يديعوت: دول عربية شاركت من خلف الكواليس في محاولة انقلاب الأردن

2021-04-04

الأمير حمزة بن الحسين

اشتعلت الأضواء ليلة أمس في مقر المخابرات الأردنية في حي دابوق في عمان. فقد توقفت عشرات المركبات عند مدخل المبنى وأنزلت معتقلين ملثمي الوجوه بأقشمة سوداء لإخفاء هويتهم، وهم محاطون برجال الأمن. ويُشتبه بهؤلاء بالتعاون مع الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله، المشبوه بمحاولة الانقلاب في القصر الملكي – كما كشف النقاب السبت فقط في صحيفة “واشنطن بوست”.

يوجد الأمير حمزة في الإقامة الجبرية. ونشر شريطا أعلن فيه أنه بالفعل في الإقامة الجبرية. وأفاد رئيس الأركان الأردني الجنرال يوسف الحنيطي في بيان رسمي: “الأمير حمزة لم يعتقل. فقد طُلب منه أن يمتنع عن تحركات ونشاطات تستغل للمس بأمن واستقرار الأردن. التحقيق مستمر وسننشر النتائج بشفافية كاملة. كل الأعمال تمت في إطار القانون. لا يوجد أحد فوق القانون في الأردن”.

وصلت قوة خاصة إلى الأمير حمزة (41 عاما) ولكنها أبقته مع شقيقه الأمير هاشم، وبقدر ما هو معروف مع أخ غير شقيق آخر، هو الأمير علي في قصر العائلة في عمان. “أمر كهذا، بمثل هذا الحجم، بمشاركة كبار العائلة المالكة، لم يسبق أن حصل عندنا”، قال ضابط كبير في أجهزة الأمن في عمان.

أحيط القصر بالحراس ولم يسمح بالدخول أو الخروج منه. كما أفيد بإسم مشبوه آخر، الشريف حسن بن زيد، الذي هو قريب من الدرجة الثانية للملك عبدالله. يسكن الشريف حسن في السعودية ولكنه يحمل جواز سفر أردنيا إضافة إلى جواز السفر السعودي. وبين المعتقلين أيضا رئيس ديوان الملك ووزير المالية سابقا، د. باسم عوض الله، المعروف كمقرب من الملك عبدالله، ولكنه تنازع معه في السنوات الأخيرة وانتقل إلى السعودية.

الأمير حمزة، ابن الملكة نور، الزوجة الرابعة للملك الحسين الراحل، تولى منصب ولي العهد للملك عبدالله، الذي يحكم منذ 22 سنة في الأردن، منذ وفاة والده الملك الحسين. بعد خمس سنوات، قرر عبدالله تنحية حمزة عن المنصب و”إحالته إلى الراحة” وعيّن مكانه ابنه البكر، الأمير الحسين. منذ التنحية لم يتول حمزة أي منصب في القصر، وشُطب اسمه نهائيا من قائمة بدائل الملك عبدالله عند سفره إلى الخارج.

وحسب معلومات وصلت إلى “يديعوت أحرونوت” من مصادر رفيعة المستوى جدا في الأردن، فإن السعودية وإحدى إمارات الخليج الفارسي كانتا مشاركتين أيضا من خلف الكواليس في محاولة الانقلاب. وكدليل على ذلك، تشير المصادر الأردنية إلى زيارة الملك عبدالله الأخيرة إلى السعودية والتي جرت بشكل مفاجئ الشهر الماضي، ولم تصدر تفاصيل عنها أو عن أهدافها. تحدث الملك عبدالله مع ولي العهد السعودي وامتنع الطرفان عن إصدار بيان مشترك.

تقدر مصادر رفيعة المستوى في الأردن بأن ولي العهد السعودي وواحد من زعماء الإمارات في الخليج، أغلب الظن إمارة أبو ظبي، كانا على علم بسرّ محاولة الانقلاب الفاشلة. إضافة إلى ذلك، فإن باسم عوض الله الذي كان وزير المالية في حكومة الأردن، ومعروف كمقرب من الملك عبدالله، أصبح حلقة الاتصال بين القصر الملكي السعودي وبين الأمراء في الأردن.

ما لا يقل عن 25 مقربا من الأمير حمزة اعتُقلوا في الأيام الأخيرة للاشتباه بمعرفتهم السر وحلقات اتصال بالسعودية، في تخطيط محاولة الانقلاب في القصر الملكي. وقد تمت سلسلة الاعتقالات على مدى عدة أيام في الأسبوع الأخير، ولكنها انكشفت، كما أسلفنا أمس فقط. وأفادت قناة “العربية” السعودية بأن كل حراس الأمير حمزة وحرس الأمير علي نقلوا إلى المعتقل. وأفادت مصادر عسكرية عليا في الأردن نظراءهم الإسرائيليين بأن “الوضع تحت السيطرة” و”لا خطر على استقرار المملكة”. ونقلت الرسالة في قنوات عسكرية بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي.

وعقّبت الإدارة الأمريكية على الأحداث في المملكة بالقول: “نحن نتابع عن كثب ما يجري في الأردن. الملك عبدالله هو شريك هام لنا وله كل الدعم من جانب الولايات المتحدة”.

سمدار بيري

يديعوت أحرونوت







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي