تقرير: مرتزقة سوريون وروس ارتكبوا جرائم حرب في إفريقيا الوسطى

2021-06-16

واشنطن-وكالات: أوضح تقرير استقصائي لشبكة "سي إن إن" بالتعاون من منظمة "ذا سنتري" غير الحكومية أن مجموعات من المرتزقة الروس والسوريين قد اقترقوا "جرائم حرب" بحق المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى.

ونقلت الشبكة عن مصادر خاصة بها أن مجموعة من مرتزقة "فاغنر" الروسية بالمشاركة مع قوات حكومية قد هاجمت بدعم من مروحية قتالية واحدة على الأقل مسجدا في مدينة مباباري في وسط البلاد مما أدى إلى مقتل نحو 20 شخصا من المدنيين كان قد فروا إليه هربا من المعارك والقصف.

وبحسب المصادر فإن أولئك المرتزقة كان يزعمون أنهم يطادرون عناصر من جماعة "سيلكيا" المتمردة تحصنوا في المسجد، ولكن إحدى الناجيات من المجزرة وتدعى فطومة (اسم مستعار) أكدت أن جميع من كان في المكان هم من الأبرياء، مضيفة: "لم يتم العثور على عنصر واحد من سيليكا في المسجد.. لقد قتلوا المدنيين فقط. لم نر حتى جثة متمرد، لقد قتلوا أطفالنا".

وأشارت "سي إن إن" في تقريرها الحصري إلى أن "المجزرة" التي وقعت في مسجد التقوى تعد واحدة من عشرات الحوادث التي شاركت فيها المرتزقة الروس، وأشارت إلى أنه مقاتلين سوريين شاركوا فيها كذلك.

ونقلت الشبكة عن أحد خبراء الأمم المتحدة، دون الكشف عن هويته، قوله إن الانتهاكات التي ارتكبتها المرتزقة ترقى إلى "جرائم حرب".

وأضاف: "هناك أدلة مقلقة على فظائع ضد حقوق الإنسان ارتكبها المرتزقة الروس في جمهورية إفريقيا الوسطى".

وكان تقرير أعدته قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى، والمعروفة باسم "مينوسكا" قد أشار في وقت سابق إلى احتمال وقوع جرائم حربا مباري "ارتكبتها القوات المسلحة الكونغولية والقوات الحكومية مع المرتزقة الروس والعناصر التي يعتقدون أنها سورية".

ولفت التقرير إلى حدوث "عمليات إعدام بحق المدنيين وغيرهم من أفراد جماعات مسلحة لم يشاركوا في أعمال قتالية".

وذكرت مصادر "سي إن إن" أن عددا غير معروف من المرتزقة السوريين الذين كانوا يقاتلون لصالح "فاغنر" كان جرى قد جرى إحضارهم بالفعل من ليبيا عقب انتهاء القتال هناك.

وقالت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالمرتزقة في تقريرها عن الحادث الذي وقع في بامباري إن المرتزقة الروس متهمون "باستخدام القوة المفرطة وقصف المواقع المحمية مثل المساجد ومعسكرات للنازحين".

وانزلقت جمهورية إفريقيا الوسطى إلى الفوضى في مارس 2013 عندما أطاح مسلحو تحالف جماعة"سيليكا" وأغلب عناصرها من المسلمين بالرئيس فرانسوا بوزيزي الذي تناصره مليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية والمدعومة فرنسيا.

وفي 9 ديسمبر من العام 2013 أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع قوات من الاتحاد الإفريقي الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من 7 آلاف من مقاتلي جماعية سيليكا، ووضعهم في ثكنات مختلفة بالعاصمة بانغي، مما أغضب الأقلية المسلمة باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئًا من الحماية في مواجهة المليشيات الأخرى.

وانهارت مراراً محاولات التوصل لسلام دائم في وقت تسيطر جماعات مسلحة على معظم أجزاء البلاد.

وفي فبراير 2019، وقعت حكومة أفريقيا الوسطى اتفاقية مع مجموعات مسلحة تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، وفيها تلتزم بدمج بعض المقاتلين في وحدات الجيش الجديدة وقادتها في السلطة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي