توقيف بارون المخدرات "أوتونييل" لا يزعزع إمبراطورية الكوكايين في كولومبيا

ا ف ب
2021-10-25

صورة منشورة في 23 تشرين الأول/أكتوبر في بوغوتا تظهر عناصر من الجيش الكولومبي يحيطون ببارون المخدرات "أوتونييل" بعد توقيفه ( اف ب)

سقط "أوتونييل" كما سقط غيره من كبار بارونات المخدرات الكولومبيين، موقوفين أو مقتولين، لكن وبالرغم من تهليل الحكومة بتوقيف زعيم عصابة إجرامية قويّة، ما زالت أكبر إمبراطوية للكوكايين في العالم راسخة في كولومبيا.

ولا شكّ في أن هذه العملية "نبأ سارّ لحكومة إيفان دوكي، لكن الأمور لن تتغيّر كثيرا على المستوى الميداني"، بحسب ما قال أرييل أفيلا المحلّل في مؤسسة "باث إي ريكونسيلياسيون".

أوقف دايرو أنتونيو أوسوغا (50 عاما) الملقّب بـ "أوتونييل" ويتزعّم كارتل "كلان ديل غولفو"، وهي أقوى عصابة للاتجار بالمخدرات في كولومبيا، خلال عملية شنّتها قوات الجيش والشرطة في شمال غرب البلاد. وكان القضاء الأميركي قد أدانه في 2009 وقُدّم طلب لتسليمه أمام محكمة في نيويورك.

ضربة قويّة

وأشاد الرئيس إيفان دوكي بهذه العملية، واصفا إياها بأقوى ضربة توجّه لتجّار المخدرات منذ مقتل بارون المخدرات الشهير بابلو إسكوبار على يد الشرطة الكولومبية سنة 1993. وكان إسكوبار على رأس كارتل ميديين (شمال غرب) الذي تحكّم بحصّة وصلت إلى 80 % من الاتجار العالمي بالكوكايين.

بعد خمسة عقود من حرب على المخدرات أودت بحياة الآلاف من الشرطيين والمدنيين والتجار، ما زالت كولومبيا أكبر مصدّر للكوكايين في العالم والولايات المتحدة أكبر سوق لها.

والوضع لن يتغيّر بعد الإمساك بأوتونييل، بحسب الخبراء.

ولا يزال كارتل "كلان ديل غولفو" يتحكّم بمعابر الحدود بين كولومبيا وبنما الأساسية لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة. وتواصل جماعات مسلّحة أخرى توسّعها في مناطق نائية حيث تُزرع نبتة الكوكا المكوّن الرئيسي للمخدرات.

وقد تعذّر على إيفان دوكي الذي تنتهي رئاسته في 2022 أن يطلق مجدّدا عمليات رشّ المزروعات بالغلايفوسات، وهي خطوة أساسية للقضاء على الزراعة غير القانونية في نظره. وكان القضاء قد أمر بتعليق هذا التدبير في العام 2015 بسبب مخاطره على الصحة والبيئة.

وفي وقت كان الزعيم الأكبر لـ "كلان ديل غولفو" يختبئ في الأدغال، بقيت هذه العصابة المؤلّفة من فلول شبه عسكريين من اليمين المتطرّف زرعوا الرعب في التسعينات على مواقفها.

وتضمّ الجماعة في صفوفها نحو 1600 مقاتل وهي منتشرة في حوالى 300 منطقة (من أصل 1100)، وفق معهد الدراسات المستقلّ "إنديباز".

وتتحكّم العصابة بمسالك التصدير إلى أميركا الوسطى وتستغلّ أيضا الحركة الكثيفة للمهاجرين إلى الولايات المتحدة عبر الحدود مع بنما.

ازدهار التجارة

وهي منظمة "لا مركزية إلى حدّ كبير"، مع خمسة قادة على رأسها وشبكة عمليات إقليمية، بحسب المحلّل أفيلا الذي كشف أن توقيف أوسوغا "لا يؤثّر كثيرا على سير الأعمال".

غير أن آخرين، مثل إليزابيث ديكينسون، الباحثة في منظمة "كرايسيس غروب" غير الحكومية، يحذّرون من احتمال نشوب أعمال عنف إثر "صراع على النفوذ" بعد سقوط "أوتونييل".

فقد انضمّ "أوتونييل" إلى السلسلة الطويلة لبارونات المخدّرات الكولومبيين الذين تمّت تنحيتهم بعد إسكوبار.

وسلّمت حكومة ألفارو أوريبي (2002-2010) إلى الولايات المتحدة عدّة قادة شبه عسكريين على صلة بعمليات اتجار المخدرات.

وقد نُصّب الشقيق البكر لأوسوغا، خوان دي ديوس، زعيما للكارتل وحلّ "أوتونييل" محلّه إثر مقتله خلال اشتباكات مع الشرطة في 2012.

غير أن تجارة المخدرات في كولومبيا لم تتأثّر بتاتا بكلّ التطوّرات وسجّل البلد العام الماضي مستويات قياسية من المزروعات (245 ألف هكتار) وإنتاج الكوكايين (1010 أطنان)، بحسب البيت الأبيض.

ويتمّ تداول اسمي خلفين محتملين لأوتونييل هما رجل ملقّب بـ "تشيكيتو مالو" يدير عمليات العصابة في منطقة أورابا بالقرب من بنما وآخر يحمل لقب "سيوباس" كان قريبا من "أوتونييل" لمدّة 15 عاما، بحسب ما كشف الخبير إستيبان سالازار عبر أثير محطّة محلية.

وبالإضافة إلى كارتل "كلان ديل غولف"، تتواجه القوات الأمنية مع آخر عصابة مسلّحة نشطة في كولومبيا تحت مسمّى "جيش التحرير الوطني" ومع منشقّين من حركة "القوّات المسلّحة الثورية الكولومبية" (الفارك) التي تخلّت عن النضال المسلّح بعد اتفاق السلام في 2016.

وتضمّ هاتان الجماعتان ما مجموعه 8 آلاف مقاتل تقريبا وهما تتنازعان على عائدات تجارة المخدرات واستغلال المناجم، بحسب "إنديباز".

وقال أفيلا إن "جيش التحرير الوطني يزداد نفوذا، كما حال المنشقين عن الفارك، في وقت يزدهر الاتجار بالمخدرات".

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي