الدراما العربية تقتفي مسار طارق بن زياد في فتحه للأندلس

2021-07-14

مسلسل يضمّ أكثر من 250 ممثلا وممثلة

بيروت – بتكلفة إجمالية بلغت مليون دينار كويتي (3.3 مليون دولار أميركي)، انتهى المنتج والمخرج الكويتي محمد سامي العنزي من تصوير أحداث مسلسله التاريخي الملحمي “فتح الأندلس” بين مدينتي بيروت اللبنانية وماردين التركية.

ويتناول المسلسل شخصية البطل العربي طارق بن زياد، قائد الجيش الإسلامي أثناء خروجه من بلاد المغرب أثناء ولاية موسى بن نصير لفتح الأندلس والصعوبات والمعوقات التي واجهته لتحقيق حلمه.

وتدور أحداث العمل ضمن فترة التحضير لعبور البحر من أجل فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد من الفترة التاريخية الواقعة بين 89 هجريا وحتى 96 هجريا/ 709 ميلاديا وحتى 715 ميلاديا، ويتألّف المسلسل من 30 حلقة ويضمّ أكثر من 250 ممثلا وممثلة من جميع البلدان العربية.

ومن المتوقع عرض المسلسل على الشاشات الكويتية وقناة “أم.بي.سي” في الموسم الشتوي القادم، وهو من إنتاج شركة “المها” للإنتاج الفني.

وكتب المسلسل ستة كتاب عرب وهم الكويتي مدين الرشيدي والسوريين صالح السلتي وإبراهيم كوكي ومحمد اليساري، والمصرييْن أبوالمكارم محمد وصابر محمد، وهو من بطولة الممثل السوري سهيل جباعي الذي يجسّد شخصية البطل العربي طارق بن زياد، والمغربي هشام بهلول في شخصية شداد صديق طارق بن زياد وذراعه اليمنى وقائد جيوشه، واللبناني رفيق علي أحمد الذي يجسّد شخصية موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم في شخصية أبوبصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني محمود خليلي في شخصية جوليان حاكم سبتة، والفلسطيني السوري تيسير إدريس الذي يجسّد شخصية لوذريق حاكم طليطلة والكويتي محمد العجيمي الذي يجسّد شخصية أحد قادة الغوط المنافقين.

ملحمة تاريخية

ويجسّد الفنان السوري محمد ناصيف شخصية بكر أحد القادة المهمين في جيش طارق بن زياد، وعن دوره يقول “بكر والعديد من الشخصيات الأخرى سترافق القائد طارق بن زياد في رحلته إلى الشمال من أفريقيا، حتى مضيق جبل طارق، وفي تلك المرحلة يكلف القائد بكر بمهمة تناط له، فيغيب فترة طويلة من الزمن يعتقد فيها بن زياد ورفاقه بأنه لن يعود كون مصيره أصبح مجهولا، وبذلك يتميّز بكر بحكاية مستقلة لا تلبث أن تظهر في المسلسل بعودته من جديد مشكّلا كتيبة مقاتلة تقف جنبا إلى جنب مع بن زياد، لينخرطوا مع كتيبته في معركة قائمة داخل مدينة الأندلس مساهمين بانتصارات محقّقة على أرض المعركة”.

ويواصل ناصيف “تتوالى أحداث المسلسل ويكشف بكر بعد ذلك سبب اختفائه وغيابه لفترة طويلة من الزمن في قالب حكائي درامي مشوّق، ترتبط فيه الأحداث وتتوالى في تراتب زمني تاريخي توضّح وتضيء على سيرة وفتوحات قائد فذّ عرف بمقولته الشهيرة “البحر من ورائكم والعدو من أمامكم”.

أما الفنان تيسير إدريس فقال عن دوره “أجسّد في العمل شخصية الملك لوذريق الذي هُزم أمام هجمات المسلمين، وهي شخصية مركّبة ومعقّدة”، مؤكّدا أن الشخصية مثّلت عنده أحد أصعب الأدوار التي جسّدها في مشواره الفني، على اعتبار أن لوذريق كان القائد العنصري الذي لا يحب لا العرب ولا المسلمين، وكان لزاما عليه إبراز كل هذا الكره والازدراء للعرب عبر الكاميرا.

وبدورها كشفت النجمة السورية جيني إسبر أنها ستجسّد في العمل شخصية الملكة إيولنا زوجة الملك لوذريق حاكم مدينة سبتة، قائلة “سنطلع المُشاهد العربي من خلال هذا العمل الملحمي كيف جرت المعارك في الأندلس وشدة المقاومة من قبل الإسبان لمواجهة القائد العربي طارق بن زياد لمنعه من دخول سبتة”.

ومنذ الإعداد الأولي للمسلسل ومن ثمة تصويره الذي امتد زهاء عام، أثارت فكرة العمل جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب العربي، حيث قوبل العمل بهجوم شديد بسبب تجاهل المسلسل للأصول الجزائرية للقائد العربي طارق بن زياد.

 المسلسل يتناول رحلة القائد العسكري طارق بن زياد

وأكّد المؤرّخ الجزائري محمد الأمين بلغيث أن المصادر الأولية التي تتحدّث عن الفتوحات الإسلامية حول فتح بلاد المغرب العربي تُجمع كلها على أن الرجل هو طارق بن زياد بن عبدالله، ونسبته إلى قبيلة لواتة الضاربة في كل ليبيا حتى الآن، موضحا أن الثابت عن الرجل أنه أسلم في فترة مبكّرة، ما يعني أن والده وجدّه يحملان ألقابا عربية، وهو ما يتضّح من اسمه واسم أبيه وجدّه.

وعلى الجانب الآخر قال المؤرخ المغربي محمد عبدالوهاب رفيقي إن الجدل المثار حول هوية طارق بن زياد في العمل الدرامي يتضمّن الكثير من المزايدات والتعصّب، فهو شخصية في التاريخ الإسلامي ليست بقدر كاف من الوضوح من حيث هويتها أو أصولها، موضحا أن هناك اختلافا في القبيلة التي ينتسب إليها طارق بن زياد، وما إذا كانت هي قبيلة نفزة الموجودة في طرابلس أم المغرب الأقصى؟

ويقول موضّحا “معلوم أن أصول طارق بن زياد من الخلاف المشهور بين المؤرخين، وعليه فإن ادعاء أيّ طرف في نسبته إليه به نوع من المزايدة، بينما الأهم ليس هوية الشخص، إنما المفترض تسليط الضوء على ما قدّمه من أعمال وإنجازات وتقييمها موضوعيا، بعيدا عن العصبيات الزائدة”.

أما المؤرّخ السوري محمد مرعي فيقول إن القائد العسكري طارق بن زياد “يرجّح بأنه جزائري أمازيغي لم يكن يتقن العربية”.

في المقابل يوضّح محمد عفيفي أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة أن الفترة التي عاش فيها طارق بن زياد لم تكن تعرف الحدود السياسية بين الدول التي نعرفها اليوم، ولا يمكن الجزم بانتمائه لدولة ما دون غيرها، إلاّ أنه قائد إسلامي في العموم وأصوله بربرية.

ورغم الجدل القائم حول أصول القائد العسكري طارق بن زياد تمنى منتج “فتح الأندلس” ومخرجه محمد سامي العنزي أن ينال العمل إعجاب الجميع، خصوصا بعد أن تمّت مراجعة النص كاملا وما يحمله بين طياته من وقائع تاريخية من قبل الجهات المختصة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي