ميركل تفتح صندوق أسرارها وموقفها من النسوية يثير الجدل

2021-09-11

 أنغيلا ميركل رفقة الكاتبة النسوية النيجيرية شيماماندا نغوزي أديشي

ستترك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منصبها في غضون أشهر. ربما هذا ما جعلها تكشف عن حياتها الخاصة التي لطالما ظلت خفية وتوضح مواقفها تجاه قضايا مهمة، مثل النسوية. لكن هذا فتح عليها باب الانتقادات أيضاً.

وقبيل وقت قصير من مغادرتها منصبها، أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لقاءاً مع الكاتبة النسوية النيجيرية الشهيرة شيماماندا نغوزي أديشي في فعالية عقُدت في مسرح Schauspielhaus في دوسلدورف يوم الأربعاء، الثامن من سبتمبر /أيلول، إلى جانب صحفيين وسيدات ورجال الأعمال. تحدثت ميركل بطريقة عفوية وغير مسبوقة عن نفسها. وتركز النقاش على العديد من الموضوعات، منها الديموقراطية، النسوية وحتى عن الموضة.

علي مدار السنوات الماضية، حظيت ميركل بالثناء ولقبت بمجموعة من الألقاب، من بينها "المدافعة عن الغرب الليبرالي". وعلقت ميركل على ذلك بالقول: "أنا سعيدة لأنني، بعد إعادة توحيد ألمانيا، تمكنت من الدفاع عن القيم الليبرالية والديمقراطية والعمل من أجل مجتمع حر، بصفتي مستشارة"، وتابعت حديثها، "لكن المرء بحاجة إلى النظر إلى ما هو أبعد من المبالغات، والحمد لله أن هناك العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالارتباط بالديمقراطية، وهذا يجعلني سعيدة".

وأردفت ميركل أن أيامها الأخيرة في منصب المستشارة، وهو المنصب الذي تشغله منذ عام 2005، اتسمت بفيضانات "مروعة" وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان واستيلاء طالبان على البلاد.

تجارب صقلت شخصيتها

بعيدا عن حياتها السياسية، كشفت ميركل عن أمور كانت لها بصمة في تشكيل شخصيتها الحالية. "لقد نشأت مع أشخاص يعانون من إعاقة ذهنية عندما كنت لا أزال طفلة ولم يكن لدي أي قلق أو خوف من الاحتكاك بهم".

ذكرت السياسية الألمانية أيضاً أنه خلال دراساتها علوم الفيزياء، كان الرجال دائما ما يندفعون على الفور نحو إنجاز شيء ما، لذلك لم يكن لديها في كثير من الأحيان مكان في المخابر.

بعدها تعلمت الكفاح من أجل خلق مكان لها في بيئة يسيطر عليها الذكور.

أكثر ما لفت الأنظار في كلام المستشارة الألمانية قولها: "نعم، أنا نسوية". لم تعتبر المستشارة الألمانية نفسها ناشطة نسوية طيلة فترة حكمها.

 في عام 2017، خلال قمة العشرين النسائية، التي عُقدت في برلين، سُئلت عما إذا كانت تعتبر نفسها نسوية. في ذلك الوقت جاءت إجابتها مترددة ومراوغة، كما جاء في انتقادات بعض الصحف وعن إجابتها حينها، قالت: "لم أرغب بالضرورة في أن أزين نفسي بهذا اللقب"، على حد قولها.

اليوم ترى ميركل الأمر بشكل مختلف. في ذلك الوقت، أوضحت لها ملكة هولندا ماكسيما أن الأمر يتعلق في الأساس بمشاركة النساء والرجال على حد السواء في الحياة الاجتماعية.

لكنها أبدت موقفاً واضحاً من النسوية خلال الفعالية التي جمعتها بالكاتبة النسوية النيجيرية، شيماماندا نغوزي أديشي: "بهذا المعنى يمكنني أن أقول اليوم بالإيجاب: "أنا نسوية. كنت خجولة بعض الشيء بشأن ذلك على خشبة المسرح. ينبغي أن نكون جميعاً نسويات".

انتقادات

تصريح ميركل حظي بهتاف وتصفيق الحضور، لكنه فتح عليها باب الانتقادات أيضاً. صحفية "تاتس" الألمانية كتبت في تعليق لها أن ميركل لم تستحق التصفيق، مشيرة إلى أن وصفها لنفسها بأنها نسوية "مجرد كلام"، وذلك بالنظر إلى "حصيلة سياستها تجاه النساء".

كما أضافت أنه "ليس من قبيل المصادفة أن تعترف ميركل بكونها ناشطة نسوية قبل وقت قصير من انتهاء ولايتها كمستشارة. لأنه لن يكون هناك الكثير من الأعمال السياسية التي يمكن من خلالها قياس ادعائها النسوية".

وتابعت الصحيفة: "بصفتها أول مستشارة امرأة، قد تكون ميركل نموذجاً يحتذى به للكثيرين وربما فتحت باباً أو بابين.

لكن المستشارة ليست معروفة بالسياسات النسوية. على العكس تماما. تم إحراز معظم التقدم الضئيل في سياسات المرأة على مدى السنوات الـ 16 الماضية بالرغم عن ميركل وليس بسببها".

على العكس من ذلك كتبت صحيفة "شتوتغارت ناخريشتن" إن "ميركل حققت الكثير للنساء" لكن بطريقتها الخاصة.

لطالما كانت الموضة في حياة ميركل، محط أنظار وسائل الإعلام، رغم بساطة أسلوبها الذي تميزت به طيلة الأعوام الماضية. عديدون أشادوا بحسها العملي في اللباس بسبب بساطته، فيما انتقدها آخرون، بمن فيهم المصمم الراحل كارل لاغرفيلد، الذي وجه على الصعيد الشخصي انتقادات ساخرة للمستشارة الألمانية حول هندامها.

ترتدي ميركل على الدوام بنطلون مع سترة بألوان مختلفة. وعن ذلك صرحت المستشارة الألمانية، خلال الفعالية: "ثيابي كما يقول الناس متواضعة".

منذ دخولها عالم السياسة، لم يكن لدى ميركل يوم عمل عادي، وبالتالي لم تعد تسأل نفسها ما الذي يثير اهتمامها خارج السياسة.

وهي تريد أن تعوض ذلك الآن، كما قالت "هل أريد أن أكتب؟ هل أريد الذهاب في نزهة؟ هل أريد البقاء في المنزل هل أرغب في السفر حول العالم؟".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي