صحيفة اسرائيلية: تزايد نفوذ حماس في الضفة قد يمهد الطريق لاستلامها السلطة فيها

2021-07-31

قال كاتب إسرائيلي إن الفلسطينيين في الضفة الغربية سئموا من فساد أبو مازن القديم، مما يجعل النظام السياسي الفلسطيني الداخلي يعيش أجواء من الاضطرابات، خاصة عقب تداعيات إلغاء الانتخابات الفلسطينية، ومعرفة دوافع أبو مازن لاتخاذ قراره في اللحظات الأخيرة، فضلا عن زيادة تكلفة المعيشة تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف دانيئيل سيريوتي في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن استمرار هذا الوضع في الضفة الغربية قد يمهد الطريق أمام حماس لاستلام السلطة فيها، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية في على "طبق من فضة"، مما سيزيد من مخاوف إسرائيل من هذا الخيار، ويدفعها للبحث بجدية من فرضية استيلاء حماس على الحكم في السلطة الفلسطينية".

وأشار إلى أنه "منذ أكثر من 15 عامًا، يقمع أبو مازن بقبضة من حديد أي محاولة لتشكيل معارضة في مؤسسات السلطة الفلسطينية، وقد بدأ بمحمد دحلان الذي اضطر للفرار من الضفة الغربية، وعاش في الإمارات العربية المتحدة لسنوات، ويتمتع بتمويل سخي من راعيه في أبو ظبي، وفي الوقت ذاته يستغل صداقته الباردة مع مصر السيسي لمحاولة العودة لمؤسسات القيادة الفلسطينية".

وأكد أنه "إذا كان هناك من يفكر في محاولة تحدي هذا الزعيم المسن، فقد أثبت أبو مازن أنه حصان حرب سياسي متمرس ومخضرم، بدليل أنه عندما أدرك أن مروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل يكتسب شعبية في الشارع الفلسطيني، وينظم مراكز السيطرة والقوة في حركة فتح ومنظمة التحرير، استطاع خلال مؤتمر فتح الأخير تفكيك جميع مراكز قوة البرغوثي فيها، والقضاء عليها بشكل فعال".

وأشار إلى أن "الفلسطينيين يرون ويشعرون بالفساد المستشري في كل ركن من أركان السلطة الفلسطينية ومؤسساتها العامة، لأن أي شخص أنهى دراسته الجامعية بنجاح، ويبحث عن وظيفة، سيواجه ظاهرة المحسوبية الفوضوية المنتشرة في كل مكان في النظام العام الفلسطيني، والغريب أنه يُنظر إليها بأنها مشروعة ومبررة".

وأوضح أن "كبار المسؤولين في تل أبيب والقاهرة وعمان، لديهم مخاوف من أن يؤدي استيلاء حماس على السلطة لتقوية جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ومصر، ولذلك أدت مخاوفهم هذه إلى أن يتوافد كبار مسؤوليهم الأمنيين لرئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ومكتب أبو مازن في رام الله للمعرفة كيفية إقصاء حماس عن الضفة الغربية".

وأضاف أنه "رغم تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس في الضفة الغربية منذ عملية السور الواقي، وعدم سماح القوات الفلسطينية لنشطاء الحركة في الضفة الغربية برفع رؤوسهم، لكن من الواضح أن المزيد والمزيد من النشطاء الشباب ينضمون إليها، وهي تعمل باستمرار من أجل إعادة بناء قوتها العسكرية في الضفة الغربية، وهو أمر مقلق للأوساط الإسرائيلية والإقليمية المجاورة".

وأكد أنه "بجانب الخوف الوجودي للسلطة الفلسطينية من أن تستولي حماس على مؤسساتها في الضفة الغربية بوسائل تبدو مشروعة على ما يبدو، فقد تحصل الحركة على إنجاز سياسي جديد في الضفة الغربية، مما قد يدفع بعض الدول لمنحها الاعتراف والشرعية الدولية، وبالتالي فسنكون أمام "بروفة ترويجي" لليوم التالي لرحيل أبو مازن، الذي يشهد بين حين وآخر تدهورا في حالته الصحية".

وختم بالقول إن "ما قد يشجع حماس على مزيد من تحقيق الإنجازات السياسية أن الرسالة التي نقلتها للجمهور الفلسطيني مفادها أنه بينما تتآمر فتح فيما بينها، وتتشاجر، وتنقسم إلى أجزاء متحاربة، فإن حماس تهتم بالقانون والنظام في الضفة الغربية، مثلما هو الحال في قطاع غزة، وهذا مصدر القلق الكبير لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لأن ذلك يعني أن يقع فلسطينيو الضفة الغربية بسهولة في "فخ العسل" الخاص بحماس".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي