هآرتس: نتنياهو ينفذ مع أتباعه "مذبحة" ضد القانون في جلسة الحكومة

2021-04-28

بنيامين نتنياهو

شاهدنا يوم الإثنين ابن عائلة نتنياهو وهو يقدم عرضاً مثيراً للاشمئزاز من الشغب والوحشية داخل المحكمة. أمس، شاهدنا وسمعنا البطريرك، رئيس الحكومة، وهو يعرض رواية خاصة به للفوضى والاستقواء في جلسة الحكومة. إذا كان عهد نتنياهو على وشك الانتهاء، فإن مسرحية “الزووم” المرعبة هي أول وتر في نشاز سيصاحب نزول هذه العائلة الفاسدة عن المسرح العام.

الميل السائد في وسائل الإعلام والنظام السياسي هو أن تُنسب لنتنياهو قوى خارقة بشأن القدرة على النجاة من الحفر السياسية. المذكور أعلاه ساحر كما ذكرنا. إن سلوكه، ويمكن القول انقضاضه، في الجلسة يغرس إبرة أخرى في البالون. وهو في ذروة ضائقته، وفي الوقت الذي يستنجد فيه بالنوايا الحسنة والحصول على إعادة الثقة به من قبل خصومه لينزلوه عن حبل المشنقة، يركل الخشبة التي يقف عليها بقدميه.

تجاوز نتنياهو اليوم القانون، القانون الأساس الذي وضعه بنفسه. ولأنه يدعي السلامة العقلية (في رسالة تحذيرية أرسلها محاميه لمن سبقه في المنصب، إيهود أولمرت، الذي قال إن الأب والابن والأم “مرضى نفسيين”)، يجب الافتراض بأنه تصرف كما تصرف بذهن صاف ووعي كامل؛ أي أنه أزعر مخالف للقانون. ماذا حقق من ذلك؟ بماذا أفاد نفسه؟

لنفترض أن بني غانتس فكر بإمكانية عقد صفقة مقترحة معه ليشغل السنة الأولى كرئيس حكومة، فهل يقربه فيلم الرعب هذا من نتنياهو أم العكس؟ ألم يفهم نفتالي بينيت، الذي نشر رداً خفيفاً حذر فيه من “الفوضى”، لكننا نحذر من ذكر اسم “الفوضوي”، (إذا لم يفهم منذ زمن) أن نتنياهو مرفوض في أي شراكة وأي اتفاق وأي ثقة واعتراف. يجب طرد هذا السياسي من مقر الحكومة، “بالعصي والحجارة” (بشكل مجازي بالطبع) مثلما قال اريئيل شارون.

لو لم يكن لدينا مستشار قانوني للحكومة رحيم وحنون وضعيف قليلاً، لأُقصي رئيس الحكومة منذ فترة طويلة لعدم الأهلية. فمتهم بتلقي الرشوة وبالخداع ويرفض تعيين وزير عدل من غير حزبه ويرفض التوقيع على صفقة تضارب مصالح مثلما تعهد أمام المحكمة العليا ويتطاول ويشهر بجهات إنفاذ القانون التي حققت معه واتهمته، ويستخدم عصابات من زعران الشوارع وأصحاب الشبكات الذين يتمثل عملهم الأساسي في ترويع المحامين والموظفين العامين والصحافيين والمعارضين السياسيين وبث الرعب – حتماً يشكل خطراً واضحاً وفورياً على الدولة.

كل ما كتب أعلاه لا يهم يعقوب ليتسمان أو موشيه غفني أو آريه درعي، وبالتأكيد لا يهم بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير. هو سيواصلون التمسك به حتى لو أحرق بيده مبنى وزارة العدل في شارع صلاح الدين. ولكن بينيت ليس مثله. إذا واصل مغازلته لأزعر بلفور، بدلاً من الدخول إلى غرفة مع يئير لبيد وإنهاء صفقة، فإنه سيرتكب خطأ كبيراً.

نتنياهو ليس وحده، وهو بحاجة إلى مساعدين وشركاء. وهؤلاء من حوله بوفرة. وزراء الليكود، الذين ليس لهم عمود فقري، شاركوا اليوم في دور فعال في المذبحة التي ارتكبها زعيمهم ضد سلطة القانون وأنظمة الحكم في الدولة. شارك بعضهم بحماسة (امير اوحانا، ميري ريغف، دودي امسالم) والبعض الآخر تقريباً بعدم رضى (إسرائيل كاتس، يوفال شتاينيتس وربما تساحي هنغبي)، ولكنهم جميعاً شركاء في هذا العار.

غانتيس

علامة خاصة يستحقها “وزير العدل”، أوفير أيكونيس. هو وزير صغير تم سحبه للحظة من مكتبه غير القائم وتوج بطريقة بلطجية، غير قانونية تماماً، لتولي منصب رفيع جداً. أيكونيس الذي يشهد على نفسه بأنه “من أتباع بيغن”، وافق لعدم وجود أي دور له وبسبب انتفاخه على أن يكون بيدقاً في ساحة المعركة بين “أزرق أبيض” والليكود، للأسف. هو التجسيد الواضح لتعبير “غبي للاستخدام”، على فرض أن المحكمة العليا ستقوم بإلغاء تعيينه الخاطئ والملتوي، وسيسمى من الآن فصاعداً وبسخرية “وزير العدل السابق”. وهناك أيضاً علامة خاصة يستحقها عضو الكنيست المنسي آفي ديختر. “يوجد وزير عدل في القدس. تهاني لصديقي أوفير أيكونيس وأتمنى له النجاح”، غرد بعد دقائق على انتهاء جلسة الحكومة. اعتبر ديختر في وقت معين رمزاً للاستقامة والقيم. فقد نغص حياة رئيس الحكومة أولمرت بسبب التحقيقات التي لطخت فترة ولايته. منذ انضمامه لليكود حول دينه الذي لامس حدود التطهر بموافقته على سكوته عن أفعال رئيس حزبه. كانت حيونته بصورة مطلقة. ذات يوم قالوا: “ولد في إفريقيا فيل له جلد بيبي”. وعن أشخاص مثل رئيس الشاباك السابق قيل “في إفريقيا ولد وحيد قرن له جلد آفي ديختر”.

 

بقلم: يوسي فيرتر

هآرتس 28/4/2021

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي