الجزائر: صبرنا كثيرا على انتهاكات المغرب ولن نقبل المزيد

2021-09-23

قالت الجزائر إنها صبرت كثيرا على ما اعتبرته "انتهاكات مغربية" لسيادتها ووحدتها الوطنية، معتبرة أن قرار قطع العلاقات بين البلدين "طريقة حضارية لوضع حد لموقف لم يعد من الممكن أن يستمر".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية مع وزير الخارجية الجزائري "رمطان لعمامرة"، الأربعاء.

وقال "لعمامرة": "الجزائر كانت صبورة بشكل غير عادي في مواجهة جميع الأعمال التي ارتكبتها المغرب ضد سيادة الجزائر ووحدتها الوطنية، والعديد من الأفعال المكشوفة والمغطاة الموجهة ضد سيادة بلادنا".

وأضاف: "نعتبر أن اتخاذ مثل هذا القرار (قطع العلاقات) كان بمثابة إرسال رسالة صحية إلى حكومة المغرب مفادها أننا لا نستطيع قبول المزيد من مثل هذا السلوك من جانب دولة مجاورة".

 وتابع: "هذه طريقة حضارية لوضع حد لموقف لم يعد من الممكن أن يستمر، دون المخاطرة بتكبد المزيد من الضحايا ولإيصال البلدين إلى مسار غير مرغوب فيه".

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، أعلن وزير الخارجية الجزائري أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؛ بسبب ما وصفها بـ"أفعال عدائية متواصلة" من المغرب ضد الجزائر.

فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء الخطوة، ووصفت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، القرار الجزائري بأنه "غير مبرر تماما"، وأنه متوقع بالنظر لما سمته منطق التصعيد المسجل خلال الفترة الأخيرة.

وقالت الخارجية المغربية في بيانها إن الرباط ترفض رفضا قاطعا "الذرائع الواهية والسخيفة" وراء قطع الجزائر علاقاتها مع المملكة.

وفي المقابلة مع "سي إن إن"، قال "لعمامرة" أيضا إن الجزائر انتظرت توضيحات من المغرب حول تدخلها في عدة قضايا داخلية، لكن دون جدوى.

وواصل حديثه بالقول إن "المغرب لم يحترم التزامات وقواعد حسن الجوار، ولم يعد يوجد أي حافز للجزائر لاستمرار علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط".

كما زعم الوزير الجزائري أن التدخلات المغربية لم تقتصر على الشأن في بلده فقط، بل في كامل منطقة شمال أفريقيا "لخلق وضع غير مستقر"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وحول وساطة فرنسا والسعودية ومصر، لحل الخلاف بين المغرب والجزائر، قال "لعمامرة": "هذا ليس موقفا يحتاج إلى وساطة، وإنما هي دعوة إلى المغرب لتغيير سلوكه، ودعوة للمغرب إلى أن يتفهم بشكل نهائي بان التدخل في شؤوننا يهدد وحدتنا الوطنية".

والأربعاء، قررت الجزائر غلق مجالها الجوي أمام تحليق الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد نحو شهر من قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية مع جارتها في شمال أفريقيا.

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين أثناء أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد "عن بعد" في 13 و14 يوليو/تموز الماضي؛ إذ أثار لعمامرة قضية الصحراء الغربية، وهي المنطقة التي تطالب جبهة البوليساريو بانفصالها عن المغرب، وتدعمها الجزائر في ذلك، في حين يرى المغرب أنها جزء لا يتجزأ من أراضيه.

وردّ المغرب -على لسان سفيره في الأمم المتحدة عمر هلال- بمذكرة وزعها على أعضاء منظمة دول عدم الانحياز، باستنكار إثارة قضية الصحراء الغربية في الاجتماع، ثم تحدث عن "حق تقرير المصير لشعب القبائل"، وهو ما اعتبرته السلطات الجزائرية دعما لحركة تصفها "بالإرهابية"، والتي تتخذ من باريس مقرا لها وتطالب بما تسميه حق تقرير المصير في منطقة القبائل الجزائرية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي