الرحيل المفاجئ لديبي.. ما تأثير ذلك على منطقة الساحل والسودان وأفريقيا الوسطى؟

متابعات الامة برس:
2021-04-21

إدريس ديبي

قال موقع "ستراتفور" (Stratfor) الأميركي في تحليل له، إن الرحيل غير المتوقع للرئيس التشادي السابق إدريس ديبي سيعيق مشاركة تشاد في عمليات مكافحة "الإرهاب" والتمرد بمنطقة الساحل، وقد يجبر فرنسا على التدخل لتجنب انتقال عنيف للسلطة بتشاد من شأنه أن يؤدي لتفاقم الأزمات الأمنية هناك.

وتوقع أن تدعم فرنسا المجلس العسكري الانتقالي الجديد لتشاد، وتحاول حمايته من الجماعات المتمردة بسبب مخاوف من الانهيار الكامل للحكومة التشادية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المخاوف الأوسع بشأن قضايا حقوق الإنسان، وتعليق الدستور ستحد من دعم الدول الغربية الأخرى لهذا المجلس العسكري.

وذكر الموقع إن فرنسا كجزء من إستراتيجيتها لمكافحة "الإرهاب" ستحاول الضغط على المجلس العسكري التشادي للحفاظ على الجدول الزمني للانتخابات، ومدته 18 شهرا من أجل استرضاء حلفائها الأوروبيين.

إعادة تقييم الإستراتيجية الفرنسية

وحول تأثير رحيل ديبي على "مكافحة الإرهاب" في الساحل، قال الموقع إن الصراع مع متمردي جبهة التغيير والوفاق في تشاد "فاكت"، التي شنت الهجوم الأخير ضد حكومة ديبي، سيجبر الجيش التشادي، الذي يعد أحد أكثر الجيوش نشاطا واحترافا بوسط وغرب أفريقيا، على تقليل وجوده في مبادرة "جي-5 الساحل"؛ مما قد يدفع فرنسا إلى إعادة تقييم إستراتيجيتها في المنطقة.

وأوضح أنه على أقل تقدير، سيحتاج المجلس العسكري الانتقالي إلى إعادة نشر بعض قواته بعيدا عن بعثة "جي-5 الساحل" المدعومة من فرنسا؛ من أجل التعامل مع أزمة أمنية داخلية ووجودية أكثر إلحاحا، علما أن تشاد كانت من أكبر المساهمين في قوات الساحل، التي تقاتل مختلف فصائل تنظيم الدولة الإسلامية بغرب أفريقيا.

وكانت تشاد قد أعلنت في فبراير/شباط الماضي أنها ستزيد من انتشار قواتها بمقدار 1200 جندي في منطقة الحدود الثلاثية بين بوركينافاسو ومالي والنيجر.

وأشار الموقع إلى أن تقليص القوات التشادية، وتعطيل العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة بالساحل سيؤدي إلى تعقيد هدف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتمثل في تقليص وجود فرنسا في منطقة الساحل بحلول العام المقبل، وربما يؤدي إلى مزيد من التأخير.

السودان وأفريقيا الوسطى

وأضاف موقع ستراتفور أن الأزمة الداخلية في تشاد ربما تزيد من خطر انتشار العنف في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، نظرا لتدخل ديبي التاريخي في المنطقة.

وقال إن السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى يعيشان صراعات وتحولات سياسية هشة، ففي السودان ترتبط مجموعة ديبي العرقية -الزغاوة- ارتباطا وثيقا بنزاع دارفور، حيث يمتد موطن الزغاوة التاريخي بين الجماعات العرقية في المنطقة، والتي كانت تستخدم بيادق بين ديبي وحاكم السودان المخلوع عمر البشير. وتجد بعض الشخصيات السودانية، التي انضمت إلى ديبي، نفسها الآن تؤدي أدوارا بارزة في العملية الانتقالية السودانية الدقيقة، التي يمكن أن تتأثر، اعتمادا على كيفية تطور الأزمة السياسية في السودان.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي