خيبة أمل لليمين المتطرّف في فرنسا: انتخابات دون المتوقّع

2021-06-28

يعاني حزب ماكرون (الجمهوريّة إلى الأمام) من ضعف التمثيل المحلّي

وكالات - شكّلت نتائج الدورة الثانية لانتخابات المناطق في فرنسا صدمة لأحزاب اليمين، وعلى رأسها حزب الرئيس إيمانويل ماكرون. وبلغت نسبة المشاركة مقاربة للدورة الأولى، 27.89%، أي بزيادة نقطة عن الدورة الأولى (26.72%)، وبتراجع كبير عن انتخابات المناطق في كانون الأول 2015 (50.54%) والبلديات في آذار 2015 (41.92%)، بحسب بيانات وزارة الداخلية.

وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن اليمين المتطرف في فرنسا مُني بالهزيمة على يد اليمين التقليدي في ساحتين انتخابيتين رئيسيتين، في ضربة لطموحات زعيمته مارين لوبان بالوصول إلى سدة الرئاسة.

وكان يُنظر إلى منطقة بروفانس ألب كوت دازور بجنوب شرق البلاد على أنها أفضل فرصة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف لدعم مزاعم لوبان بأنها مؤهّلة لتولّي السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «إيفوب» حصول اليمين المتطرف على 44.2% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات في بروفانس ألب كوت دازور مقابل 55.8% لتيار المحافظين.

وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة «أوبينيون واي» أن اليمين المتطرف حصل على 45% من الأصوات مقابل 55% لمنافسيه.

من جهة أخرى، وفي معركة انتخابية رئيسية بمنطقة «أوت دو فرانس» الشمالية، أظهرت استطلاعات الرأي أن بطاقة يمين الوسط برئاسة المحافظ أوكزافييه برتران، وهو مرشح آخر للانتخابات الرئاسية لعام 2022، تتّجه لتحقيق فوز مريح على اليمين المتطرف.

وإذا صحت التوقعات، فإنها ستثير تساؤلات حول مدى نجاح استراتيجية لوبان في تلطيف صورة حزبها المناهض للهجرة والمشكك في منطقة اليورو، من أجل محاولة كسب أصوات الناخبين من تيار اليمين التقليدي.

ومع ذلك، يرى محلّلون أن الفشل الواضح للوبان وحزبها في الفوز باثنين من معاقل اليمين المتطرف ينبغي ألا يتم إسقاطه على الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وتعتبر أسباب امتناع المواطنين عديدة، أبرزها ملل الفرنسيين من السياسة، واستفادتهم من تخفيف تدابير الحجر الصحي في عطلة نهاية أسبوع صيفية.

ورأت جيسيكا سينتي المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة أفينيون: «نشهد اكتمال الانفصال بين الناخبين والطبقة السياسية. وفي ظل الأوضاع الصحية الراهنة، كان هناك القليل من النشاطات في الخارج، ما أدى إلى تعقيد التواصل مع جزء من الجمهور».

وعلى الرغم من مشاركة عدد من الوزراء في الحملة الانتخابية، لم تحقق قوائم عديدة نسبة الـ 10% اللازمة لخوض الدورة الثانية.

وقالت سينتي إن «حزب ماكرون (الجمهورية إلى الأمام)، يعاني ضعف التمثيل المحلي، لكن ذلك لم يمنعه من الفوز عام 2017 في الانتخابات الرئاسية والتشريعية».

لكن الحزب نفسه أقرّ بأن الدورة الثانية من الانتخابات المحلية التي لم يفز فيها بأيّ منطقة تشكّل «خيبة أمل للغالبية الرئاسية»، وفق رئيسه ستانيسلاس غيريني.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي