واشنطن بوست: ماذا يعني أن تعترف الولايات المتحدة بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن؟

2021-04-25

قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن الرئيس الأميركي جو بايدن قدّر من خلال اعترافه بأن الأحداث التي تعرض لها الأرمن عام 1915 إبان الحقبة العثمانية "إبادة جماعية" بأن ذلك سيكون الطريقة الأسهل له نسبيا للبدء في إعادة تنظيم مقاربته في مجالي السياسة الخارجية وحقوق الإنسان.

وذكرت الصحيفة -في تقرير للصحفية المتخصصة في الشأن الدولي ميريام برغر- أن عدة رؤساء أميركيين، بما في ذلك الرئيسان السابقان دونالد ترامب وباراك أوباما، تجنبوا استخدام هذا الوصف لكي لا يثيروا غضب تركيا الحليف الإستراتيجي لواشنطن والعضو المهم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) القريب من الشرق الأوسط والمحاذي لروسيا، والذي انخرط أيضا في جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد أعلن بايدن أمس السبت -خلال حفل إحياء الذكرى السنوية لأحداث عام 1915- أن تلك السنة شهدت "إبادة جماعية" للأرمن قائلا إن "الشعب الأميركي يكرم كل أولئك الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية التي جرت قبل 106 أعوام من اليوم.. ذكرنا لما تعرض له الأرمن هدفه ضمان عدم تكرار ما جرى، وليس توجيه اللوم".

وأشارت الصحيفة أن الأرمن يحيون في 24 أبريل/نيسان من كل سنة ذكرى هذه الأحداث التي يقولون إن حوالي 1.5 مليون أرمني قتلوا خلالها على يد الإمبراطورية العثمانية في فترة الحرب العالمية الأولى ويصفونها بأنها "إبادة جماعية"، وهي عبارة ترفضها تركيا وامتنعت الولايات المتحدة عن استخدامها لعقود.

وبحسب الصحيفة، يقدر مؤرخون أن عددا من المسيحيين الأرمن قتلوا خلال المذابح وحملات الترحيل التي شهدها عام 1915، وكثير منهم يستخدمون عبارة "الإبادة الجماعية" لوصف تلك الأحداث، لكن تركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية في العصر الحديث ترفض هذا الادعاء.

ورغم أن بعض القادة الأتراك ممن تعاقبوا على السلطة لم ينكروا حدوث بعض الفظائع، فإنهم يؤكدون أن أعمال القتل والاضطهاد التي حدثت لم تكن بالدرجة التي تدعيها أرمينيا وأنصارها.

كما تقول تركيا -بحسب الصحيفة- إن حوالي 300 ألف أرمني لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى نتيجة للحرب الأهلية والاضطرابات الداخلية التي أدت إلى انهيار الإمبراطورية العثمانية، وإنه بالإضافة للأرمن المسيحيين فإن العديد من الأتراك المسلمين قتلوا أيضا خلال تلك الفترة.

تحذيرات تركي

وقد حذرت أنقرة مرارا واشنطن من أن تغيير موقفها بشأن هذه الأحداث سيهدد العلاقات الأميركية التركية والمصالح المشتركة بين البلدين، بما في ذلك اتفاق يسمح لواشنطن بالوصول إلى قاعدة أنجرليك العسكرية جنوبي البلاد.

وكثيرا ما تشتكي تركيا -تضيف الصحيفة- حينما تستخدم دول أخرى (حوالي 20 دولة) مصطلح "الإبادة الجماعية" بما في ذلك فرنسا وكندا، في حين أن حلفاء رئيسيين لواشنطن -مثل بريطانيا وإسرائيل- لا يفعلون ذلك.

وفي عام 2019، أصدر الكونغرس الأميركي قرارا وصف ما حصل من أعمال قتل بأنه "إبادة جماعية" مما أثار غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن الرئيس السابق دونالد ترامب رفض رسميا القرار.

كما تعهد الرئيس أوباما بالاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" للأرمن عندما ترشح لأول مرة في عام 2008 لكن بحلول نهاية السنوات الثماني التي قضاها في الرئاسة لم يكن قد أوفى بوعده.

ويرى بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي في إدارة أوباما -في مقابلة له عام 2018- أنه "كل عام كان هناك سبب لعدم القيام بذلك (الاعتراف).. كانت تركيا حيوية بالنسبة لبعض القضايا التي كنا نتعامل معها بشأنها، أو كان هناك حوار مواز يجري بين الأتراك والحكومة الأرمينية حول ماضيهما المشترك".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي