"على صفيح ساخن".. يحصد المراتب الأولى في نسب المشاهدة محليا وعربيا
2021-07-09
دمشق – كرّم غاليري “مصطفى علي” بالتعاون مع مؤسسة “ع سيار” في العاصمة السورية دمشق أسرة مسلسل “على صفيح ساخن” عبر أمسية حوارية تناولت فكرة العمل ومضمونه، وذلك بحضور كل من مخرجه سيف الدين سبيعي وكاتبه علي وجيه وبعض أبطاله في حوار مباشر مع الجمهور الذي ثمّن فكرته وجرأته في طرح مواضيع مسكوت عنها لم تتطرّق إليها الدراما السورية من قبل.
وخلال اللقاء أكّد مخرج العمل سبيعي أن أهم ما ميّز المسلسل وساعد على نجاحه اعتماده على القالب الجماعي، فكل من شاركوا فيه أبطال حقيقيون، ولكل بطل قصته وتاريخه وهواجسه. وبيّن أن النجوم تنازلوا عن أجورهم للمشاركة في العمل، ولم يتم التعامل مع المسلسل على أساس تحقيق البطولة والحصول على الأجر الأكبر.
وكشف سبيعي عن تحضيرات تجري في الكواليس حاليا للعمل على جزء ثان من المسلسل، مردفا أن المسلسل كتب منذ بدايته ليكون في جزأين، إلاّ أن الأمر موكول هنا لشركة “غولدن لاين” المنتجة للعمل.
وفي وقت سابق أصدرت الشركة المنتجة للعمل بيانا كتبت فيه “إن جميع الأخبار المتداولة عن وجود جزء ثان من ‘على صفيح ساخن’ مجرد تكهنات إعلامية أو رغبات جماهيرية”. وأشارت إلى أن قرار إصدار جزء ثان لم يحسم بعد.
وفي ما يتعلق بشارة المسلسل قال سبيعي “لم ألجأ إلى الشارة المغناة، لأنها باتت تجارة يسوّق عبرها العمل، وأنا أفضّل في أعمالي القادمة اختصار وقت الشارة ليصل إلى 15 ثانية فقط”.
وبيّن المؤلف الموسيقي رضوان نصري أن كل نص درامي يحمل نوتات موسيقية خفية ضمن مفرداته وأحداثه، وهي التي تساعد المؤلف الموسيقي على التقاطها لتحويلها إلى عمل موسيقي، مؤكّدا أن خيار طاقم العمل كان عدم تقديم أغنية في شارة البداية.
وقال علي وجيه الذي كتب نص العمل بالشراكة مع الفنان يامن الحجلي “الهدف الأساسي لنا ككاتبين هو القرب من الناس ونقل همومهم ويومياتهم بأمانة مع تحقيق المتعة للجمهور في الوقت ذاته، وإيصال مقولتنا حتى يخرج بالشكل النهائي الذي يقدّم على الشاشة”.
وأضاف “أردنا من خلال المسلسل أن نسلّط الضوء على عالم مهمّش ومنسي، فكلنا نرى جامعي القمامة من حولنا، لكننا لم نغص أبدا في عالمهم السري وكيف يعيشون حياتهم القاسية”، مردفا “الرقابة كانت متعاونة جدا، على الرغم من حساسية الفكرة التي يطرحها العمل”.
ولفت الفنان محمد قنوع، الذي لعب دور شخصية “أبوكفاح” في العمل، إلى أن فكرته مأخوذة من الواقع وأبطاله موجودون في الحياة ويمكن رؤيتهم في كل يوم، وأن الكاتبيْن رسما الشخصيات بشكل قريب جدا من الواقع، وجاء عمل المخرج والممثلين ليكملوا هذا العمل بشكله النهائي، فكان قريبا من الجمهور الذي أحبّهم وتعاطف معهم.
أما الفنان جمال قبش فأوضح أن عنوان العمل مأخوذ من فيلم أميركي واقعي هو “قطة على صفيح ساخن” وأيضا الحكاية لها علاقة بـ”أوبرا القروش الثلاثة” لبريخت التي غاصت في قاع المدينة لتعرية حقيقة المجتمع. وهذا ما اعتمد عليه المسلسل في تقديم قصص أناس يعيشون على هامش الحياة، مبيّنا أن الكاتبين غاصا من خلال نصهما في حياة أناس بعيدين عن الأضواء، لذلك أحب الجمهور العمل بما يحمله من هموم وتفاصيل واقعية، وهذا دور الدراما في تسليط الضوء على قضايا حقيقية ومصيرية.
ورأى الفنان عبدالرحمن قويدر أن النص كان مكتوبا بشكل احترافي وجاء عمل المخرج ليضيف الكثير من التفاصيل حتى خرج بشكله النهائي، مشيرا إلى أنه أضاف إلى شخصية “الخفاش” التي قدّمها بعض التفاصيل.
وعن الصعوبات التي واجهته خلال تصوير العمل قال قويدر “شخصية الخفاش تعتبر من الشخصيات المركبة، فهي دائما متواجدة بمكبات القمامة بالإضافة إلى ظروف الجو غير المساعدة أبدا”، وعن أصعب مشهد أداه في العمل أكّد أنه كان مشهد الحفرة.
وتحدّث الفنان الشاب سليمان رزق عن تجربته في المسلسل مُعربا عن سعادته بالنجاح الذي حقّقه العمل وشخصيته فيه (النباش رواد)، وقال إنه تلقى نصائح كثيرة أثناء مرحلة التصوير يعتبر أن أهمها نصيحة والدته الفنانة أمانة والي “لا تخبئ مشاعرك وأطلق لها العنان”.
وبدورها قالت الفنانة الشابة آنا السيد إن “شخصية دارين التي قدّمتها شدّت الجمهور إليها ورسخت في أذهان المتابعين، رغم أن حجم الدور كان صغيرا، ولكنه مع الحالة المختلفة والجديدة في العمل شكلا عامل جذب للجمهور”.
وحصد مسلسل “على صفيح ساخن” المراتب الأولى في نسب المشاهدة على المستويين المحلي والعربي، وهو يتتبّع جانبا من حياة المهمشين أو المنسيين في ذاكرة المدن الكبرى التي تعيش فيها شرائح اجتماعية مختلفة غير متجانسة، على رأسها يأتي جامعو القمامة، أولئك الذين يشاهدهم الجميع يوميا، لكنهم لا يفكّرون لحظة بأنهم يشكّلون شريحة كبيرة لها طباعها وعلاقاتها؛ فالنابشون في القمامة ورافعوها شريحة تقاسم غيرها من المهن المنسية عوالم حياة غريبة وقاسية.
والعمل من تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين سبيعي، ومن بطولة سلوم حداد وباسم ياخور وأمل بوشوشة وعبدالمنعم عمايري ويامن الحجلي ونظلي الرواس وميلاد يوسف ويزن خليل وسليم صبري وعلياء سعيد وعبدالفتاح المزين وجنى العبود وعدنان أبوالشامات، وغيرهم.
