واشنطن بوست: التاريخ سيلقي بظلاله على قرار "بايدن" بسحب القوات من أفغانستان

2021-04-14

الرئيس الأمريكي، جو بادن

قال المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس إن التاريخ سيلقي بظلاله على قرار جوزيف بايدن سحب القوات من أفغانستان. وقال إن البلد أزعج بايدن قبل عشرة أعوام واعتقد أن قادة البنتاغون يحاولون لي ذراع الرئيس الجديد باراك أوباما لكي يزيد من أعداد القوات في حرب لا يمكن الانتصار بها. واعتقد أن مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان يجب أن تركز على جهود منع عملية إرهابية جديدة ضد امريكا.

وفي هذا الأسبوع قام بايدن، كرئيس وبشكل حاسم بعكس الخيارات التي اتخذت قبل عقد وقرر سحب كل القوات بحلول 11 أيلول/سبتمبر التي ستحل فيه الذكرى العشرين على الهجمات التي نفذتها القاعدة وحرفت السياسة الخارجية الأمريكية لعقدين من الزمان.

وهذا تحرك جريء لأن ثمن الخطأ فيه سيكون باهظا. وحذر القادة العسكريون بايدن كما فعلوا قبل عقد من مخاطر الانسحاب، أما الاستخبارات فتتوقع حربا أهلية وانهيار حكومة كابول. ويتوقعون عودة تنظيم القاعدة وإعادة بناء وجوده في عامين. ويخشون من شعور المتشددين الإسلاميين حول العالم بالجرأة مما يمكن أن تحققه حركة طالبان، وبخاصة أنهم باتوا في موقف الدفاع بعد هزيمة تنظيم “الدولة”. وحث قادة الجيش بايدن على جعل الخروج من افغانستان مشروطا، لكن الرئيس رفض هذا المسار وقرر أن ربط الخروج بتحسن الوضع على الأرض يعني “البقاء الدائم” في البلاد، حسب مسؤول تحدث للصحافيين.

وعلق الكاتب بأن بايدن يبدو في بعض الأحيان كعبقري لطيف ومرن على طريقة سياسي محترف، لكن إعلان الثلاثاء كشف أيضا أنه عنيد وحازم. ويقول أصدقاؤه إن معارك أفغانستان تركت كدمات عليه ولكن عندما يقتنع بأنه محق فهو مستعد لأن يتخذ المخاطر كما فعل هذه الأسبوع.  وقد كره الجيش رغم قلقه من الانسحاب من “فرامة اللحم” في أفغانستان. فمعظم قادة الجيش والمارينز قاتلوا في أفغانستان وكذا أولادهم وبناتهم. وهم يتوافقون مع رغبة بايدن في الخروج السريع. لكن هذه الرغبة مرتبطة بخوف الخروج للعودة مرة ثانية.

هذا ما حدث في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2011، وعادت بعد أعوام للتعامل مع تنظيم “الدولة”. لو كان بايدن محقا بالخروج من افغانستان قبل 10 أعوام فهو مخطئ بالكامل في الخروج من العراق الذي دعا إليه. وهذا هو الخطر النابع من قراره الأخير، ففي بعض الأحيان يقود سحب القوات إلى سلام، لكنه قاد، كما في السنوات الماضية، لحمام دم. ومن هنا فمن السهل تخيل الجوانب السلبية للقرار بما فيها دوامة عنف تتساقط فيها الولايات واحدة بعد الأخرى، بشكل سيقود إلى معركة قاتلة في كابول، وهو قتال سيتعرض فيه الذين وضعوا آمالهم على الولايات المتحدة للخطر وسيطلبون المساعدة. فإغماض العيون على الوضع الكارثي وعدم الاستجابة للدعوات اليائسة، ومن نساء أفغانستان تحديدا اللاتي سيواجهن قمعا جديدا يحتاج إلى قلوب باردة.

 وقرر بايدن هذا الأسبوع أن مصير أفغانستان بيد شعبها ليقرره. ومن يتوقعون عودة البلد إلى العصور الوسطى ونسخة بدائية عن الإسلام هم مخطئون. فقد أدت سنوات الحرب لتحديث أفغانستان، وهي اليوم أكثر غنى ومتحضرة ومربوطة بالاتصالات الحديثة. وشعبها الذي كسب حريته تحت المظلة الأمريكية لن يتخلى عنها بسهولة. لكن الامتحان الحقيقي لبايدن هو إن كان جوهر السياسة القومية التي تبناها- أي قصر مشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان على منع الهجمات الإرهابية مثل 9/11 ضد الوطن، يمكن تحقيقها بدون وجود قوات على الأرض. وناقش المسؤولون السؤال قبولا ورفضا على مدى الأسابيع الماضية، فهل يمكن لسي آي إيه أن تحافظ على قوات سرية في أفغانستان، قوية بما فيه الكفاية للعمل ضد تنظيم القاعدة والحركات الإرهابية الأخرى؟ أم أن الطائرات المسيرة ستكون أكثر فعالية، مع أنها ستنطلق من الخليج وبمسافة أطول إلى أفغانستان؟ ولا نعرف الجواب لكن بايدن رمى قطعة النرد. ويقول إن الرؤساء يواجهون لحظات عليهم فيها اتخاذ قرارات جريئة. ولأن المستقبل غير معروف فعليهم الثقة بحدسهم. وعنون تشارلز إليكي كتابه عن الخروج من مستنقع فيتنام “يجب ان تنتهي كل حرب” وعلى بايدن أن يقوم بخياره الآن، وعليه الصلاة حتى لا تعود القوات التي يجلبها لأمريكا مرة ثانية إلى أفغانستان.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي