“زيرو كونتاكت”.. فيلم غير تقليدي لأنتوني هوبكنز عن حدث كارثي للكرة الأرضية

2021-09-17

أنتوني هوبكنز يقدم تجربة مختلفة في فيلمه الجديد

محمد صلاح

بعد فوزه بجائزة الأوسكار عن بطولة فيلم "الأب" (The Father) 2020) سيكون الجمهور على موعد مع النجم المخضرم السير أنتوني هوبكنز (84 عاما) في 24 من الشهر الجاري، لمشاهدة العرض الأول لأحدث أعماله "زيرو كونتاكت" (Zero Contact) أول فيلم روائي طويل يتم إصداره عبر شبكة "ڤويلي" (VUELE)  في تجربة غير تقليدية أو مسبوقة، ربما تؤدي إلى إحداث ثورة في صناعة الترفيه.

وستكون "ڤويلي" أول منصة تعرض فيلما سينمائيا بنسق "إن إف تي" (NFT) وهو نوع من الرموز التي تعتمد على تقنية "بلوك تشين" (Blockchain) -المستخدمة في تشفير العملات الرقمية- لتشفيرها وربطها بأصل رقمي لأعمال فنية سينمائية أو تلفزيونية أو موسيقية أو مقاطع فيديو، وتسجيل معلومات كاملة عن مالكها وتاريخها في شهادة توثيق، تجعل من غير الممكن استبدالها أو نسخها، إلا بمثيل رقمي مطابق لها. لتصبح الأفلام مقتنيات ذات قيمة، يمكن تداولها في أسواق شبيهة بأوساط تداول العملات الرقمية.

 

"إن إف تي" لتشاهد وتستثمر

تضاعف 3 مرات عدد مشتري الأعمال المعروضة بنسق "إن إف تي" -أو "الرموز غير القابلة للاستبدال" (Non Fungible Tokens)- خلال عام 2020، وتجاوزت مبيعاتها ملياري دولار.

فعلى سبيل المثال، تم استخدام هذه التقنية من قبل الفنانين الموسيقيين، لزيادة إيراداتهم خلال جائحة كورونا، فحققت لهم حوالي 25 مليون دولار في فبراير/شباط الماضي.

أما في مارس/آذار، فقد باع جاك دورسي، مؤسس ورئيس تويتر (Twitter)، أولى تغريداته، من خلال "إن إف تي" مقابل 2.9 مليون دولار. كما بيع عمل رقمي للفنان الأميركي الشهير بـ "بيبل" (Beeple) مقابل 69.3 مليونا. وبيع مقطع فيديو مدته 10 ثوان، يُظهر أناسا يمشون بجوار دونالد ترامب، مقابل 6.6 ملايين.

وتم طرح الفيلم الوثائقي "كلود لانزمان: شبح المحرقة" (Claude Lanzmann: Spectres of the Shoah) إنتاج عام 2015، كأول فيلم سينمائي وثائقي رُشّح لجائزة الأوسكار، يتم بيعه بالمزاد على نسق "إن إف تي"، عبر منصة "ريريبل" (Rarible).

والآن يأتي استخدام منصة "ڤويلي" لتقنية "إن إف تي"، التي "تحمي من القرصنة". ليس بهدف الوصول إلى الجماهير بأفلامها الطويلة فقط، ولكن أيضا لتوفير محتوى ذي قيمة مضافة، يتيح للمشتركين أن يكونوا جزءا من طريقة جديدة ومثيرة في مجال الترفيه العالمي، تسمح لهم بمشاهدة المحتوى الحصري الخاص بها، وبيعه والاستثمار فيه، في نفس الوقت.

فيلم غير تقليدي

"زيرو كونتاكت"، أنتج عام 2020، في 17 دولة مختلفة إبان الجائحة العالمية، بمجموعة من أفضل المصورين وكتاب السيناريو وأطقم المؤثرات الخاصة. ووصفه مخرجه ومؤلفه ومنتجه الكندي ريك دوغديل (44 عاما)، بأنه "غير تقليدي في كل شيء، بدءا من طريقة تصويره باستخدام كاميرات زوم، وملابسات إنتاجه عن بعد، وتوزيعه، وجميعها حدثت في مواقف تعتبر نادرة".

نعم، صدرت أفلام عديدة تحت ضغط الجائحة، لكن أيا منها لم يجمع بين عالم السينما والاتجاهات التقنية الحديثة، مثلما فعل "زيرو كونتاكت"، لينال السبق "كفيلم مبتكر يتم الترويج له بين المزادات والهدايا على منصة تعمل بنسق إن إف تي". كما تقول كاريشبل غواراماتو، المدونة المهتمة بالتشفير.

حتى الإعلان عن الفيلم، جاء مختلفا وغير تقليدي، حيث واصل موقع "إن إف تي" ومنصة عرض "ڤويلي"، الترويج للفيلم في العديد من الإعلانات عبر الإنترنت، من خلال تنظيم مزادات وسحوبات تتيح للمشاركين برموز "إن إف تي" غير القابلة للاستبدال، فرص الفوز بتذاكر ذهبية، ومنتجات أخرى من الموقع، يوم 24 من هذا الشهر.

كما ستتاح للأعضاء الفرصة لشراء ومشاهدة أفلام طويلة ومحتوى متميز للغاية، بما في ذلك ما يحدث وراء الكواليس، ولقطات لم يسبق لها مثيل، وميزات إضافية، وأسئلة وأجوبة حصرية، وغير ذلك الكثير.

وكانت تقنية "إن إف تي" حتى وقت قريب تستخدم فقط في عالم الفن التشكيلي والموسيقى والمزادات الرياضية، قبل أن يأتي العملاق هوبكنز وفيلمه الجديد، ومنصة ڤويلي، بهذه الخطوة التي قد تشكل نقلة نوعية في صناعة السينما عالميا، وتجربة اعتبرها دوغديل "تهدف إلى إيجاد مصدر دخل جديد لهذه الصناعة". وقد تجعل "كل شيء على وشك التغيير"، حسب الناقدة يولاندا ماتشادو.

إثارة قد تبقي الجماهير على حافة مقاعدهم

في هذا الفيلم الأميركي المثير، يلعب الممثل الأيقوني هوبكنز دور البطولة مع نجوم متميزين آخرين، منهم أليكس بونوفيتش، وفيرونيكا فيريس، وكريس بروشو، ومارتن ستينمارك، وتي جيه كاياما، وليلى كروغ.

وتدور أحداثه حول مجموعة من 5 أشخاص حول العالم، يجمعهم تقديرهم لعبقرية عملاق الحاسوب الراحل، فينلي هارت (هوبكنز). لكنهم في نفس الوقت يحاولون العمل معا لإيقاف "حدث كارثي للكرة الأرضية"، عبر إغلاق أكثر اختراعاته سرية وخطورة. والتي تركها كميراث لتكون الآلة التي ستحل جميع مشاكل البشرية، أو تتسبب في نهاية الحياة على الأرض.

بداية المقطع الدعائي، يطلق هارت تحذيرا تقنيا من نهاية العالم، ما لم يتمكن هؤلاء الأشخاص الخمسة الذين اختارهم من الاجتماع معا، لمعرفة كيفية جعل الآلة تعمل، أو تنفجر إذا لم ينجحوا في مهمتهم. في الوقت الذي يُطاردون فيه جميعا من قبل رجل غامض، ينجح في قتل أحدهم.

ليوضح لنا الملخص الدعائي الرسمي للفيلم، ما الذي سيجعله مميزا للغاية، ويعد بتقديم "مؤامرة مليئة بالانفعالات الكفيلة بإبقاء الجماهير على حافة مقاعدهم"، على حد وصف ماتشادو.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي