برناديت حديب: الدراما اللبنانية تحتاج إلى التكامل في العمل

2021-05-03

الممثلة برناديت حديب

بيروت - هدى الأسير

لفتت الممثلة برناديت حديب الجمهور اللبناني والعربي بأدائها اللهجة العراقية باحترافية في تجسيدها شخصية «سندس» في مسلسل «راحوا»، الذي يُعرض عبر شاشة «أم تي في»، عن المسلسل ودخوله الطارئ على خارطة الأعمال الرمضانية، وماتحتاج إليه الدراما اللبنانية، وأشياء أخرى كان لنا لقاء معها الحوار التالي.

كيف تمكنتِ من أداء دور «سندس» بهذه الحرفية؟

- الدور كان مكتوباً باللهجة اللبنانية، ولكن عندما قرأته شعرتُ أنه من الأنسب أن تكون الشخصية عراقية الأصل، لذا اجتمعت بالكاتبة كلوديا مرشيليان وشاركتها الفكرة فرحّبت بها، وتواصلت حينها مع أصدقائي العراقيين واتّصلت بصديقي المزيّن سيمون صادق فساعدني على تعلّم اللكنة، كما أنه جسّد دور زوجي في العمل، ولضيق الوقت، استعنت بالسيدة حسنات الصدر فعقدنا جلسات لإعادة كتابة بعض المشاهد في النص وتحويلها من اللهجة اللبنانية إلى العراقية، وتطلّب الموضوع جهداً كثيفاً ووقتاً طويلاً لتقديم الدور بهذا المستوى.

 وكيف جمعت بين اللهجتين أحياناً كثيرة؟.

- «سندس» تعيش في لبنان منذ سنوات وعمدنا إلى تبسيط بعض العبارات كي نتمكّن من الوصول إلى المشاهدين اللبنانيين. كذلك، أديتُ الشخصية من دون مرافقة مدقّق لغوي في موقع التصوير، فتبعت حدسي في بعض الأحيان. لقد وجّهت من خلال «سندس» تحيّة إلى أهل العراق الذين أكنّ لهم كل احترام ومودّة وأتمنى أن يسامحوني في حال صدور بعض الهفوات اللغوية.

 لماذا اخترت العودة بهذا الدور بعد غياب طويل عن التلفزيون؟

- أول ما جذبني للعمل هو تسليط الدور على معاناة المرأة العربية عموماً واللبنانية خصوصاً، وتسليط الضوء على قضية اللاجئين العراقيين التي تتشابه مع قضايا اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان. معاناة المرأة، هواجسها، بُعدها عن عائلتها، موضوع يُطرح للمرة الأولى في الدراما اللبنانية.

 البعض يُعيب على بعض الدراما الرمضانية جرأة تخطّت روحانية الشهر الفضيل؟

- هناك أعمال يتم تصويرها للعرض خارج السباق الرمضاني، ولكن لظروف معينة إنتاجية وتسويقية، تتحول إلى مسلسلات رمضانية، مثل مسلسل «راحوا». شخصياً، أنا لا أُحبّذ عرض المسلسلات التي تحكي قصص الحب وتتضمن مشاهد لاتليق خلال الشهر الفضيل، مع احترامي الكامل لهذه الأعمال، وأُفضّل عليها البرامج التي تحمل روحانية معينة، والمسلسلات الدينية.

 هذا يعني أنك لا تسعين وراء السباق الرمضاني كممثلة؟

- أبداً، خصوصاً وأن معظم الأعمال يُعاد عرضها بعد انتهائه، فلماذا علينا أن نلهث وراء «الرايتنج»، طالما أن المُتابعة يُمكن أن تكون بطريقة هادئة ولذيذة، بعيداً عن «السلق»..

 «راحوا» من المسلسلات التي لم تُصّور لشهر رمضان، خصوصاً أنه 60 حلقة فهل تعتقدين بأنه تأثر سلباً بهذا العرض؟

- لا أعرف صراحة، ولا أملك جواباً عن هذا السؤال، خصوصاً أن قصة السباق كلها لا تعنيني بالأساس. كل ما يُمكنني قوله أن فريق العمل كان يعمل بحُب، لا بُدّ وأن ينعكس إيجاباً على عمل اكتملت كل عناصر النجاح فيه، ليظهر بأفضل صورة..

 ولكنه واجه انتقادات سلبية، كيف تدافعين عنه؟

- لست بمعرض الدفاع عن أي عمل حتى لو كنت مُشاركة ومقتنعة به، لأني أؤمن بتعدّد الأذواق، وأن لا عمل يُمكن أن يرضيها كلها، ويكون عليه إجماع كامل، بالإضافة إلى وجود بعض الثغرات التي قد تشوب أي عمل، ومع ذلك إذا بقينا في منازلنا رافضين كُل ما يُعرض علينا، معتمدين سياسة الانتقاد والتنظير بدون محاولات مهما كانت بسيطة، فلن نتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام، لأن الخوف من التجربة والفشل يعني الموت والانتحار، حتى لو واجهنا الانتقادات والتجريح.

 ماذا ينقص الدراما اللبنانية لتنافس الدراما العربية برأيك؟

-هناك مسلسلات تفتقر إلى الإخراج الجيد وأخرى إلى الإنتاج السخي، وثالثة إلى النص الجيّد، ورابعة إلى التمثيل المحترف، باختصار الدراما اللبنانية تحتاج إلى التكامل في العمل، إلى نص جميل وممثلين يستطيعون إقناع المشاهد والى صورة جميلة تُماشي القصّة والتمثيل.

الأعمال العربية

 هل مستعدّة للخروج من دائرة العمل المحلّي إلى الأعمال العربية؟

- لا أجد في ذلك خطأ، الممثل يجب أن يكون منفتحاً على كل الاحتمالات، لا أجد في التجربة خطأ، ولكن الخطأ الاستمرار بعد الفشل، ليس خطأ أن نبحث عن سوق جديد وجمهور جديد بشرط أن لا نظهر متصنعين، فنفشل ومع ذلك نصرّ على الاستمرار كما حصل مع البعض.

 البعض يرفض الخروج من الدائرة المحلية دعماً للدراما اللبنانية؟

- ومن قال بأن وجودنا في الخارج يؤثر سلباً في الدراما؟! وهل بقاء الممثل في منزله بدون عمل وبدون استغلال الفرص الخارجية أمر جيّد؟!.

 ما جديدك اليوم ؟

- بدأنا تصوير فيلم قصير مستقل عن البيئة، بالإضافة لمسرحية يتم التحضير لعرضها أونلاين مع المخرج عصام بو خالد.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي