بهدف التقارب.. ميدل إيست آي: تركيا رفعت الحظر الذي فرضته على مصر داخل الناتو

2021-05-01

اردوغان والسيسي

في خطوة جديدة لإصلاح العلاقات مع مصر، كشف موقع Middle East Eye البريطاني، أن تركيا رفعت الحظر الذي فرضته على أنشطة الشراكة المصرية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي.

يأتي ذلك بينما تشهد العلاقات بين مصر وتركيا تقارباً ملحوظاً بدأت مؤشراته أيضاً منذ مطلع العام الجاري، حيث عبرت أنقرة عن رغبتها في "تطبيع" العلاقات مع مصر عقب سنوات من القطيعة، وهي الرغبة التي من المنتظر أن تتحول إلى واقع بزيارة مرتقبة لوفد تركي إلى مصر خلال الأيام المقبلة.

رفع الحظر التركي عن مصر داخل الناتو

مصدر موقع Middle East Eye البريطاني قال إن تركيا رفعت حظرها على مشاركة مصر، لتمكينها من تطوير شراكة مع حلف الناتو.

كما أضاف أن تركيا تدعم تقدم مصر في شراكتها مع الناتو في إطار الحوار المتوسطي (منتدى لدول الناتو ودول البحر المتوسط)، وتدعم مشاركة مصر في جميع الأنشطة ضمن هذا الإطار.

فيما قال مسؤول في الناتو، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحوار المتوسطي، الذي يضم مصر وإسرائيل والمغرب وتونس، لا يزال نشطاً. (لم يخضع موقعه على الإنترنت للتحديث منذ فبراير/شباط عام 2019).

أكد المسؤول أن الحلف أقر مؤخراً برنامج تعاون شراكة فردياً جديداً مع مصر لربط الأولويات الأمنية المصرية بمصالح الناتو الأمنية في المنطقة.

بينما أوضح المسؤول: "الناتو يجري حواراً سياسياً مع مصر ويتعاون معها منذ فترة طويلة. وقد وُضع هذا البرنامج لتطوير الحوار السياسي والتعاون العملي بين التحالف وشركائه في دول البحر المتوسط".

من جهته، قال أحد المسؤولين الأتراك المطلعين إن هذه البرامج عادةً ما تكون طريقة ممتازة لتزويد البلدان الشريكة بتدريبات عسكرية وتقنية، بمستوى تدريبات الناتو، تعد ذات قيمة كبيرة للدول التي ليست عضوة في الحلف.

تقارب بعد سنوات من القطيعة

التقارب التركي-المصري تجسد بشكل عملي في واحد من أبرز ملفات الخلاف بين القاهرة وأنقرة، وهو الملف الليبي والصراع هناك، حيث كانت تركيا تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، بينما كانت مصر تدعم خليفة حفتر زعيم ميليشيات شرق ليبيا، والآن أصبح واضحاً أن مصر وتركيا تدعمان المسار السياسي الحالي هناك.

إذ تكررت زيارات رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة إلى القاهرة وأنقرة، في ظل دعم واضح من البلدين للمسار السياسي هناك، وهو ما كان بعيداً عن التصور قبل أشهر قليلة، لكن هذا ليس المؤشر الوحيد على التقارب بين مصر وتركيا.

فهناك التصريحات المتبادلة والتواصل بين وزيري الخارجية، والآن يتم الترتيب لزيارة وفد تركي رفيع المستوى للقاهرة، بحسب التصريحات الصادرة عن الجانبين.

كما تتحدث كثير من التقارير الإعلامية والتحليلات عن دور قطري فاعل في التقريب بين القاهرة وأنقرة، وهذا أيضاً تحوّل لافت في التحالفات تشهده المنطقة منذ مطلع العام الجاري، وكان يبدو بعيداً عن التصور حتى قبل ستة أشهر مضت، في ظل العداء المعلن والقطيعة بين الدول الثلاث.

زيارة مرتقبة لوفد تركي إلى مصر

الأسبوع الماضي أعلن كبير مستشاري الرئيس التركي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالن، أن المحادثات التي ستُجرى بين تركيا ومصر، الأسبوع المقبل، يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد بين القوتين الإقليميتين المتباعدتين، وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بليبيا.

فقد أوضح كالن، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن هناك اتصالات بين رؤساء أجهزة المخابرات ووزيري خارجية البلدين، وأن بعثة دبلوماسية تركية ستزور مصر أوائل مايو/أيار المقبل، لبحث الأمن في ليبيا، وبقاء الجيش التركي هناك، مضيفاً: "بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع، أعتقد أن من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر".

كما أشار المسؤول ذاته إلى أن "التقارب مع مصر سيساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا، لأننا نعي تماماً أن لمصر حدوداً طويلة مع ليبيا، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان تهديداً أمنياً لمصر"، مشدّداً على أن تحسين العلاقات مع القاهرة قد يعزز جهود السلام في ليبيا.

في هذا الصدد، ستبحث تركيا موضوع الأمن في ليبيا مع مصر ودول أخرى، طبقاً لما أورده كالن، الذي قال: "لدينا اتفاق لا يزال قائماً مع الحكومة الليبية"، منوهاً إلى اتفاق 2019 الذي مهد الطريق لتدخُّل تركي حاسم لدعم حكومة الوفاق الوطني، التي كان معترفاً بها دولياً في طرابلس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي