
كابول-وكالات: خرجت عدة مظاهرات، الخميس 19أغسطس2021، في العاصمة الأفغانية كابل بمشاركة نسائية، في ذكرى استقلال البلاد عن بريطانيا.
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن عددا من الناس لقوا حتفهم اليوم في مدينة أسد آباد شرقي أفغانستان بعدما أطلق مقاتلو طالبان النار على أشخاص يلوحون بالعلم الوطني في مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال وذلك بعد يوم من مقتل 3 في احتجاج مماثل بمدينة جلال آباد.
ووفق مقاطع فيديو بثها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، رفع المشاركون في مظاهرات كابل التي تقدمتها مجموعة من النساء، أعلام أفغانستان ورددوا شعارات "علمنا هويتنا" فيما كان يتواجد مسلحو طالبان في الأماكن التي سارت فيها المظاهرات.
أما في أسد آباد، فقال الشاهد لرويترز إنه لم يتضح إن كان القتلى في المدينة، عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، سقطوا بسبب إطلاق النار من قبل عناصر طالبان أم التدافع الذي أعقبه.
At least two killed in Asadabad after Talibani opened fire at a crowd celebrating independence day following a stabbing attempt, witnesses tell @AJEnglish. #Afghanishtan pic.twitter.com/a99ohIOMLZ
— Imran Solanki (@imransolanki313) August 19, 2021
وأضاف "خرج المئات إلى الشارع. كنت خائفا في البداية ولم أرغب في الخروج، لكن عندما شاهدت أحد جيراني ينضم (إلى المسيرة) خرجت ومعي العلم الذي كان بالمنزل". وتابع "قُتل وأصيب عدة أشخاص في التدافع وإطلاق النار من جانب طالبان"، فيما لم يتسن لرويترز الوصول إلى متحدث باسم طالبان للتعقيب.
ويرى البعض أن الاحتجاجات التي يشارك فيها أشخاص يلوحون بالعلم الأفغاني، بعد تمزيق رايات طالبان البيضاء في بعض الأحيان، هي أول اختبار حقيقي لطالبان وتعاملها مع الأصوات المعارضة بعد تقدمهما المذهل في أنحاء البلاد وسيطرتها على العاصمة كابل يوم الأحد الماضي.
احتجاجات متفرقة
وذكرت وسائل إعلام أن مدينة جلال آباد في شرق البلاد وأحد أحياء إقليم باكتيا شهدا احتجاجات، لكن لم ترد تقارير عن أحداث عنف.
وتحتفل أفغانستان بعيد الاستقلال عن بريطانيا عام 1919 في 19 أغسطس/آب من كل عام.
وقال شهود ووسائل إعلام إن مقاتلي طالبان أطلقوا النار أمس الأربعاء على محتجين يلوحون بالعلم الوطني في جلال آباد مما أسفر عن مقتل ثلاثة.
كما نشرت وسائل إعلام مشاهد مماثلة في أسد آباد وخوست الواقعة في شرق البلاد أيضا أمس الأربعاء، بينما مزق المحتجون في بعض الأنحاء راية طالبان البيضاء.
وعبر أمر الله صالح النائب الأول للرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات. وكتب على تويتر "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
وصرح صالح يوم الثلاثاء بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد في أعقاب سيطرة طالبان على العاصمة كابل.
دعوة لقتال طالبان
في سياق متصل، أعلن أحمد مسعود ابن القيادي الأفغاني الشهير الراحل، أحمد شاه مسعود (اغتيل عام 2001)، في مقال رأي نشره بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، انطلاق ما وصفه بـ"مقاومة المجاهدين" ضد سيطرة طالبان على أفغانستان.
وقال أحمد مسعود "أكتب اليوم من وادي بنجشير(شمال شرق)، وأنا على استعداد لاتباع خطى والدي، مع المجاهدين المقاتلين المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى. لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي".
وأضاف "لدينا أيضا الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال الـ 72 ساعة الماضية لندائي للانضمام إلى المقاومة في بنجشير. كما لدينا جنود من الجيش النظامي الأفغاني الذين اشمأزوا من استسلام قادتهم وهم يشقون طريقهم الآن إلى تلال بنجشير بمعداتهم. كما انضم أعضاء سابقون في القوات الخاصة الأفغانية إلى نضالنا"، وفق المقال ذاته.
وفي نهاية المقال طلب نجل شاه مسعود بشكل صريح دعما غربيا لما أسماها "المقاومة الوطنية"، وقال نعلم أن قواتنا العسكرية لن تكون كافية وسوف يتم استنفادها بسرعة ما لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لتزويدنا بالدعم دون تأخير.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم إن ما سماها المقاومة ضد حركة طالبان تتركز في وادي بنجشير، حيث توجد قوات تابعة لأمر الله صالح نائب الرئيس أشرف غني، ونجل القائد الراحل أحمد شاه مسعود.
وأضاف أن طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية، داعيا إلى إجراء محادثات من أجل تشكيل حكومة تمثل الأفغان.