وقاية شبه غائبة ضد كورونا ورسائل سياسية مبطنة.. شيعة العراق يحيون ذكرى مقتل الحسين في كربلاء

2021-08-19

بغداد-وكالات: أحيا مئات الآلاف من الشيعة اليوم ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنهما) بمدينة كربلاء جنوب بغداد، رغم دخول موجة جديدة من جائحة كورونا، ومن جانبهم تبادل السياسيون رسائل مبطنة ولوم بعضهم على حال البلاد في برقيات التعازي التي بعثوها بهذه المناسبة.

وتجمعت أعداد كبيرة من الزوار جاؤوا بغالبيتهم من مناطق مختلفة من العراق ومن إيران والهند ظهر اليوم الخميس لأداء ما يعرف بـ "ركضة طويريج" وهي أبرز وآخر طقوس إحياء هذه الذكرى التي يؤديها الشيعة، من خلال مواكب وشعائر تجري في بلدان عدة، وترتدي رمزية كبرى في كربلاء.

ورغم أن أعداد الزائرين لم تعد كما كانت عليه قبل الجائحة، فقد خرجت المواكب الخاصة بالمناسبة كالعادة في شوارع المدينة.

وحث مسؤولون محليون ورجال دين الزائرين على ضرورة مراعاة الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا، وارتداء الكمامات الطبية والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

وكانت السلطات نبهت مراراً الأسابيع الأخيرة من دخول البلاد في موجة وبائية جديدة، في وقت تعاني المستشفيات من نقص عام في المعدات العلاجية، ويسجل العراق حتى الآن أكثر من مليون و800 ألف إصابة، فضلاً أكثر من 19 ألفا و880 وفاةً. ولا تزال حملة التلقيحات ببدايتها حيث لم يتلق أكثر من 5% من السكان اللقاح حتى الآن.

زوار العتبات يؤدون طقوس ذكرى مقتل الحسين في كربلاء

ورغم توفير إدارة العتبات الدينية في كربلاء ما يحتاج إليه الزائرون من تعقيم وكذلك الكمامات، لكن عددها لا يبدو كافياً أمام العدد الضخم للوافدين.

وقال متحدث باسم إدارة العتبات إن فرقاً جوالة خصصت للمناطق المحيطة بالعتبتين "لتعقيم الأماكن بهدف تقليل المخاطر" لكن "يبقى على كل إنسان أن يحمي نفسه من خلال الإجراءات الوقائية". وذكر أنه يجري قياس حرارة الزائرين قبل دخولهم عند نقاط التفتيش، وتوجد وحدة طبية قرب المراقد الدينية مهمتها العناية بصحة الزائرين المحتاجين.

وفي الطريق إلى مداخل كربلاء، انتشرت نقاط تفتيش عديدة، ومنع الدخول إلى المدينة اعتباراً من مساء الأربعاء، لأسباب أمنية.

شعارات سياسية

وشهدت مراسيم الزيارة اليوم ترديد حشود من الزوار هتافات ضد الفساد والفاسدين أبرزها "ارحل ارحل يا فاسد، هيهات منا الذلة.. لن نرضخ للفاسدين والفساد".

كما تبادل سياسيون عراقيون عبر حساباتهم على مواقع التواصل رسائل مبطنة يتهمون بها بعضهم بالتقصير والتسبب بما آلت إليه الأوضاع في البلاد، في حين طالب آخرون بالتسامح وتغيير أوضاع البلاد والاقتداء بعزيمة وأهداف الحسين.

ودعا رئيس البلاد برهم صالح، في كلمة بهذه المناسبة، إلى الاحتكام إلى الشعب وتحقيق إرادته لتأمين الحياة الحرة الكريمة عبر الانتخابات العامة البرلمانية المقبلة.

من جهته قال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي "على طريق الحسين وأولاده وأصحابه تتأسس القيم العالية، قيم التسامح والمروءة والتضحية والإنصاف، وبناء دولة العدل والمساواة لا يستقيم إلا بهذه القيم"

وفي رسالة مباشرة لما يعرف بقوى اللادولة، كتب عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة ورئيس تيار الحكمة على حسابه في تويتر "في العاشر من محرم الحرام عانقت السماء روحا بذلت من أجل المشروع ومجابهة اللادولة ومظاهر الفوضى والفساد كل غال ونفيس، فاستحقت أن تحلق إلى عليين وتتربع نبراسا وضاء في ضمير الأجيال".

وقال عمار الجبر محافظ صلاح الدين عبر حسابه على تويتر "عاشوراء الحسين، طريق للإصلاح والإعمار والمضي بمسيرة الحق، لرفض الظلم والاستبداد والدكتاتورية وسلب الحريات والحقوق، إنها درس للجميع بأن المبادئ لا تتجزأ والطريق واحد".

كما دعا أمين عام حزب المشروع الوطني العراقي، جمال الضاري إلى "إجراء إصلاحات حقيقية تقضي على الفساد وتحاسب قتلة المتظاهرين ونؤكد ضرورة الحوار الوطني لوضع خارطة طريق جديدة تعيد للعراقيين وطنهم عبر عملية سياسية بعيدة عن التأثيرات الخارجية".

من جانبه، دعا رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، إلى جعل واقعة عاشوراء حافزا لمحو فكر وثقافة العنف والتطرف ونبذ الخلافات، وإلهاما لتوطيد أواصر المحبة ومبادئ التسامح والتعايش بين أطياف الشعب العراقي، لإرساء الاستقرار والسلام في العراق.

ويشهد العراق صراعا وتنافسا سياسيا محتدما، مع قرب موعد إجراء الانتخابات النيابية يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في وقت دعت فيه أطراف سياسية إلى تأجيلها لضمان مشاركة قوى سياسية مقاطعة، أبرزها التيار الصدري، الأمر الذي سبب تفاقم الانقسام السياسي بسبب إصرار قوى سياسية على إجراء الانتخابات في موعدها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي