كانوا نباتيين وينامون على الشجر

أدلة جديدة تشير إلى عودة جذور البشرية لما قبل 500 ألف عام!

متابعات الأمة برس
2021-04-25

كشف باحثون عن أدلة جديدة تشير إلى أن جذور البشرية، تعود إلى زمن أسبق بنحو 500 ألف عام ما كان يُعتقد، وقد شملت الأدلة أحافير عن أسلاف، يزنون نحو 38 كيلوغراماً فقط، وينامون على الأشجار خوفاً من الحيوانات المفترسة، وكانوا نباتيين بالغالب. 

بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021، فإن هذا الاكتشاف لم يكن ليحصل لولا الحجر الصحي والإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا. 

ففي الوقت الذي كان يتجهز فيه، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة أكسفورد توماس بوشيل لرحلة ميدانية إلى موزمبيق وكينيا، أجبره الإغلاق على البقاء في الأرجنتين مع أخيه هانز بوشيل، عالم الثدييات في جامعة إدنبره، حيث اضطر الباحثان، اللذان ينحدران من أصول تشيلية، إلى التخلي عن العمل الميداني، والالتفات إلى أجهزة الحاسوب الخاصة بهم. وهكذا عملوا مع ثلاثة زملاء من جامعاتهم لجمع تشكيلة متنوعة من البيانات الجينية والتشريحية والحفرية في خوارزمية حاسوبية.

أقدم من المعروف حالياً

وبحسب ما كان مُتعارف عليه حتى الآن، يرجع تاريخ أقدم سجل لجنس الإنسان (الهومو) إلى 2.8 مليون سنة، لكن الباحثين من جامعات أكسفورد وإدنبره تذهب حساباتهم إلى أن هذه القفزة التطورية حدثت في الواقع منذ ما يقرب من 3.3 ملايين سنة.

وليس من الواضح ما هي الأنواع التي ظهرت أولاً من جنس الإنسان، لكن الأرجح هو ما يُعرف بـ"الإنسان الحاذق" (هومو هابيلس)، الذي يُعتقد أنه تطورت عن سلالة أسترالوبيثكس. وفي النهاية، بعد نحو 3 ملايين سنة -ما يقرب من 300 ألف سنة- ظهر "الإنسان العاقل" (هومو سابينس) في المغرب.

بحسب الصحيفة، فإن معارفنا السابقة تستند حول التاريخ التطوري للبشر إلى سجلات أحفورية وأثرية. لكن الباحثين، اللذين نُشرت دراستهما في دورية  Nature Ecology & Evolution، انتهجا مقاربةً مختلفة، اعتمدت على النمذجة الحاسوبية لإنشاء أشجار تطورية مؤرخة بدقة. واستعانوا لذلك بمعلومات جينية من الشمبانزي والغوريلا والبشر، واحتفظوا بالتسلسلات التطورية لأنواع من جنس الهومو مثل "الإنسان البدائي" (النياندرتال)، للعودة إلى النقطة التي تباعدت عندها الشفرات الجينية.

ثم أضافوا إلى ذلك بيانات تشريحية لتتبع مسارات التطور، وسجلات تأريخ الكربون الخاصة بالحفريات لمعايرة بياناتهم. وقد قادهم ذلك إلى تقديرات بأن جنس الإنسان (الهومو) قد تباعد في وقت أبكر عن الأنواع السابقة في فترة تتراوح بين 4.3 ملايين و2.56 مليون سنة، واستقر عند نقطة متوسطة تعود إلى نحو 3.3 ملايين سنة، بحسب تقديراتهم.

أصغر حجماً 

يقول هانز: "كانوا أصغر حجماً منا بكثير، وكتلة أجسامهم نحو 38 كيلوغراماً. ويقفون على قدمين، لكنهم ربما ناموا على الأشجار للاختباء من الحيوانات المفترسة الضخمة. كانوا في الغالب نباتيين، ولكنهم كانوا ينقبون عن بقايا اللحوم من جثث الحيوانات باستخدام أدوات حجرية". ويقول توماس: "نعتقد أنهم فعلوا ذلك لتكسير عظامهم والحصول على نخاع العظام. كما استخدموا أيضاً أدوات… للحصول على البذور".

شكّل استخدام الأدوات الحجرية نقطةً تحول. إذ يقول توماس: "لقد أتاح لهم [تناول اللحوم] الحصول على قدر أكبر من السعرات الحرارية واستغلال بيئتهم. وقد كان لهذه السعرات الحرارية الإضافية دورٌ حاسم في النمو السريع لأدمغتهم".

وبحلول الوقت الذي ظهر فيه "الإنسان المنتصب" (هومو إريكتس) بعد نحو 1.5 مليون سنة، أصبح الأسلاف أطول وأذكى وأكثر تنظيماً، ويعملون في فرق ويصطادون في مجموعات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي