مهاجرون يحاولون الهروب من اليونان مع تشديد سياسات اللجوء

أ ف ب-الامة برس
2021-10-26

مهاجرون يحاولون تدفئةأنفسهم قرب النار قرب منطقة ايدوميني على الحدود بين اليونان ومقدونيا الشمالية في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2021( ا ف ب)

بعد خمس سنوات على وصوله إلى اليونان، فقد طالب اللجوء الباكستاني محمد بلال (20 عامًا) الأمل بالحصول على موافقة على طلبه وعاد يبحث عن حياة افضل في مكان آخر.

شددت اليونان سياسات اللجوء منذ تشكيل الحكومة المحافظة عام 2019 ورفضت آلاف طلبات اللجوء وطردت مئات الأشخاص من المخيمات.

يقول المهاجرون في مخيم ايدوميني الواقع على الحدود مع مقدونيا الشمالية إنّهم سيغادرون بسبب الشكوك في ما إذا كانوا سينالون حقوقهم القانونية في اليونان بغضّ النظر عن طول فترة انتظارهم.

وقال بلال لوكالة فرانس برس "لا أزال عاجزًا بعد كل هذه السنوات عن الحصول على أوراق مصدّقة" مضيفًا "أواجه خطر اعتقالي وإرجاعي إلى بلدي. لا أريد أن يحصل ذلك، لذا أحاول الوصول إلى بلد أوروبي آخر".

ويسلك مهاجرون مثل بلال ما يسمى بطريق البلقان الذي يمر عبر اليونان ومقدونيا الشمالية وما وراءهما، على أمل طلب اللجوء في ظروف أكثر ملاءمة في بلدان الاتحاد الأوروبي القوية اقتصاديًا.

في آذار/مارس 2016 تحولت إيدوميني الى موقع تكدس فيه المهاجرون بعد أن أغلقت سكوبيي وجيرانها الأوروبيون حدودهم أمام التدفق الجماعي للمهاجرين خصوصًا السوريين الفارين من الحرب في بلادهم.

ورحّلت الحكومة اليونانية آلاف المهاجرين من مخيم مؤقت في ايار/مايو 2016، غير أن حركة المهاجرين عادت بعد خمس سنوات.

ولا أرقام رسمية لدى الشرطة حول عدد عابري الحدود يوميًا، إلّا أن كمية القمامة على الأرض قرب محطة القطار توحي بأن العشرات يمرّون يوميًا من هناك. وتنتشر على سكك القطار علب طعام فارغة وزجاجات مياه وملابس وأحذية.

"ضربونا بالهراوات"

ويقول حارس أمني شخصي في محطة القطار "تتنقل يوميًا مجموعات من المهاجرين في هذه المنطقة" لافتًا إلى أن "المهاجرين يُلقى القبض عليهم عندما يستسلمون للإرهاق الناجم عن محاولاتهم الفاشلة لعبور الحدود ويسلّمون أنفسهم".

وتجلس مجموعة من طالبي اللجوء الشباب من سوريا حول نار ويتناولون الفطر الذين قطفوه من غابة مجاورة. وتنام هذه المجموعة منذ أسبوع في بطانيات وأكياس النوم ضد البرد بينما يتناقشون حول الدولة الأوروبية التي سيجرّبون حظّهم فيها.

مهاجر يتدفّأ بغطاء قرب النار في منزل مهجور قرب الحدود بين اليونان ومقدونيا الشمالية في 18أكتوبر 2021(ا ف ب)

ويقول أحدهم (26 عاما) وهو من دير الزور في سوريا "نريد ان نستقرّ في هولندا أو فرنسا وأن نجد وظيفة ونستمرّ في حياتنا".

وقد عَبَر هذا الشاب نهر ايفروس من تركيا إلى اليونان قبل شهر تقريبًا. ويبدو أن الشباب في مجموعته متعبون.

ويأوي مخزن قديم مجموعة أخرى من السوريين الذين عانوا من الجوع والعطش والمعاملة الصعبة من قبل شرطة اليونان ومقدونيا الشمالية.

ويقول يحيى (21 عامًا) "قبضت علينا الشرطة عندما وصلنا إلى مقدونيا الشمالية" مضيفًا "ضربونا بالهراوات وأعادونا إلى اليونان. وعندما وصلنا إلى هنا، ضربتنا الشرطة اليونانية مرة أخرى. نحاول الآن إيجاد طريق عبر الحدود مرة أخرى".

ويقف ضابطان بالقرب من إحدى مجموعات المهاجرين ويصرخان عليهم للعودة، فيركض الشباب ويتفرقون في الحقول المجاورة. يقول ضابط في سيارة الفرقة "هؤلاء الرجال ليسوا منهكين" بل "العديد منهم خطير".

رفع دعاوى قضائية

ومنذ تسلّم حزب الديموقراطية الجديدة اليميني المحافظ السلطة عام 2019، زادت التقارير من منظمات حقوقية عن المهاجرين الذين أُعيدوا قسراً حتى في البحر، مقابل نفي الحكومة اليونانية مثل هذه الممارسات غير القانونية.

وقال مكتب محاماة براكين دوليفيرا الهولندي المختص بقضايا حقوق الانسان الأسبوع الماضي إنه رفع دعوى قضائية ضدّ الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل فرونتكس لردّها بشكل غير قانوني أسرة سورية قد تقدمت بطلب لجوء.

وأضاف "قامت فرونتكس بترحيل العائلة بشكل غير قانوني إلى تركيا في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بعد فترة قصيرة من وصولها إلى اليونان". وقال المحامون إن الأسرة التي كانت مسجونة في البداية في تركيا فرّت إلى شمال العراق، متابعين "يُرحّل كل أسبوع الرجال والنساء والأطفال الفارين من الحرب والعنف بشكل غير قانوني من حدود أوروبا".

ولفتوا إلى أن "أشخاصًا قتلوا وتعرض آخرون للهجوم أو لسوء المعاملة. وتلعب فرونتكس دورًا رئيسيًا في انتهاكات حقوق الإنسان هذه"، محمّلين الاتحاد الأوروبي "المسؤولية" ومطالبين "بوضع حد فوري لانتهاكات حقوق الإنسان والقمع على الحدود الخارجية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي