
باريس - نشرت مجلة فرنسية محسوبة على تيار اليمين المتطرف رسما يظهر إحدى نائبات الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) من ذوي البشرة السمراء وحول عنقها سلاسل كالعبيد، ما أثار موجة من مشاعر الغضب والاستنكار في فرنسا، خصوصا في هذه الفترة التي تشهد احتجاجات مناهضة للعنصرية في العديد من الدول.
وعلقت النائبة دانييل أوبونو على الرسم الذي نشر في مجلة “فالور أكتويل”، عبر تغريدة على تويتر قائلة “ما زال بإمكانك كتابة كلمات عنصرية بحق عضو برلمان فرنسي أسود ورسمه باعتباره عبدا. اليمين المتطرف – بغيض وغبي وقاس”. وأضافت أن الصورة إهانة لها ولعائلتها وجذورها.
وذكرت مصادر في قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل بالنائبة أوبونو ليعرب عن دعمه لها.
من جانبه، نشر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس تغريدة، السبت قائلا إن تشبيه المجلة للنائبة دانييل أوبونو بالعبيد هو عمل يستحق “الإدانة بشكل لا لبس فيه”، معربا عن دعم الحكومة الكامل للنائبة.
وتوالت التعليقات من مسؤولين وسياسيين فرنسيين لدعم أوبونو، ونشر رئيس الجمعية الوطنية، ريتشارد فيران، تغريدة يعرب فيها عن مساندته للنائبة أوبونو في مكافحة العنصرية وإظهار الاحترام الواجب لجميع الممثلين المنتخبين للجمهورية.
بدورها، قالت وزيرة الدولة لشؤون المساواة، إليزابيث مورينو، “أنا لا أشارك أفكار دانييل أوبونو، لكنني أقدم لها اليوم كل دعمي”.
ومن جانبها، نفت المجلة وجود أي نوايا عنصرية لديها، لكنها قالت في بيان إنها تفهمت كيفية تعرض النائبة أوبونو “للأذى الشخصي” من هذا الرسم. وذكرت المجلة في بيانها “نأسف لذلك، ونقدم اعتذارنا للنائبة”.
وقال نائب رئيس التحرير، تاجدوال دينيس، لقناة “بي.أف.أم” بأن الصورة لم تكن بغرض جرح أوبونو، نافيا في الوقت عينه أن تكون خدعة لجذب الانتباه. لكنه أضاف “ما يؤسفني هو أننا دائمًا ما نتهم بالعنصرية وبأننا غير أسوياء سياسيًا”.
يذكر أن فرنسا شهدت عدة احتجاجات في يونيو ويوليو الماضيين ضد أي تمييز عنصري في البلاد ووحشية الشرطة المستوحاة من حركة “حياة السود مهمة”.
وتعهد ماكرون بالقضاء على العنصرية. لكنه أصر أيضًا على أن فرنسا لن تزيل تماثيل الشخصيات المرتبطة بالعهد الاستعماري أو تجارة الرقيق، كما حدث في دول أخرى.