسكرية للسيطرة عليها.
وأوقعت المعارك منذ ذلك الوقت مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح أكثر من 55 ألف شخص من منازلهم منذ مطلع العام الحالي، على ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي