بسبب عدم الاستقرار.. تقرير: انتخابات مبتورة في إثيوبيا الممزقة

2021-06-21

أديس أبابا-وكالات: يصوّت الإثيوبيون، الاثنين 21يونيو2021، في انتخابات تشريعية طال انتظارها، لكن لا يمكن إجراء هذا الاقتراع في العديد من الدوائر بسبب عدم الاستقرار، خاصة في إقليم تيغراي.

هذا ما بدأ به الكاتب بصحيفة لوتان (Le Temps) السويسرية سيمون بتيت تقريرا اعتمد في جزء منه على شهادة ميكيون بيرهي أحد المنفيين من إقليم تيغراي، إذ يقول "أصبح بإمكاني الآن التواصل هاتفيا مع أقاربي في الإقليم، لكن الخط كثيرا ما ينقطع، ولا أحد يمكنه التحدث عن السياسة، فالخوف هو سيد الموقف".

ويضيف هذا المهاجر، وهو متعاون سابق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويعيش اليوم في سويسرا، إن والدته وإخوته وأخواته يقيمون اليوم في ميكيلي عاصمة تيغراي.

ويصف بيرهي الوضع الآن في ميكيلي بأنه أكثر أمانًا، لكن القتال مستمر خارج المدينة مع السلطات المحلية التي أسقطتها الحكومة المركزية.

ولا يمكن والحالة هذه، كما يقول الكاتب، إجراء انتخابات تشريعية طال انتظارها في تيغراي بعد أن تم تأجيلها في السابق عدة مرات.

ووفقا للكاتب فإن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي وصل للسلطة في 2018 بفضل ترتيب بين الأحزاب السياسية في الائتلاف السابق، يأمل أخيرا أن يحصل على الشرعية من خلال الانتخابات.

ورغم أن تيغراي، كما يقول الكاتب، هو المنطقة الوحيدة التي ستستبعد كليا من العملية الانتخابية، فإن 20% على الأقل من الدوائر الانتخابية لن تتمكن من التصويت اليوم الاثنين بسبب الاضطرابات المتزايدة في العديد من المناطق. ويشير إلى أن إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، هي في الواقع عبارة عن فسيفساء من 80 شعبا وذات تماسك هش.

ورغم تلك الحقيقة، فإن وصول آبي أحمد إلى السلطة قد أثار آمالا هائلة، حسب الكاتب، إذ بدأ هذا القائد الشاب بإطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين. ثم أعاد العلاقات مع إريتريا المجاورة، وهو ما نال بموجبه جائزة نوبل للسلام، لكن السجون امتلأت من جديد بالمعارضين، وبدأ آبي أحمد يعيد إحياء ردود الفعل الاستبدادية القديمة في البلاد.

والواقع، حسب الكاتب، أنه لا يوجد سوى القليل جدًا من التعاطف مع سكان تيغراي، الذين يُنظر إليهم على أنهم ظلوا مدة طويلة مستبدين بحكم البلاد، وهو ما يرى المهاجر بيرهي أنه غير منصف، إذ لا ينبغي أن ننسى -حسب قوله- أن الحكومة السابقة هي التي حققت التنمية الاقتصادية لإثيوبيا، إذ وجدتها معروفة بمجاعاتها المتكررة فتركتها معروفة بنموها المكون من رقمين.

وينقل الكاتب عن الأستاذ بجامعة جنيف المختص في الشؤون الإثيوبية باولس أصفهة قوله "بالنظر إلى حجم الفظائع المزعومة، سيتطلب الأمر أكثر من تقارير منظمات غير حكومية لتحقيق المصالحة، والواقع أن الفجوة تتسع أكثر فأكثر بين تيغراي والحكومة الإثيوبية، ولا يتوقع أن تؤدي انتخابات يوم الاثنين التي سيكون إقليم تيغراي مجرد متفرج عليها إلى سد تلك الفجوة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي