قالت صحيفة Daily Mail البريطانية في تقرير نشرته الأربعاء 16 يونيو/حزيران 2021، إن جو بايدن وفلاديمير بوتين التقيا وجهاً لوجه في جنيف لأول مرة كزعيمين، من أجل إجراء محادثات حاسمة، بالتزامن مع محاولة الثنائي إيجاد أرضية مشتركة للعلاقات الأمريكية-الروسية المتوترة منذ سنوات.
في حين راقب خبير لغة الجسد السيد روبين كيرمود القمة من كثب، مع التدقيق في كل نظرة وإيماءة؛ ليستشف ما يمكن أن يخبر به عن اثنين من أقوى زعماء العالم.
التحية باليدين
قال الخبير روبين كيرمود إن ظهور بوتين وبايدن يتصافحان باليد على أعتاب فيلا "لا غرانج" في جنيف، بينما يلتقيان وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ أن صار بايدن رئيساً، يعني أنهما معقَّما اليدين وقد اتفقا مسبقاً على المصافحة التقليدية باليد، ما يكشف عن قوة متساوية في كلتا اليدين.
كذلك قال إن القوة هنا في إبهام بايدن عكس ما توحي به تعابير وجهه مفرطة النشاط، فهو يحاول جاهداً أن يُبدي علامات الترحيب. بينما كانت لبوتين اليد العليا هنا بفضل الثقة المنبعثة من ذقنه المنخفضة ونظرته الكلاسيكية إلى عدسات الكاميرات.
من المثير للاهتمام أن جميع المساعدين مِن حولهم كانوا يرتدون أقنعة الوجه، عكس الزعيمين. وتُشير المصافحة الكاملة باليد إلى الحوار المنفتح والنوايا الصادقة. إذ إن ارتداء أقنعة الوجه والمصافحة بالكوع لا ينُمّان عن الود إطلاقاً.
أما بخصوص الجزء المتعلق بتوجه بايدن وبوتين إلى الردهة لبضع دقائق، قبل دخول المكتبة التي ستشهد عقد المحادثات، فيشير خبير لغة الجسد إلى أن ذلك يوحي بأن هناك رائحة كريهة في الغرفة.
إذ تُشير وجوه البوكر، وزوايا الشفاه المقلوبة، وتوتر الفك، والنظرات الثابتة إلى رجلين يحاولان الخروج من موقفٍ بغيض بأفضل صورة.
الابتسامة أمام الكاميرات
أما بخصوص ابتسامة بايدن وبوتين أمام الكاميرات، فيقول خبير لغة الجسد إن ذلك يكشف أن التوترات بدأت تخف قليلاً مع استهلال العمل. لكن يبدو أن كلاً منهما قد قرر بالفعل كيف سيلعب اليوم. إذ ما يزال بايدن مستقيماً ورسمياً أكثر، كأنه "رئيس اتحاد الطلاب" في المدرسة، حسبما قال خبير لغة الجسد.
بينما يلعب بوتين دوراً عدائياً سلبياً ومتعالياً بعض الشيء، عن طريق الانحناء للخلف وكأنه غارق في الكرسي، كما أن يديه ما تزالان نشطتين للغاية، مما يشير إلى شخصٍ مستعد للتحرك إذا لزم الأمر، كأنه "الفتى المتنمر" في المدرسة.
أما حين توقف بايدن وبوتين والرئيس السويسري غي بارميلين لالتقاط صورةٍ مشتركة على عتبات "فيلا لا غرانج"، فيشير الخبير إلى أن ذلك يعني أن الثلاثة ظهروا كما لو كانوا متكلفين للغاية. إذ يقف بايدن كأنه على وشك لعب ركلة جزاء؛ لتغطية جواهر التاج الأمريكية. في حين بدت أيدي بارميلين أكثر استسلاماً.
بينما يبدو بوتين كأن مدير المدرسة قد أمسك به للتو وليس أمامه مفر للهروب من العقاب، لذا فهو مرغمٌ على المرور بهذا الموقف رغم أنّه يُزعجه.
تبادل الحديث بين الرئيسين
في حين قال خبير لغة الجسد بخصوص المشهد الذي تبادل فيه بايدن الحديث مع بوتين في ردهة فيلا "لا غرانج"، قبل دخولهما إلى المكتبة، إنه من الصعب الحكم على صورةٍ ثابتة دون النظر إلى السياق الكامل. لكنّ عينَي كلٍّ منهما ليستا مفتوحتين، مما يشير إلى موقف دفاعي للغاية.
مع ذلك فهما قريبان جسدياً من بعضهما البعض. وهو التقارب الذي قد يبدو غير طبيعي أو مريح لغالبية الناس، لكنهما يبدوان مرتاحين فيه. وقد أبقى بوتين ذقنه منخفضة كالعادة، كأنَّ رفع رأسه سيجعله يبدو أقصر وأكثر خضوعاً.