أوبزيرفر: بايدان مصمم على إقناع الحلفاء والأعداء في هذه الرحلة أن "أمريكا عادت"

2021-06-06

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

أشار مراسل صحيفة “أوبزيرفر” في واشنطن ديفيد سميث إلى مسار السياسة الخارجية الأمريكية بمرحلة ما بعد دونالد ترامب.

وتحدث عن أول زيارة خارجية للرئيس جوزيف بايدن إلى أوروبا التي ستبدأ يوم الأربعاء، مشيرا إلى أن بايدن سيغادر الولايات المتحدة يوم الأربعاء للاجتماع مع قادة مجموعة الدول السبع وسيحدد السياسة الأمريكية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي ستستضيف بلاده قمة هذا العام ثم لقائه لاحقا مع قادة دول الناتو ومقابلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة وبعد ذلك السفر إلى جنيف ومقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال سميث إن بايدن مصمم على إقناع الحلفاء والأعداء في هذه الرحلة أن “أمريكا عادت”. وبعدما حدد رؤيته للقرن الـ21 أنها كفاح بين الديمقراطية والاستبداد فسيقابل في الرحلة حلفاء وزعماء أقوياء.

وأضاف أن بايدن له خبرة طويلة في السياسة الخارجية وأكثر من رئيس أمريكي سبقه لكنه يدخل الساحة التي تتصاعد فيها قوة الصين وخلف ترامب لدى الحلفاء والأعداء سؤالا حول إمكانية الثقة بالولايات المتحدة.

وقال السفير البريطاني السابق في واشنطن سير بيتر ويستماكوت: “ما كان بايدن وفريقه يسمع من الدول التي كانوا يحاولون إقناعها هو: كيف يمكننا الثقة بما تقوله أمريكا”. و”انظروا إلى ما حدث للاتفاقية التي وقعت مع إيران، مزقها الرئيس التالي”. و”ماذا سيحدث لو كان هناك بعد 4 أعوام في البيت الأبيض، ترامب آخر أو نسخة أخرى منه في البيت الأبيض؟ فما الداعي للوصول إلى اتفاق معكم في هذه المرحلة ولا يستحق الورق الذي طبع عليه؟ وأعتقد أنهم يعون الضرر الذي حدث لسمعة بريطانيا كحليف يوثق به”.

ويرى سميث أن بايدن بعد عمل لا يتوقف على الساحة المحلية ومنذ توليه السلطة قبل 4 أشهر ونصف سيحاول التعويض عما خسره على الساحة الدولية.

وفي الوقت الذي قرر فيه ترامب زيارة السعودية كأول محطة له في رحلته الخارجية إلا أن خليفته قرر زيارة بريطانيا وبلجيكا وسويسرا مرسلا رسائله الخاصة. وسيقابل بايدن جونسون في 10 حزيران/يونيو مؤكدا على “العلاقة الخاصة القوية والدائمة” بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وستكون المقابلة الشخصية الأولى لهما ولن تخلو من الإرباك، ففي عام 2019 وصل بايدن جونسون بأنه “نسخة أخرى عن ترامب”. ولاحظ ويسماكوت في كتابه “يقولون عنها دبلوماسية” إن بايدن لم ير في البريكسيت فكرة جيدة. كما لم يرض عن بعض التعليقات التي أطلقها جونسون عن زملائه الديمقراطيين ولم يتقبل الرسالة الواضحة من أنهم سيكونون سعداء جدا مع ترامب في البيت الأبيض لمدة 4 أعوام أخرى.

سلمان وترامب

وستشمل أجندة الرحلة التعامل مع فيروس كورونا ومبادرة ضريبة الشركات الدولية والتغيرات المناخية التي ستكون موضوع مؤتمر في غلاسكو بتشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ونظرا لفخره بجذوره الأيرلندية فقد أكد على أهمية أن تكون اتفاقية التجارة الأمريكية- البريطانية مرتبطة باحترام اتفاقية الجمعة السعيدة في شمال أيرلندا.

وفي قمة الدول السبع التي ستعقد في الفترة ما بين 11- 13 في مدينة كورنويل ستناقش أزمة المناخ والوباء والتضامن مع القيم المشتركة بين الديمقراطيات. ويرى ليون بانيتا، مدير سي آي إيه السابق، أن القمة قد تكون فرصة لتعزيز دور القيادة الأمريكية. وقال “لا شك أن الثقة بالولايات المتحدة تأثرت من الطريقة التي تعامل فيها ترامب مع تحالفاتنا”. ويجب على بايدن إصلاح الضرر، واعترف بانيتا أن بايدن “يستطيع ولكنه يتعامل مع حلفاء يتساءلون إن كانت هذه مرحلة عابرة في السياسة الخارجية الأمريكية أم أنها مرحلة دائمة”. ويقول إن قادة العالم قضوا أربعة أعوام يبحثون عن طرق لتطبيق “نظرية الرجل المجنون” (المرتبطة أصلا بحقبة ريتشارد نيكسون) حيث حاول البعض إرضاء ذاته المتضخمة وتجنبه بعضهم، ولا شك أنهم جميعا تنفسوا الصعداء بعد رحيل ترامب.

وبعد مقابلته لملكة بريطانيا في قلعة ويندسور سيشارك بايدن في قمة حلف الناتو ويجتمع مع الرئيس التركي أردوغان وبعد أسابيع من اعترافه بإبادة الأرمن وهو أمر وصفه الرئيس بـ “الجرح العميق”. وفي نهاية رحلته سيلتقي مع بوتين وسط توتر في العلاقات واستهداف بايدن لروسيا التي حذرها بأن الزمن قد ولى لغض الولايات المتحدة نظرها على عدوانها. ووصف في بايدن في آذار/مارس بوتين بالقاتل.

ولن يكون اللقاء عبارة عن لفتة تقارب بين الرئيسين كلقاء ترامب وبوتين في هلسنكي عام 2018. وتذكر مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون أن اللقاء كان وجها لوجه مع المترجمين، واتسم بحديث بوتين معظم الوقت، وتطرقه إلى سوريا وعدم تعليق ترامب، وكان هذا أمرا جيدا، فكلما صمت كلما قلت المخاطر. ويرى بولتون أن لقاء بايدن- بوتين سابق لأوانه “فأنت تلتقي عندما تكون لديك استراتيجية للتعامل مع روسيا ولا أعتقد أن لديه واحدة”. وأضاف أنه مندهش من قلة التماسك في استراتيجية بايدن من روسيا رغم خبرته الطويلة في السياسة الخارجية كعضو في مجلس الشيوخ ونائب للرئيس. وعبر آخرون عن حيرتهم من لقاء الرئيسين، وقالت ألينا بولياكوفا، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز السياسات والتحليلات الأوروبي “أنا محتارة من سبب عقد هذه القمة في المقام الأول، وعادة وفي الظروف الدبلوماسية العادية، فالقمة هي آخر مرحلة من المفاوضات ومناسبة للإعلان أو البدء في اتفاق شامل”.

وفي ضوء العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا فمن الصعب رؤية أي نوع من التعاون بين البلدين. والسؤال: ما هو هدف القمة؟ ولماذا اقترحها الرئيس بايدن؟ ولكن الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط من أجل مواجهة الهجمات الإلكترونية الروسية وعصابات الفدية الإلكترونية وانتهاكات حقوق الإنسان والاستفزازات في أوكرانيا والتدخل في الديمقراطيات الغربية والتلاعب في سوق الطاقة، بالإضافة لاتفاقية تخفيض التسلح والملفين الإيراني والكوري الشمالي. وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق في روسيا وحضر آخر اجتماع بين بايدن وبوتين إنه “من السهل الحديث عن مناقشة موضوعات صعبة لكن الأصعب هو عملها، وبخاصة مع بوتين، فهو رجل شائك ويجيد لعبة المماحكة. ولو طرح الرئيس موضوع المعارض أليكسي نافالني فعليه أن يجهز نفسه لرد من بوتين حول مصير الناشطين الذين هاجموا الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير. ويرى ماكفول الذي يعمل بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا إن زيارة بايدن مهمة لأنه تحدث عبر منظور الديمقراطية ضد الاستبداد، وهو أمر لم يعمله ترامب ولا حتى أوباما.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي