قياديون في طالبان يؤكدون رغبة الحركة في السيطرة الكاملة على أفغانستان

2021-06-16

نقلت وكالة «فرانس برس» الفرنسية عن قياديين في حركة طالبان عزمهم في السيطرة الكاملة على البلاد في ظل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، بينما باتت الحركة تسيطر على حوالي 30 منطقة منذ بدء عملية الانسحاب في مطلع أيار/مايو.

وفي ظل تراجع خطوط الإمداد، واجهت القوات الأفغانية ضغطاً متزايداً من قبل مقاتلي طالبان في الأسابيع الأخيرة، ما أجبر قادة البلاد العسكريين للقيام بعمليات انسحاب استراتيجية من عدة مناطق ريفية.

وقال القيادي لطالبان في ولاية غزنة التي يجتاحها العنف الملّا مصباح: «يعتقد الأمريكيون المتعجرفون بأنه بإمكانهم مسح طالبان من على وجه الأرض». وتابع: «لكن طالبان هزمت الأمريكيين وحلفاءهم وإن شاء الله، ستتم إقامة نظام إسلامي في أفغانستان الآن بما أنهم سيغادرون».

وخلال الأسابيع الأخيرة، سيطرت طالبان على منطقتين في غزنة، الولاية الاستراتيجية التي تضم الطريق السريع الرابط بين العاصمة ومعقل طالبان سابقاً – قندهار (جنوب). وبات عناصر الحركة متواجدين اليوم في كل ولاية تقريباً، بينما يحاصرون عدداً من المدن الرئيسية الكبرى، وهي استراتيجية استخدمها المتمرّدون في منتصف تسعينيات القرن الماضي عندما سيطروا على معظم مناطق أفغانستان إلى أن أطاح بهم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

 

وأفاد مصباح الذي يعرّف عن نفسه على أنه مسؤول من طالبان يتولى الصحة العامة في غزنة: «عندما يغادر الأمريكيون فلن يتمكنوا (القوات الحكومية) من الصمود حتى لخمسة أيام». وقال: «عندما يمنى الأسياد بالهزيمة، لا يعود بمقدور العبيد محاربة الإمارة الإسلامية».

وأثارت المكاسب العسكرية التي حققتها طالبان تكهّنات بأنها تستعد لشن هجوم واسع النطاق على المدن الأفغانية فور مغادرة الأمريكيين وحلفائهم الدوليين. وتصر كابول بدورها على أنها قادرة على صد طالبان، منوّهة إلى عدم امتلاك الحركة الأسلحة الثقيلة وانكشافها على الضربات الجوية التي تنفّذها القوات الأفغانية. لكن الحركة واثقة من قدرتها على النجاح فور انسحاب الجنود الأمريكيين بشكل كامل قبيل مهلة أيلول/سبتمبر التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويؤكد قيادي طالبان في منطقة قره باغ القريبة قاري حفيظ الله حمدان: «تعلمون كما يعلم الجميع بأن الأمريكيين وحلفاءهم في حلف شمال الأطلسي وإدارة كابول هزموا بنسبة مئة في المئة». ورغم الحديث عن انتصار عسكري سريع، شدد ناطق باسم طالبان على أن القرارات المرتبطة بالمسار المستقبلي للحرب تعود في نهاية المطاف إلى قيادة الحركة. وقال: «من الطبيعي بأن يرغب القادة العسكريون باستخدام القوة». وتابع: «لكن القرارات تُتّخذ في أعلى الهرم.. لذا فسيتم تطبيق أي قرارات تصدر عن مجلس القيادة وسيتبعها القياديون» المحليون.

وفي هذا السياق، اعتبر المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، في حديث مع قناة «الجزيرة» القطرية، إن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان يجب أن يسبقه اتفاق بين الحكومة وطالبان، واعتبر أنه لا يمكن حل الصراع عسكرياً.

إلى ذلك، قال النائب عن ولاية فلوريدا، مايك والتز، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إن «هناك احتمالات كبيرة بأن نضطر للعودة (إلى أفغانستان) وأن يعود تنظيم «القاعدة» في أعقاب تقدم طالبان، وأن يهاجموا الولايات المتحدة». فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، إن العنف في أفغانستان ما يزال مرتفعاً، مؤكداً أن بلاده ترغب في رؤية تراجعه. وشدد على أن الحل السياسي يمثل أفضل طريقة لإنهاء الحـرب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي