تشكل إهانة لمن يدعمها.. واشنطن بوست: ماكرون يحتفل بواحد من أبغض منتهكي حقوق الإنسان

2021-05-08

الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون

في عالم ما بعد "حياة السود مهمة" و"مي تو" حيث يجب التركيز على تخليد ذكرى ضحايا الاستبداد وأولئك الذين وقفوا في وجهه، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاحتفال بواحد من أبغض منتهكي حقوق الإنسان، الأمر الذي يشكل إهانة لأي شخص يدعم هذه الحقوق اليوم.

جاء ذلك في مقال للكاتبة الفرنسية بصحيفة واشنطن بوست الأميركية (Washington Post) رقية ديالو حول قرار الحكومة الفرنسية تكريم "الطاغية" نابليون بونابرت هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لوفاته.

وأوضحت أنه رغم طغيان بونابرت وقتله الملايين من سكان أفريقيا وجزر الكاريبي، لا يزال يحظى بالاحترام في فرنسا كشخصية بارزة، ويقول عنه ماكرون في خطابه قبل أن يضع إكليلا من الزهور على قبره إنه "جزء منا".

وقالت إن فرنسا تحتفل هذا العام بمرور 20 عاما على قانون توبيرا، الذي أقر بأن تجارة الرقيق والرق تشكل جرائم ضد الإنسانية، لافتة الانتباه إلى أن نابليون مرتبط بشدة بهذه الجرائم، "فقد أعاد العبودية في عام 1802 بعد إلغائها في عام 1794 وجعل فرنسا الدولة الأولى والوحيدة التي استعادتها".

وأشارت ديالو إلى أن ماكرون قال إن هذ القرار الفظيع "خطأ، خيانة لروح التنوير"، لتقول "لكن العبودية لم تكن فكرة نظرية قرر نابليون معارضتها. فقد كان خادما للاقتصادات الغربية، ولم يكن بطلا، بل قاتلا جماعيا قمع بوحشية التحديات لحكمه".

وأضافت أن ما أشاد به ماكرون اليوم باعتباره "عبقرية عسكرية" لنابليون يشكل إبادة جماعية مخزية.

كذلك لفتت الكاتبة الانتباه إلى أن نابليون قال في 1799 "أنا مع البيض لأنني أبيض، وليس لدي سبب آخر وهو سبب جيد. كيف يمكننا منح الحرية للأفارقة، رجال ليس لديهم أي حضارة؟ كما أنه لم يحظر الزواج بين السود والبيض فحسب، بل حظر أيضا دخول "أي أسود أو ملوّن" إلى البر الرئيسي لفرنسا.

وبالإضافة إلى الاستبعاد الواضح للسود، وضع نابليون قانونا أدى لانتهاك حقوق المرأة المتزوجة، بجعلها غير قادرة على الدراسة أو السفر أو التوقيع على عقد. فقد أعطى الأزواج الحق في التحكم في مراسلات زوجاتهم، والأسوأ من ذلك، الإساءة إليهن واغتصابهن دون عواقب قانونية.

كما نظم نابليون انقلابا على مُثل الثورة الفرنسية، ووضع حكمه أوروبا على النار وتحت السيف.

وقالت لم يكن على ماكرون الاحتفال بنابليون، لكن مع بدء حملة إعادة انتخابه، من مصلحته دفع رواية أنه "المرشح البونابارتي"، والتي بدأت خلال حملته الأولى في عام 2017.

لذلك، عندما يقول "حياة نابليون تمنحنا طعم الممكن" ربما كان يفكر أيضا في نفسه "المرشح الشاب المجهول الذي لم يره أحد قادما"، وعندما قال ماكرون "نحن نحب نابليون"، فإنه يمحو عن قصد حقيقة أن نابليون كان محاربا وعنصريا ومضطهدا كارها للنساء.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي