"أرض الشمس".. مسرحية تروي قصة سوريا عبر العصور

2021-09-11

سرد تاريخي لملحمة إنسانية مستمرة

حمص (سوريا) - على مدى ساعتين من الزمن وفي مسرح الهواء الطلق، ووسط حضور جماهيري غفير، شهدت مساء الخميس أرض الصالة الرياضية في حي وادي الذهب بمدينة حمص السورية عرض المسرحية التاريخية “أرض الشمس”.

المسرحية التي يستمرّ عرضها إلى غاية السادس عشر من سبتمبر الجاري شارك فيها نحو ثلاث مئة ممثل وممثلة، منهم مئة وثمانون في دور الكومبارس بين صغار وكبار، قال عنها مخرجها الإيراني شهاب راحله “هي رسالة سلام ومحبة من أرض الشمس سوريا، أرض الأنبياء، حيث تتدرّج الأحداث منذ عهد أبوالبشر آدم

وحتى النبي محمد ومواجهة الخير لقوى الشر، وصولا إلى تاريخ سوريا الحديث وعرض بعض المحطات المضيئة كمعركة ميسلون وحرب تشرين التحريرية ومحاربة التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم داعش وإعلان الانتصار السوري مع مواصلة مسيرة الأمل بالعمل”.

وذكر مساعد المخرج علي الموسوي أن العرض يقدّم لأول مرة بحمص وقبل ذلك تم عرضه بدمشق مع بعض الإضافات والمشاهد والأحداث الجديدة عليه، منوّها بأن التجهيز للعمل استمر نحو شهر من إضاءة ومسرح وأرض معركة ميدانية حقيقية ومؤثرات صوتية وغيرها لتغدو الأحداث المسرحية أقرب إلى الواقع، كما تم تدريب الممثلين على الإيماء والحركات، فيما تم تسجيل الأصوات والوقائع بكامل المؤثرات الصوتية بإيران، معربا عن أمله في تقديم “أرض الشمس” في مختلف البلدان العربية.

وأضاف “منذ بدء الخليقة، لطالما كانت هناك ضغينة متوقدّة على هذه الأرض التي عاث فيها الشر خرابا، إلاّ أن الخير كان دائما يقف مرة أخرى، يرفع يده لينهي المسرحية، فتتهاوى ببطء إلى جانبه لينتصر الحق من جديد على ‘أرض الشمس’ السورية المنتصرة دائما”.

وأعرب عدد من الشباب السوريين المشاركين في العرض عن سعادتهم بالمشاركة في هذا العمل المسرحي التوثيقي الضخم.

وقالت المشاركة ماريا كاسوحة إن العرض في جزء منه عمل سينمائي واقعي أعطاها دفعا كبيرا للاستمرار في التمثيل، بينما أكدّت قمر ديوب أن التدريبات المكثفة والعمل ضمن فريق تقني عالي المستوى انعكسا إيجابا على العرض الذي تجلّت فيه روح الفريق وتناغم الحوار وصقل المهارات.

وقالت دعاء حيدر “تمكّن طاقم العمل بحرفيته العالية من أن يترك أثر رسالته فينا وفي الجمهور على حد سواء بغرسه فكرة الوحدة بين الشعوب ودحر الطائفية، حيث لا سبيل للحرية والانتصار سوى بالإيمان بأننا رسالة واحدة على هذه الأرض، وهي رسالة الخير والسلام”.

وعلى وقع حوافر الخيل، ومنقلب قيظ النار، تروي المسرحية قصة سوريا التي تجسّدت فيها بطولات وانتصارات السوريين من جديد، حيث يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى، الخير بوجه الشر، والمنتصر على الدوام صاحب الحق والأرض.

والعمل الفني يروي بطولات وانتصارات الشعب السوري عبر التاريخ، ضمن محاكاة واقعية للأحداث، ومؤثرات بصرية جذّابة، تستخدم لأول مرة في سوريا، تم إنتاجه وعرضه بالمشاركة مع مؤسسة المسرح والموسيقى السورية.

وقال أحد المشاهدين معربا عن إعجابه بالعمل “مبهر هذا العمل بما احتواه من إبهار بصري وتجسيد حركي، سرد دون الحاجة إلى الكثير من الكلام تاريخا إنسانيا عظيما، وما  ميّز هذا العرض عن سواه، كونه يجري في الهواء الطلق، وهو مختلف تماما عن العروض المسرحية التي تجري في أماكن مغلقة، ما يتيح لعدد كبير من الجمهور أن يكون حاضرا”.

وأضاف “برغم ما تعرّض له الشعب السوري من حروب وإرهاب، إلاّ أنه ما زال صامدا متمسكا بأرضه، وما زال محبا للحياة وللفن والتاريخ والثقافة، وهو ما لامسته من خلال هذا الحضور الجماهيري الغفير الذي كان جزءا من العرض”.

 

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي