مهرجان كابريوليه: شهقة في بلد يغرق بالمصائب

2021-06-06

تحمل الدورة اسم الكاتبة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي

بعدما شهدت صُوَر الدمار الذي خلّفه انفجار مرفأ بيروت، استضاف درج مار نقولا في منطقة الجميزة، في لبنان، "مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة"، في دورته الـ13 التي انطلقت يوم الجمعة الماضي وتختتم الليلة، على أن يتواصل اليوم عرض الأفلام القصيرة وعددها 56، من أصل نحو 3000 عمل سينمائي، تقدّم للمشاركة في دورة هذا العام.

في دورته الثالثة عشرة، أقيم "مهرجان كابريوليه" في إطار مختلف تماماً عن كلّ السنوات السابقة. فدرج الجميزة، الذي يعكس تاريخ وحضارة هذه المنطقة، ما زال يحمل ندوب التفجير الدموي، الذي هزّ لبنان والعالم، في الرابع من آب/ أغسطس 2020. إنّها دورة "وجود"، وإثبات للفن والسينما وللمبدعين.

في هذا الإطار، يشرح مؤسّس ومنظِّم المهرجان، إبراهيم سماحة، سبب اختيار عنوان "وجود" شعاراً لدورة هذه السنة، قائلاً، إنّ "هذه الدورة أشبه بالمشي على الجمر، مع شعور مترافق بالحماسة المطلقة. قلوبنا ما زالت تحترق على مدينتنا. لكنّ حماستنا إزاء الفنّ، وشغفنا المطلق به، لا يمكن إطفاؤهما".

 واعتبر هذه السنة "استثنائية، وسط الدمار". نجمة المهرجان، هذا العام، هي الكاتبة والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، التي تحمل هذه الدورة اسمها.

لبكي شاركت في إعلانٍ دعائي خاص بالمهرجان، يُظهر وجهها تحت الماء، وهي تجهد في التنفّس، في إشارة مباشرة إلى حالة الاختناق التي يشعر بها اللبنانيون بعد الانفجار، وفي ظلّ الأزمات المتلاحقة في البلد.

لكنّ بطلة الشريط تتفوّق على هذا الغرق الرمزي، وتلتقط أنفاسها، لتوجّه رسالة مؤثّرة، تناقلها كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أنّ الفنّ قادرٌ على ملء الأمكنة كلّها، حتى تلك التي يسكنها الوجع، وأنّ الفنانين باقون في البلد رغم كلّ شيء.

ويُشارك في دورة هذه السنة 56 فيلماً، من بلدان عدة: لبنان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والهند والمكسيك ومصر والبحرين والإمارات. ورغم أهميتها، لم تأخذ الأفلام القصيرة حقّها في لبنان.

يقول سماحة: "الفيلم القصير مُهمّ جداً، يُركّز على موضوع واحد، على عكس الأفلام الطويلة، ويوصل رسالته بنحوٍ سريع ومباشر إلى المُشاهد، بحسب رؤية الكاتب والمخرج لنهاية الفيلم، إلّا أنّ موضوعه واحد ومركّز".

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي