هآرتس: أما آن لأميركا أن تنهي حبها غير المشروط لإسرائيل؟

2021-04-26

نتنياهو وترامب

قال الكاتب والصحفي الإسرائيلي أركادي مازين إن أميركا تحتاج إلى نقاش مفتوح وصادق حول سبب استمرارها في تحويل مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأميركيين إلى إسرائيل، الدولة الغنية والمتقدمة التي تنتهك بشكل روتيني حقوق الإنسان على نطاق واسع دون أي مساءلة.

وذكر مازين -في مقال له بصحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية- أن الأفراد يجب ألا يدعموا نظام بلدهم وأفعاله دون قيد أو شرط، وهو مبدأ ينطبق أيضا على العلاقات الدولية، حيث لا يتعين على أي بلد الاستمرار في تقديم دعمه لبلد آخر بغض النظر عن تصرفات هذا الأخير، وإلا فسيكون ذلك فعلا "غير أخلاقي".

ويرى الكاتب، الذي ولد في الاتحاد السوفياتي سابقا قبل أن يهاجر لإسرائيل مطلع تسعينيات القرن الماضي، أن هذا "المبدأ العبثي" هو فعليا حجر الزاوية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية اليوم، ويفخر به المنتسبون لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس.

ويضيف مازين أن هذا الدعم غير المشروط هو نتيجة عقود من عمل نشط لمجموعات الضغط الموالية لإسرائيل، لكن الأمور لم تكن دائما على هذا النحو في الماضي، حيث كانت الإدارات الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة حذرة بما يكفي في علاقتها مع تل أبيب ووضعت شروطا مقابل دعمهما، مهددة بسحبه في حال انتهكت تلك الشروط.

بيد أن إسرائيل الآن -بعد 30 عاما من التوسع الاستيطاني وتجاهل القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان- غير قلقة على ما يبدو من هذا الشأن، في ظل تحول الدعم الأميركي السخي وغير المشروط إلى دعامة أساسية للسياسة الخارجية الأميركية لدى كلا الحزبين.

ويعتقد مازين أن هذا الوضع المحير لا يمنح فقط الشرعية لممارسات إسرائيل التي لا يمكن الدفاع عنها ولا يثنيها عن تغيير مسارها، بل إنه تحول إلى "حب غير مشروط" يقوّض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة التي بلغت أصلا الحضيض في ظل حكم قصير لكنه مدمر مع الرئيس السابق دونالد ترامب.

نقاش صادق

ويقترح إجراء نقاش مفتوح وصادق، منفصل عن تأثير جماعات الضغط وعن الاتهامات الخادعة بمعاداة السامية، حول ما إذا كان من المعقول الاستمرار في تحويل أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى دولة تنتهك بشكل روتيني حقوق الإنسان.

ويؤكد أن العديد من اليهود الأميركيين المرتبطين بالديمقراطيين مستعدون لهذا النقاش، بعد أن تخلى كثير منهم عن دعمهم الثابت لإسرائيل بسبب فشلهم في التوفيق بين مقتضيات هذا الدعم وقيمهم الليبرالية، وهي المقاربة ذاتها التي يجب أن يتبناها الناخبون الأميركيون.

كما يتوقع أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن أهلا لرفع تحدي تعديل هذه العلاقة، بالنظر لما أظهره من مواقف حاسمة وجريئة واهتمام صريح باعتبارات حماية حقوق الإنسان، رغم كونه ونائبته كامالا هاريس كانا أكثر المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين تأييدا لإسرائيل عام 2020.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي