نيويورك تايمز: السلطات التركية أرتنا لاجئين رمى بهم اليونان في أوضاع مزرية بعرض البحر

2021-07-19

"شاهدنا لاجئين طردهم خفر السواحل اليوناني بينهم أطفال ومسنون يرتجفون من البرد والخوف في قوارب متهالكة ظلوا بها لساعات قبل أن يصل إليهم خفر السواحل التركي".

ذكرت ذلك مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية في إسطنبول كارلوتا غال في تقرير لها بالصحيفة، قالت فيه إن المسؤولين الأتراك -بعد استمرارهم طوال أكثر من عام في التقاط الأشخاص الذين يقولون إن اليونان طردتهم بشكل غير قانوني- دعوا الصحفيين لمشاهدة عمليات إنقاذ المطرودين بشكل مباشر.

صادروا كل ما يحملون

وأوردت غال في تقريرها أن هؤلاء اللاجئين كانوا قبل ساعات فقط يستريحون في غابة بجزيرة لسبوس اليونانية عندما قبض عليهم ضباط الشرطة اليونانية وصادروا وثائقهم وأموالهم وهواتفهم المحمولة ونقلوهم إلى البحر.

ونقلت المراسلة عن أشرف صالح (21 عاما) قوله "ركلونا جميعا بأقدامهم، حتى الأطفال والنساء والرجال والجميع. لم يقولوا أي شيء، لقد تركونا فقط. لم يكونوا إنسانيين على الإطلاق".

ووصف مسؤولو خفر السواحل التركي ذلك بأنه حالة واضحة نادرا ما يشاهدها الصحفيون لعمليات الطرد غير القانونية التي أصبحت الآن -كما تنقل المراسلة- سمة منتظمة "للعبة القط والفأر الخطيرة بين البلدين" على آلاف المهاجرين الذين يركبون البحر للعبور من تركيا إلى الجزر اليونانية في طريقهم إلى أوروبا.

وأشارت إلى أنه ومنذ انهيار اتفاق متبادل العام الماضي (2020)؛ دخلت تركيا واليونان في خلاف حول كيفية التعامل مع التدفق المستمر للمهاجرين على طول أحد أكثر الطرق استخداما منذ صعود حركة اللجوء في عام 2015.

طرد قسري

وقالت إن تركيا غضت الطرف لأكثر من عام عن المهاجرين، مما سمح لهم بعبور البحر إلى اليونان التي لجأت إلى طردهم قسرا وتعطيل قواربهم وإعادتهم إلى تركيا عندما يُحاصرون في البحر.

وشجبت منظمات اللاجئين والمسؤولين الأوروبيين تكتيك ما يسمى بردود الفعل، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي والقيم الأوروبية الأساسية. وتنفي الحكومة اليونانية أنها ردت أي مهاجرين، بينما تصر على حقها في حماية حدودها.

وقال وزير الهجرة واللجوء في اليونان، نوتيس ميتاراشي -الأسبوع الماضي- "لقد تم التحقيق في العديد من الحالات، بما في ذلك من قبل الاتحاد الأوروبي، ولم تجد التقارير أي دليل على أي خرق لـ"الحقوق الأساسية".

دون نتيجة

وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين في تركيا فيليب لوكلير إن مكتبه قدم أدلة -بما في ذلك روايات عن العنف والانفصال الأسري- إلى أمين المظالم اليوناني، طالبا بالتحقيق في الحالات، دون نتيجة.

وأوضح لوكلير أن البلدين في مأزق، حيث تطالب تركيا اليونان بإنهاء عمليات الإعادة أولا، وتطالب اليونان تركيا أولا بإعادة 1400 مهاجر رُفضت طلبات لجوئهم.

وقال مسؤولون أتراك -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنه لم يؤذن لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام- إن الهدف من سماحهم للصحفيين للوقوف على وضع هؤلاء اللاجئين هو جذب انتباه العالم إلى العبء الذي تتحمله تركيا في استضافة حوالي 4 ملايين طالب لجوء من حروب دول أخرى، بينهم أكثر من 3.6 ملايين سوري، إلى جانب 400 ألف شخص آخر من أفغانستان وآسيا والشرق الأوسط، وأضاف أن تركيا "أكبر مجتمع للاجئين في العالم، وقد سيطرت على ضواحي إسطنبول بأكملها والعاصمة أنقرة".

مخاطر قاتلة

وقال الملازم أول سعدون أوزدمير قائد مجموعة بحر إيجة الشمالية في خفر السواحل التركي -بعد أن أنقذ طاقمه 20 من اللاجئين الأفغان- إن السفن التجارية وكذلك سفن البحرية وخفر السواحل تمر عبر شمال بحر إيجة ويمكن أن تصطدم بسهولة بالقوارب الصغيرة والقوارب التي لا تحتوي على أضواء أو وسائل ملاحة.

وأكد تومي أولسن -الذي يدير منظمة "تقرير إيجة للقوارب" وهي منظمة نرويجية غير ربحية تتعقب وصول المهاجرين إلى الجزر اليونانية من خلال الصور والبيانات الإلكترونية- أن مجموعة اللاجئين الذين شاهدهم الصحفيون كانوا في جزيرة لسبوس في ذلك اليوم.

وكشفت المقابلات مع المهاجرين -الذين أنقذهم خفر السواحل التركي في عدة حوادث على مدار 4 ليال- عن حجم الانتهاكات اليونانية واليأس المتزايد للاجئين.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي