من “معجزة” دونكيرك إلى كابل.. أشهر أفلام تناولت عمليات الإجلاء العسكرية

2021-08-28

عملية إجلاء دونكيرك هي الأشهر في التاريخ العسكري حتى الآن (مواقع التواصل)

لمياء رأفت

تشهد أفغانستان الآن واحدة من أصعب عمليات الإجلاء التي حدثت في التاريخ على الإطلاق، وذلك في ظل ظروف معقدة للغاية، ومدة زمنية محدودة، وخطر مسلط طوال الوقت، وطبقًا لما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن فلا ضمانة لإتمام العملية دون إراقة دماء.

لكن هذه ليست عملية الإجلاء الأولى التي تصل إلى هذه الدرجة من القسوة، ربما مرت عدة عقود فنسي العالم ماهية شعور الحصار والخروج المستحيل من منطقة خطر، ولكن السينما كوثيقة تاريخية تذكرنا بأهم عمليات الإجلاء العسكري عبر أفلام يشاهدها الملايين حتى اليوم.

دونكيرك

عملية إجلاء دونكيرك هي الأشهر في التاريخ العسكري حتى الآن، ولذلك قُدمت في العديد من الأفلام السينمائية قديمًا وحديثًا، وأهمها فيلم "دونكيرك" (Dunkirk) إخراج كريستوفر نولان الذي صدر في 2017.

قدم كريستوفر نولان رؤية ثلاثية لعمليات الإجلاء العظيمة، وذلك عبر البر والبحر والجو، مع 3 خطوط زمنية مختلفة، لتوضيح كيف ساهمت كل العوامل في الإجلاء الذي وُصِف بالمعجزة.

احتوى الفيلم على الحد الأدنى من الحوار مع التركيز على التصوير والموسيقى، وتم تصويره بكاميرا إيماكس، مع استخدام المؤثرات البصرية لإحداث التأثير الضروري لعملية الإجلاء، وآلاف من الكومبارس، مما جعل مشاهد الفيلم واقعية للغاية.

وحقق العمل إيرادات بلغت 526 مليون دولار، وهو الأعلى إيرادًا بين أفلام الحرب العالمية الثانية، وأثنى عليه النقاد بسبب السيناريو والإخراج والموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية والتصوير بالطبع، واعتبره الكثيرون أفضل أعمال كريستوفر نولان، وحصل على العديد من الترشيحات منها 8 للأوسكار، فاز بـ3 منها، هي أفضل تحرير للصوت، وأفضل مزج للصوت، وأفضل مونتاج.

الأيام الأخيرة في فيتنام

فيلم "الأيام الأخيرة في فيتنام" (Last Days in Vietnam) وثائقي أميركي من إنتاج 2014، كتبه وأنتجه وأخرجه روري كينيدي، وعُرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي، ثم عرض تجاريًا، وترشح لأوسكار أفضل فيلم تسجيلي، بالإضافة إلى العديد من الترشيحات والجوائز الأخرى.

يصور الفيلم فوضى الأسابيع الأخيرة في حرب فيتنام عندما حاصر جيش الشمال الفيتنامي المدنيين في الجنوب، الذين حاولوا الهرب بحياتهم، وواجه جنود الجيش الأميركي والدبلوماسيين مأزقًا أخلاقيًا بسبب أوامر البيت الأبيض بإجلاء المواطنين الأميركيين فقط، بما يسمى بعملية إجلاء سايغون الشهيرة، وكان على هؤلاء الجنود الاختيار ما بين إنقاذ الفيتناميين الأبرياء أو التعرض للعقاب العسكري، وحملت هذه العملية اسم "الرياح المتكررة".

وسجل الفيلم مقابلات مع هنري كيسنجر وريتشارد أرميتاج وفرانك سنيب وستيوارت هيرينغتون وتيري مكنمارا من بين آخرين كثيرين.

إنقاذ لينينغراد

فيلم "إنقاذ لينينغراد" (Saving Leningrad) روسي، معروف كذلك باسم "معركة لينينغراد"، إنتاج 2019، حول "طريق الحياة" (Road of Life) وهو طريق جليدي عبر بحيرة لادوجا إلى لينينغراد، وكان هذا الطريق القاسي للغاية هو الوسيلة الوحيدة المؤدية للمدينة المحاصرة من قبل الجيش الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية.

وعبر هذا الطريق تم جلب الإمدادات اللازمة للحفاظ على الحياة والمقاومة داخل جيب لينينغراد وإجلاء غير المقاتلين والجرحى والمعدات الصناعية، وتم في هذه العملية إجلاء أكثر من 1.3 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وركز الفيلم على ليلتين هما 16 و17 من سبتمبر/أيلول 1941، وعملية التفجير التي قام بها الجيش النازي والتي أدت لقتل ألف شخص، وفي الوقت ذاته قتل 460 شخصًا في بارجة كانت تحمل وقودا وإمدادات عسكرية إلى لينينغراد.

أخرج الفيلم أليكسي كوزلوف، الذي شارك كذلك في كتابة السيناريو، وعرض لأول مرة في الذكرى الـ75 لرفع الحصار عن سانت بطرسبرغ (لينينغراد).

سفينة المعجزات

فيلم "سفينة المعجزات" (Ship of Miracles) تسجيلي من إنتاج 2011، وإخراج آر.ج. مشاتون، وهو يقدم القصة الحقيقية الملهمة لمجموعة من البحارة الأميركيين الذين أنقذوا 14 ألف شخص في رحلة قارب واحدة.

ففي ديسمبر/كانون الأول 1950، كانت قوات قيادة الأمم المتحدة (UNC) تنسحب من شمال شرق كوريا بعد هجوم واسع النطاق من قبل جيش المتطوعين الشعبيين وقوات الجيش الشعبي الكوري. كان على أكثر من 100 ألف جندي من الأمم المتحدة إخلاء مدينة هونغنام على متن 193 سفينة متجهة إلى ميناء بوسان الجنوبي. انتشرت أنباء الإجلاء، وتجمع في الميناء عدد مماثل من المدنيين على أمل الصعود على متن هذه السفن أيضًا.

في 21 ديسمبر/كانون الأول، قرر الكابتن ليونارد لارو تفريغ جميع الأسلحة والإمدادات تقريبًا من سفينته "إس إس ميرديث فيكتوري" (SS Meredith Victory) من أجل إجلاء أكبر عدد ممكن من اللاجئين.

استمر الصعود من بعد ظهر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول حتى صباح اليوم التالي، ورغم من السفينة بنيت لاستيعاب 12 راكبًا فقط، إلى جانب الطاقم والموظفين، تم حشر أكثر من 14 ألف مدني كوري على متنها. غادرت ميريديث فيكتوري بعد وقت قصير من الساعة 11 صباحًا في 23 ديسمبر/كانون الأول إلى بوسان.

عمليات الإجلاء العسكرية بما تحمله من مآس درامية تصلح تمامًا لأن تكون أفلامًا سينمائية مميزة، ولكن لا يمكن نسيان الحقائق وراء الشاشة، وكيف عاش بعض البشر أسوأ أيام حياتهم محاصرين بين المطرقة والسندان حرفيًا.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي