
عاد أحد قادة حركة التمرد السابقة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) رودريغو غراندا إلى كولومبيا الأربعاء 20 اكتوبر 2021م بعد اعتقاله لفترة وجيزة في المكسيك بطلب من باراغواي التي تلاحقه في جريمة خطف وقتل.
ووصل غراندا صباح الأربعاء إلى مطار بوغوتا الدولي حيث تشكّر المكسيك والمجتمع الدولي على "منحه كلّ الفرص" للعودة إلى بلده، بحسب ما أعلن للصحافة الكولومبية.
وأعلن وزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو نبأ اعتقال غراندا الثلاثاء وأوضح النائبان كارلوس لوزادا وبابلو كاتاتومبو القياديان في حزب كومونيس المنبثق عن اتفاق السلام مع المتمردين في 2016، أن رودريغو غراندا الذي عرف بأنه كبير دبلوماسيي حركة التمرد السابقة، أوقف في مكسيكو بموجب "نشرة حمراء" من الشرطة الدولية (الانتربول).
وقال رودريغو لوندونو في تسجيل فيديو إن الوفد كان متجهًا إلى المكسيك بدعوة من حزب العمال للمشاركة في مؤتمر تدريبي لليسار. واضاف زعيم حركة التمرد السابقة "أناشد المجتمع الدولي أن يضمن أمن رودريغو غراندا".
وأدان حزب كومونيس ما اعتبره "انتهاكا" لاتفاق السلام التاريخي واتهم الرئيس إيفان دوكيه بالوقوف وراء اعتقال غراندا.
وكتب الحزب على تويتر أن دوكيه "يواصل مهاجمة عملية السلام، وقد طلب من الإنتربول إعادة تفعيل النشرة الحمراء الصادرة بحقّ رودريغو غراندا" الذي "وقّع على اتفاقية السلام".
وطالب الحزب الحكومة "باحترام أولئك الذين يؤمنون منّا بالسلام وقوموا بواجبكم بالسماح لنا بالمشاركة في الحياة السياسية!".
ونفى وزير الدفاع الكولومبي هذه الاتهامات. وكتب على حسابه على موقع تويتر أن اعتقال غراندا الذي يعيش ويتنقل بحرية في كولومبيا بموافقة السلطات حدث "بعد نشرة حمراء صدرت عن باراغواي بتهمة الخطف والمشاركة في عصابة اشرار والقتل العمد".
وأكّد وزير الخارجية في باراغواي اوكليدس اسيفيدو الربعاء أن القضاء أصدر مذكّرة توقيف عالمية لغراندا.
وقال في مؤتمر صحافي "أرسلت وزارة الخارجية (...) إلى سفارة المكسيك كلّ المستندات التي تُفصّل مذكّرة توقيف باراغواي"، مضيفًا أنه استدعى السفير المكسيكي في عاصمة باراغواي لنيل تفسيرات عن تحرير غراندا.
وقال لوندونو صباح الأربعاء "تمّ إعلامي بأن رفيقنا غراندا وصل إلى بوغوتا".
وتابع "أريد ان أوضح أن لم يُقبض عليه في البداية ولقد اكتشفنا ببساطة أنهم قاموا بتفعيل نشرة حمراء من الإنتربول بمجرد وصولنا إلى المكسيك" مضيفًا أنهم "ارتأوا أن من الأفضل العودة إلى كولومبيا لأننا رأينا أن النشرة الحمراء قد تمّ تفعيلها".
في 2008 أصدر قاض من باراغواي مذكرة توقيف بحقه بسبب مسؤوليته المفترضة في خطف ثم قتل ابنة الرئيس الأسبق راؤول كوباس في 2005. ولم توضح الحكومة الكولومبية ما إذا كان اعتقاله في المكسيك مرتبطا بهذه القضية.
- مفاوض سلام -
يخضع العديد من قادة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا السابقين لتحقيقات تجريها هذه المحكمة، لكن لم تتم إدانة أي منهم حتى الآن.
وقال رودريغو لوندونو في تسجيل فيديو إن الوفد كان متوجها إلى المكسيك بدعوة من حزب العمال للمشاركة في مؤتمر تدريبي لليسار. واضاف زعيم حركة التمرد السابقة "أناشد المجتمع الدولي أن يضمن أمن رودريغو غراندا".
كان رودريغو غراندا (72 عاما) أحد مفاوضي السلام في هافانا في إطار العملية التي بدأت في 2012 وتكللت باتفاق السلام التاريخي الموقع في 2016 وتلاه نزع سلاح القوات المسلحة الثورية لكولومبيا.
واعتقل في 2005 خلال عملية سرية للجيش الكولومبي في فنزويلا ثم أطلق سراحه في 2007 كجزء من عملية السلام.
وفي 2018، اعتقل خيسوس سانتريش القيادي الآخر في حركة التمرد السابقة والمفاوض لاتفاق 2016 والذي كان مطلوبا للولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات. وقد أطلق سراحه في 2019 بأمر من المحكمة العليا وعاد إلى حمل السلاح مشيرا إلى عدم تنفيذ دوكيه اتفاق السلام الموقع في 2016.
وقد قتل بعد فترة وجيزة في فنزويلا خلال مواجهة مسلحة لم يعرف أطرافها حتى الآن. وتحدث رودريغو غراندا حينذاك عن إمكانية العودة إلى الكفاح المسلح.
ويأتي اعتقال رودريغو غراندا قبل حوالى شهر من الذكرى الخامسة للاتفاقية الموقعة في ذلك الوقت بين المتمردين والرئيس خوان مانويل سانتوس الذي منح جائزة نوبل للسلام في 2016.
شهدت كولومبيا زيادة مقلقة في أعمال العنف في الشهر الأخيرة في مناطق عدة تنتشر فيها مجموعات مسلحة بما في ذلك منشقون عن "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" رفضوا اتفاق 2016 واستأنفوا القتال.