ندوة شعرية في الرياض عن الجواهري بحضور ابنته

2021-10-04

من ندوة المنجز الشعري والتحولات التي حدثت للشاعر محمد مهدي الجواهري

الرياض -أحمد العياد

استعرض مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب ندوة المنجز الشعري والتحولات التي حدثت للشاعر محمد مهدي الجواهري، وبحثت في عوالمه الإنسانية والشعرية، شارك فيها الدكتور مؤيد آل صوينت، والدكتورة بشرى الموسى، وزهير الجزائري، وأدارها الدكتور خالد الغازي.

في البداية أسس الأستاذ زهير الجزائري للقضية الكبرى في حياة الجواهري، مشيراً إلى أنه عاش العديد من النقاشات التي حدثت في النجف، وأثر كثيراً فيه التقليد السائد هناك بإجبار الأطفال على حضور مجالس الفقه، إذ ظهر جلياً تأثير استلاب طفولته في التناقضات التي ظهرت عليه، من حيث الغضب في قصائده، والمسالمة في علاقاته مع الناس.

وأضاف: "عند الرغبة في وضع الجواهري في مقارنة مع شعراء آخرين، فهناك مثالان هما البحتري والمتنبي، فالجواهري امتدح البحتري وزهده في الحياة، وفي الوقت نفسه مال إلى المتنبي، الذي تجمعه مع الجواهري تشابهات عديدة، فهما من المنطقة ذاتها، فالجواهري من النجف والمتنبي من الكوفة، وكلاهما ربطته علاقة وثيقة بالماء، حيث يفيض نهر الفرات في منطقتهما مرتين في السنة، عاش كلاهما الفقر في حياتهما الأولى، وهو ما شكل عندهما عقدة، من خلال الارتباط بالسلطة عبر الشعر، فالمتنبي امتدح سيف الدولة، فيما مدح الجواهري الملك فيصل.

وأوضح أنّ الأحداث الدامية التي عايشها الجواهري ألقت بظلالها على أدبه، حيث يظهر الدم في شعره بجلاء، كما يمثل لديه الفرات الغضب، فهو نهر دائم الفيضان، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك في شعره الذي يمزج بين الشعر وبين الواقعية.

فيما سلطت الدكتورة بشرى الموسى، الحديث عن الجواهري في أنه يوازي الحديث عن قرن كامل من الأدب، فهو شاهد ومشارك في أحداث القرن، وشعره قد يكون سيرة حياتية نظمت في قصائد، فعندما نقرأ له كأننا نستحضر ذاته الشعرية، كونه شاعراً ممتلئاً بالحياة، كما أنه يعيد إنتاج التجارب الحياتية في كتابته الشعرية، ومن يقرأ شعره سيجد هذا التداخل، عادّةً أن الجواهري لم يكن ينظر للواقعية الشعرية على أنها من ورق وتخييل بل أنها من لحم ودم، منوهة بأن نرجسيته ظهرت في شعره عندما تمرد على أبيه الذي يمثل السلطة السياسية والاجتماعية.

ثم تحدث الدكتور مؤيد آل صوينت عن ثلاثية الجواهري، من حيث الشخص والنص والحياة، واصفاً حياته باللولبية ما بين الركائز الثلاث، رافضاً فكرة أن الجواهري يرى المتنبي أنموذجاً، مستشهداً بمقولته الخالدة : "خلقت شاعراً وعشت شاعراً، وسأموت شاعراً".

وأكد على أن الجواهري ختم ما يسمى بالشاعر النجم ونجومية الجيل، وقد وصل للحد الأقصى في الشعر العمودي، موضحاً أن الأحداث التي عاشها الجواهري في حياته خدمته، ونجح في تحويلها لأعمال شعرية، حتى تميز في أرخنة الحدث بالشعر، وقوة المضمون، وإجادة اللغة والإلمام بها، ولديه القدرة على جذب المتلقي؛ حتى صُفق له على نصف بيت.

وكشفت ابنة نجم هذه الأمسية الدكتورة خيال بنت محمد الجواهري عن بعض تفاصيل حياته الشخصية ومصادر التكوين الشعري والثقافي واللغوي لدى والدها الراحل، نافية وصفه بالعنيف الفذ، مشددة على أنه كان مرهف الحس رقيقاً، بخلاف شعره الدموي الثائر.

وأضافت: "كان والدي متمرداً وثورياً حرفياً، ولم يكن عنيفاً في كل حياته كما يقال عنه، وتشرع بالفكر التقدمي حتى تمرد على العادات والتقاليد في النجف"، ساردةً عصاميته في حين العصبية والرجعية النجفية قديماً في معارضة فكرة فتح المدارس الخاصة بالبنات، حيث لم تكن موجودة آنذاك، ومشاركته في رد هذه الفكرة العنصرية الجنسية بقصيدة "علّموها" التي قال في مطلعها: "علّموها فقد كفاكم شنارا.. وكفاها أن تحسب العلم عارا"، وتابعت : "تميز أبي بذاكرته القوية وملكة حفظه، حتى إنه كتب ذكرياته وعمره 83 عاماً، وفي آخر سنواته كان زوجي يقرأ له الكتب، فكان يكمل بعض النصوص من حفظه".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي