مكاسبه مثلت خسائر لإسرائيل.. هآرتس: هدف نتنياهو كان البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة

2021-06-14

نتنياهو

دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو السياسة يحمل 4 أهداف رئيسية هي: منع قيام دولة فلسطينية أو إعادة أي أراض محتلة، منع إيران من حيازة أسلحة نووية، تحويل إسرائيل إلى دولة رأسمالية، سحق المؤسسة القديمة عبر ما سماه "استبدال النخب".

هذا ما بدأ به آلوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس Haaretz مقالا علق فيه على تركة نتنياهو، مؤكدا أن أهم شرط لهذا الأخير لتحقيق تلك الأهداف كان البقاء بالسلطة أطول فترة ممكنة.

فنتنياهو، وفقا للكاتب، برع في صفتين: سرعة الإدراك والتركيز على الهدف، لكنه لم يقدم رؤية موحدة شاملة أو أفكارًا عظيمة تستحق أن تبقى في الوعي العام الإسرائيلي بعد رحيله، بل قد كان ولا يزال شخصًا يقتصر على مهمة معينة ويهمل بقية المهام، كما ظهر العام الماضي في أزمة فيروس كورونا واستيراد اللقاحات، وفقا للكاتب.

أما والحالة هذه فما الذي حققه نتنياهو من أهدافه وما مدى أهمية ذلك؟ يقول المدير الناشر لهآرتس إنه من وجهة نظر نتنياهو، النتيجة متوازنة بشكل واضح لصالحه.

فمنذ عودته إلى السلطة، في ديسمبر/كانون الأول 2005، لم تتنازل إسرائيل عن ملليمتر واحد من الأرض للفلسطينيين أو لسوريا، وأصبحت الدولة الفلسطينية خارج جدول الأعمال، في الوقت الذي وقعت فيه 4 دول عربية معاهدات سلام مع إسرائيل، ولم تتمكن إيران من امتلاك قنبلة ذرية، في حين حسّنت إسرائيل بشكل كبير قدراتها الإستراتيجية وغدت الرأسمالية التيار الرئيسي فيها مع تزايد قائمة المليارديرات المحليين كل عام، ولم تُهزم النخبة القديمة لكنها أُضعِفت.

فنتنياهو حقق إذن، من وجهة نظره، أهدافه، وبقي في السلطة لفترة أطول من أي من أسلافه وفي السنوات الأخيرة من حكمه، وكان بقوة ومكانة خاصة، معتمدا على دعم صديقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي كان سقوطه نبأ سيئا لنتنياهو.

ولكن، هل كانت الإنجازات التي يرى أنه حققها جيدة لإسرائيل أيضًا؟ سؤال طرحه الكاتب في هآرتس ليرد بالقول: إن نتنياهو أدار الصراع مع الفلسطينيين بتكلفة زهيدة لإسرائيل، وبأعداد أقل من جنازات الجنود وضحايا "الإرهاب" من سابقيه.

لكنه كان يخشى الإخلال بالوضع الراهن، ولم يستغل قوته السياسية الفريدة لتهدئة الصراع والسعي إلى تسوية مع الفلسطينيين، وقد نقل المشكلة وهي على وشك الانفجار إلى خلفائه، وتلك فرصة كبيرة ضائعة، إذ لا يوجد قادة إسرائيليون آخرون بحجمه يمكنهم دفع الجمهور لقبول اتفاقيات السلام التي من شأنها أن تتضمن التخلي عن الأراضي والمستوطنات، على حد تعبير الكاتب.

كما التزم نتنياهو بالوضع الراهن على الجبهة الداخلية، حسب الكاتب، الذي يلفت إلى أن إسرائيل شهدت، العقد الماضي، صعود القوة الديموغرافية والسياسية للمجتمعات العربية واليهودية الحريدية مما أثر على السياسة والاقتصاد كما لم يؤثر أي شيء آخر.

ويرى الكاتب أن نتنياهو يفهم الأرقام، ويعرف أنه، بدون إشراك الأقليات في الاقتصاد، فلن تكون إسرائيل قادرة على النمو وقد تنهار في الجيل القادم. لكنه يلفت إلى أنه بدلاً من استغلال مكانته العامة لتشجيع التغيير في هذه المجتمعات، تجنب الصراع لصالح شراء الهدوء من خلال تحالف سياسي مع الحريديم وزيادة التمويل للمجتمعات العربية، وهو ما اعتبره الكاتب أيضًا فرصة ضائعة لا تقدر.

وختم المقال بأن نتنياهو، طوال حياته المهنية، كان يخاطب دائما قاعدته الدينية اليمينية، ولم يحاول إقناع ناخبي اليسار والوسط بالتصويت لليكود، وتلك إستراتيجية ظلت في مصلحته لسنوات، حتى ظهر تمرد من اليمين وأسقط ما يكفي من لبنات الجدار لينهدم المبنى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي