كورونا وأفغانستان وبورما.. ملفات ساخنة على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة

2021-09-21

 الجمعية العامة للأمم المتحدة

واشنطن-وكالات: بعد غياب لعامين بسبب جائحة فيروس كورونا، تبدأ اليوم الثلاثاء21سبتمبر2021، أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتخذ من مدينة نيويورك الأميركية مقرا لها.

ويشارك في اجتماعات الجمعية العامة التي تقام بصفة سنوية قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أو من ينوب عنهم في واحد من أكبر الأحداث الدولية في ميادين السياسية.

وستعقد الجلسة العامة الافتتاحية للدورة الـ 76 من هذه الاجتماعات باتخاذ ترتيبات للتباعد الجسدي بتقليص تواجد ممثلي الوفود في قاعة الجمعية، مقارنة بالجلسات الافتتاحية السابقة التي يحضرها عدد كبير من وفود الدول المشاركة.

ومن القادة الذين أعلنوا حضورها الرؤساء الأميركي جو بايدن والبرازيلي جاير بولسونارو والتركي رجب طيب إردوغان والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفنزويلي نيكولاس مادورو ورؤساء الوزراء البريطاني بوريس جونسون والإسرائيلي نفتالي بينيت.

وبهذه المناسبة، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوكالة فرانس برس قائلا "يجب إعادة الثقة. إن الانقسام الجيو-إستراتيجي المخيم حاليا في العالم يشكل عقبة". وأضاف أن العالم "في وضع خطير جدا" و"يجب توجيه صرخة تحذير توقظ المسؤولين السياسيين".

وفي أعقاب ظهور جائحة الفيروس التاجي، عقدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي افتراضيا عبر نظام الاتصال المرئي.

وإليك ما يجب أن تعرفه عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة:

ما هي الجمعية العامة واجتماعاتها؟

تعد الجمعية العامة هي جهاز الأمم المتحدة الرئيسي للتداول وصنع السياسات العامة، بحيث تناقش قضايا معينة وتصوت عليها.

وتلزم في التصويت على قضايا هامة محددة، مثل التوصيات المتعلقة بالسلام والأمن وانتخاب أعضاء مجلس الأمن، موافقة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، أما المسائل الأخرى فتتقرر بأغلبية بسيطة.

وأنشأت الجمعية العامة عددا من المجالس واللجان ومجالس الإدارة والفرق العاملة وغيرها من الهيئات أجل القيام بوظائفها.

وبموجب ميثاق الأمم المتحدة أنشأت الجمعية العامة العام 1945 بوصفها الهيئة الرئيسية لتداول القضايا الملحة ورسم السياسيات. وهي تضم جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضوا.

وفقا لموقع الأمم المتحدة، فإن اجتماعات الجمعية العامة السنوية توفر منتدى فريدا لإجراء المناقشات المتعددة الأطراف بشأن كامل نطاق المسائل الدولية المشمولة بالميثاق. وهي تؤدي أيضا دورا هاما في عملية وضع المعايير وتدوين القانون الدولي.

وتبدأ الجمعية العامة أعمالها بجلسة افتتاحية رئيسية يتبعها سلسلة من الاجتماعات الهامشية لمناقشة مختلف القضايا الدولية.

متى تعقد الاجتماعات؟

تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في موعد يحدد مسبقا بين سبتمبر وديسمبر من كل عام بشكل رئيسي للدورة العادية، ثم يتبع ذلك اجتماعات لاحقة حسب الاقتضاء.

ويُعد الأمين العام جدول الأعمال المؤقت للدورة العادية ويُبلغه إلى أعضاء الأمم المتحدة قبل موعد افتتاح الدورة بستين يوما على الأقل، فيما يحق لأي عضو من أعضاء الأمم المتحدة أو لأية هيئة من هيئاتها الرئيسية أو للأمين العام طلب إدراج بنود تكميلية في جدول الأعمال وذلك قبل الموعد المحدد لافتتاح الدورة العادية بما لا يقل عن ثلاثين يوما، كما يحق للجهات ذاتها أن تضيف بنودا إضافية قبل أقل من 30 يوما من الاجتماع شرط أن تتسم بطابع الأهمية والاستعجال إذا قررت الجمعية العامة ذلك بأغلبية الأعضاء الحاضرين المصوّتين.

ولا يجوز، ما لم تقرر الجمعية خلاف ذلك بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المصوّتين، أن يُنظر في أي بند إضافي إلا بعد انقضاء سبعة أيام على إدراجه في جدول الأعمال وبعد قيام إحدى اللجان بتقديم تقرير بشأنه.

وتملك كل دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة صوتا واحدا في هذه الاجتماعات.

وخلال الجزء المستأنف من الدورة أيضا، تنظر الجمعية العامة في المسائل الراهنة ذات الأهمية البالغة للمجتمع الدولي في شكل مناقشات رفيعة المستوى ينظمها رئيس الجمعية العامة، بالتشاور مع الأعضاء.

وفي الفترة ذاتها، تجري الجمعية عادة أيضا مشاورات غير رسمية بشأن طائفة واسعة من المواضيع على النحو الذي يصدر به تكليف بقراراتها.

كما يمكن عقد دورة استثنائية بشرط اقتصار جدول الأعمال المؤقت للدورة الاستثنائية على البنود الوارد اقتراح نظرها في طلب عقد الدورة. كما يمكن عقد دورة عادية واستثنائية.

أبرز المواضيع الاجتماعات الحالية؟

أعلنت الأمانة العامة للأمم المتحدة عن المواضيع التي ستناقش في اجتماعات الجمعية العامة خلال الدورة الـ 76 التي تستمر لمدة أسبوع ومنها الاحتفال باعتماد برنامج عمل "ديربان".

وبرنامج عمل "ديربان" هو وثيقة شاملة تقترح تدابير ملموسة لمكافحة العنصرية والتمييز على أساس العرق أو ضد الأجانب وذلك بهدف "جبر الضرر وتحقيق العدالة العرقية والمساواة للسكان المنحدرين من أصل أفريقي".

بالإضافة إلى ذلك يعقد الاجتماع العام رفيع المستوى احتفالا باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج لها.

كما يعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن خطة العمل العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر، علاوة على اجتماع تذكاري لليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري.

وتشمل الجلسات أيضا اجتماعا تذكاريا لليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

كما وتشمل الموضوعات المهمة الأخرى الأزمات المتعلقة باستيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان والانقلاب العسكري هذا العام في ميانمار والاتفاق النووي الإيراني والفراغ السياسي في هايتي والصراعات في إثيوبيا وسوريا واليمن، طبقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أيضا أن تهيمن قضايا تغير المناخ والوباء على هامش الاجتماعات.

الرئيس بايدن يفتتح الجلسات

الرئيس الامريكي، جو بايدن

وسيكون الرئيس الأميركي جو بايدن أول من يتحدث في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الحالية حضوريا من مقر المنظمة الدولية في نيويورك.

يتوقع أن يشرح بايدن موضوع أن العالم يواجه خيارا بين القيم الديمقراطية التي يتبناها الغرب وتجاهل الصين والحكومات الاستبدادية الأخرى لها، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

يأتي ظهور بايدن بعد أقل من شهر من خروج الولايات المتحدة من مشاركتها العسكرية التي استمرت 20 عاما في أفغانستان.

وفي الأسبوع الماضي، غضبا فرنسا من  صفقة أسلحة مع أستراليا أدلت إلى إلغاء أحد أكبر العقود العسكرية الفرنسية.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية - وهي منظمة سياسية مستقلة - هذا العام في تقييم لجلسة الجمعية العامة، "تبدو الأمم المتحدة أكثر هامشية من أي وقت مضى لإدارة الأزمات الدولية".

ومع ذلك، قالت المجموعة: "لا يزال نظام الأمم المتحدة يلعب دورا حاسما في إدارة بيئة دولية غير مستقرة".

جدل اللقاحات وتدابير كوفيد

دار جدل كبير الأسبوع الماضي بسبب مطالبة مدينة نيويورك بأن يظهر جميع المشاركين في الجمعية العامة دليلا على التطعيم.

وأيد رئيس الجمعية العامة هذا العام، وزير خارجية جزر المالديف عبدالله شهيد، هذا المطلب. لكن من غير الواضح بالضبط كيف سيتم تطبيقه.

بعد الجدل، نشرت حكومة نيويورك عيادة لقاحات متنقلة خارج مجمع الأمم المتحدة البالغ ساحته 16 فدانا والواقع في مانهاتن، حيث قدمت فحوص مجانية وجرعات من لقاح "جونسون آند جونسون" للأشخاص الذين لم يحصلوا على التطعيم.

عارضت دول، بينها روسيا والبرازيل قرار حكومة نيويورك. وكتب ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، رسالة إلى المنظمة، "نحن نعارض بشدة أن الأشخاص الذين لديهم دليل على التطعيم فقط هم من يجب أن يدخلوا قاعة الجمعية العامة"، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية تاس.

وأشار نيبينزيا في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية إلى أن اللقاحات المعتمدة في نيويورك لا تستخدمها جميع البلدان.

ومع ذلك، لا يزال العديد من المتحدثين هذا العام يختارون إلقاء كلماتهم عبر الفيديو المسجل مسبقا، كما فعل جميع القادة العام الماضي عندما كانت اللقاحات لا تزال قيد التطوير. ويحق لكل دولة أن تشارك بأربعة أشخاص داخل قاعة الجمعية العامة الرئيسية.

أفغانستان وبورما

يتوقع مراقبو الأمم المتحدة صراعا هذا العام على مقعدين على الأقل في قاعة الجمعية العامة - مقعدي بورما (ميانمار)  وأفغانستان، حيث وصلت أنظمة غير ديمقراطية مؤخرا إلى السلطة في الدولتين، لكن الدبلوماسيين الذين يمثلون الحكومات السابقة ما زالوا يحملون تصاريح من الأمم المتحدة، وفقا لشبكة "سي إن إن".

في الوقت الحالي، لم تشر لجنة أوراق الاعتماد التابعة للأمم المتحدة إلى أي نية لتغيير الوضع الراهن.

وممثل بورما (ماينمار) الدائم لدى الأمم المتحدة، كياو مو تون، هو من بقايا حكومة البلاد المنتخبة ديمقراطيا، والتي أطاح بها انقلاب عسكري في فبراير. وهو منتقد صريح لقمع المجلس العسكري المميت للاحتجاجات، ويمثل الآن حركة لاستعادة القيادة الديمقراطية، المعروفة باسم حكومة الوحدة الوطنية. وحاول المجلس العسكري في السابق استبداله وفشل في ذلك.

ويمثل أفغانستان، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، غلام إم إيزاكزاي، الذي عينته الحكومة السابقة المنهارة قبل شهر.

ودعا إيزاكزاي مجلس الأمن الدولي للضغط على طالبان لتشكيل حكومة أكثر ديمقراطية.

قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة لشبكة "سي إن إن"، إن الحركة الإسلامية المتشددة لم تطلب اعتماد مبعوث من الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، بينما يسعى إيزاكزاي للاحتفاظ بمقعد أفغانستان في الوقت الحالي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي